لهم حق علينا

لهم حق علينا

تحبير
د.خالد أحمد الحاج

  • استشعارا لدور المجتمع تجاه عدد من فئاته حالت الظروف دون أن يعيشوا في ظروف طبيعية مثلهم مثل غيرهم من فئات المجتمع الأخرى، أول هذه الفئات هم المتواجدون بدور الإيواء من المسنين الذين لم يتوفر لهم سوى أن تكون دور المسنين هي الملجأ لهم، بعد أن فقدوا العائل. * حديثي هنا ينصب حول ظاهرة تنامت مع الأيام، صحيح أن الشارع قد استهجن أن يلفظ الأبناء آباءهم وأمهاتهم، إلا أنه مع مرور الوقت بدأت أعداد الوافدين على دور الإيواء تزداد مع انخفاض ملحوظ في الأصوات التي استهجنت ذلك من قبل.
  • من منطلق إنساني بحت أقول لابد من إشعار هؤلاء الطاعنين في السن بأن كل بيوت البلد هي امتداد لهم، عليه أنادي بضرورة تقديم الدعم اللازم لمن هم بدور المسنين، قد يكونوا لجأوا لهذه الدور مكرهين، أو قد يكون حدث ذلك نتيجة لفقد العائل، أو لظروف أخرى، ليس للأبناء فيها ضلع، وربما يعود السبب للحروب والصراعات التي وقعت خلال السنوات الماضية وتأثرت بها بعض المناطق ما قاد إلى تهجير ونزوح آلاف الأسر من مواطنهم الأصلية إلى غيرها، أو أن المسن نفسه قد تاه عن عائلته، أو غير ذلك من الأسباب.
  • ما يجب أن يقال إن وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي مجتهدة في دعم دور المسنين بكل ما تستطيعه من قدرة وتنسيق مع الخيرين والواجهات التي يمكن أن تدعم أعمال الخير، إلا أن الظروف التي تمر بها البلاد قد عقدت الموقف، وعمقت الأزمة الاقتصادية، لذلك لابد من دور فاعل لرجال البر والإحسان بهذا الخصوص، يحسب لهم ويوضع في ميزان حسناتهم ثوابا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ومن بسط الله تعالى عليهم الرزق بجانب الدعم الذي يمكن أن تقدمه المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني لتخفيف الوطأة على من هم في مقام آبائهم وأمهاتهم، مصداقا لقوله تعالى (وما تقدموا من شيء فإن الله به عليم).
  • الفئة الثانية هم الأطفال فاقدي السند الوالدي الذين تؤيهم دار المايقوما بالخرطوم، وغيرها من الدور المسؤولة عن رعاية من شاءت الأقدار أن تكون هذه الدور هي مساكنهم، من شاءت الأقدار أن يلفظهم آباءهم وأمهاتهم خوفا من وصمة العار، ومما قد ينجر عليهم من مساءلة وعقاب حال انكشف أمرهم، وحال عرفت الأسرة أن ابنتهم حبلى من سفاح، ويقدر المولى عز وجل أن ترى أعين هؤلاء الصغار نور الدنيا بعيدا عن دفء الأسرة، والشعور بالأمان، بغض النظر عن الظرف الذي جعل بوصلة حياتهم تدور على هذه الشاكلة، لابد أن نتضامن جميعا حكومة وشعبا لمساعدة دور الإيواء بالدعم اللازم، على ألا يغلق باب التبني للأسر ميسورة الحال، شريطة التزامهم بلوائح وشروط التبني.
  • إشاعة الفاحشة للأسف هي التي ساهمت في امتلاء دور الإيواء بهؤلاء الأبرياء الذين لا يد لهم ولا ذنب في الطريقة التي أتوا بها للدنيا، لابد من مصفوفة أخلاقية تحد من هذه الظاهرة لضمان سيادة العفة وسط المكونات الاجتماعية، مع ضرورة تشديد العقوبة على كل من يرتكب جريمة بهذه الشاكلة في حق فتاة قد تخسر جراء ذلك عفتها وتماسكها النفسي والمجتمعي، وتستقبل الدنيا جراء ذلك فتى أو فتاة ما أن يعرف أنه جاء إلى الدنيا بصورة غير شرعية، إما أن يصاب بمرض نفسي يصعب علاجه، أو يفقد القدرة على التعاطي بصورة طبيعية وسط مجتمعه.
  • الفئة الثالثة والأخيرة هم المتسولون الذين ساهمت الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها البلاد، وظروفهم الشخصية في أن يعيشوا على التسول وسؤال الناس أعطوهم أو منعوهم، والحديث عن هذه الظاهرة يقودني للحديث عمن يمارسها.
  • وأرى أنه حديث ذو أبعاد مختلفة، وبحاجة إلى مراجعة شاملة من الدولة، يلزم أن يكون هنالك إحصاء دقيق للمتسولين، مع ضرورة إجراء دراسة حالة لكل واحد من المتسولين، على أن تحاول الجهات المختصة معالجة هذه الظاهرة بتمليك جلهم مشاريع إنتاج ذات عائد مجز، ومعرفة ما إذا كان وراء هؤلاء المتسولين عصابات تتكسب من وراء هذا العمل، حتى لا تتسع دائرة التسول أكثر مما هي عليه، فهل من استجابة لهذه الحالات والالتفات إليها بعين التقدير ؟

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x