البرهان وقحت .. تزوير ليلة الإستقلال

البرهان وقحت .. تزوير ليلة الإستقلال

تأملات
جمال عنقرة

لم تتح لي فرصة الإستماع إلى كلمة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ليلة الإستقلال علي الهواء مباشرة رغم أني كنت حريصا علي ذلك، فلما دخلت الواتس بعد الكلمة مباشرة وجدت هجوما عنيفا علي الرجل يشنه منسوبو قوي إعلان الحرية والتغيير المركزية الثلاث الموقعون علي الإتفاق الإطاري مع الجنرالين البرهان وحميدتي، وفجأة سكت الهجوم، بل اختفي من الميديا تماما، فبحثت عن نص خطاب البرهان لمعرفة سبب الهجوم فلم أجد شيئا يستوجب ذلك، فبحثت عن أصل الخطاب بصوت السيد البرهان، فوجدته مختلفا تماما عن الخطاب المنشور، وقبل أن أقول أي شئ، دعونا نقرأ معا الجانب المهم في الخطاب الذي تم حذفه وتزويره.
فقال السيد البرهان “بصفتي رئيسا لمجلس السيادة، وقائدا عاما للقوات المسلحة، أعلن عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات الجارية حاليا والتي تسهلها الآلية الثلاثية، وذلك لإفساح المجال للقوي السياسية والثورية والمكونات الوطنية الأخري من الجلوس وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة، تتولي إكمال مطلوبات الفترة الإنتقالية … وعليه آمل أن تنخرط هذه القوي في حوار فوري وجاد يعيد وحدة الشعب السوداني، ويبعد شبه المهددات الوجودية للدولة، ويعيد الجميع إلى مسار التحول الديمقراطي … وأؤكد هنا أن القوات المسلحة لن تكون مطية لأي جهة سياسية للوصول إلى حكم البلاد، وأنها سوف تلتزم بتنفيذ مخرجات هذا الحوار”انتهي
أول شئ نتساءل باستغراب ودهشة، من الذي يجرؤ علي تغيير وتعديل حديث ألقي به القائد العام للقوات المسلحة علي الهواء مباشرة، واستمع له الناس داخل السودان وخارجه، واستغرب وأدهش أكثر أن يمر يوم كامل ولم نسمع اعتراضا ولا رفضا ولا حتى مجرد تعليق من القائد العام، ولا حتى من مكتبه، ولم أجد غير أن أحيي الفارسين المبعدين أبو هاجا، والحوري.
إن ما قال به السيد البرهان في خطاب الإستقلال، هو ما كان ينتظره الشعب، وهو الذي يعيد العملية السياسية إلى مسارها الطبيعي والموضوعي، ولكن يبدو أن القوي التي تريد أن تسيطر علي حكم البلاد بقرار عسكري، وضغط أجنبي لن ترضي بأي حلول وطنية، ولكن هل يرضي الجيش أن يلعب هذا الدور، أم أن السيد البرهان سوف يصمد عند قوله “أن القوات المسلحة لن تكون مطية لأي جهة سياسية للوصول إلى حكم البلاد”
ما نثق فيه أن القوات المسلحة لن ترضي أن تكون مطية لأحد، ونأمل أن يكون السيد البرهان عند كلمته، ولا يسمح لأحد في مجرد التفكير في جعل القوات المسلحة مطية، وأثق أن كل من يفكر في ذلك، سوف يدفع ثمنا غاليا بإذن الله تعالي.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x