ابن أبي بكر الإطاري..!!

ابن أبي بكر الإطاري..!!

إليكم
الطاهر ساتي

:: ومن عبقرية العرب، أروع ما قيل في المدح، كتبها إسماعيل بن أبي بكر :
طلبوا الذي نالوا فما حُرِمــــوا رُفِعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمَّتْ لــهم خُلــــــقُ سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا حُمِدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا
 
:: وذات الأبيات، حين تًقرأ من اليسار إلى اليمين، تصبح أروع ما قيل في الذم :
رُتبٌ لهم حُطَّتْ فمــــا رُفِعتْ حُرِموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
 
:: ولو لم يمت هذا الشاعر العبقري قبل قرون، لظننت أنه مؤلف نصوص التسوية الثنائية المسماة بالاتفاق الإطاري.. فالشاهد أن الأطراف الموقعة عليها؛ تقرأ نصوص الاتفاق الإطاري يميناً ويساراً، بحيث تكون (مدحاً أو ذماً)، حسب رغبة القارئ .. وعلى سبيل المثال، إليكم هذا التصريح الغريب : (استنكرت الأمينة العامة المكلّفة للمؤتمر الشعبي نوال خضر، تصنيف القوى المشاركة في الاتّفاق الإطاري إلى قوى ثورة وانتقال، وأكّدت – حسب الانتباهة – أنّه لا يوجد ما يسمى قوى ثورة وقوى انتقال في الاتّفاق الإطاري، وأنّ الجميع سواسية)..!!
 
:: و ما لم يكن للمؤتمر الشعبي اتفاق إطاري خاص به، لقد ورد مصطلح قوى الثورة في أكثر من خمسة مواقع بالاتفاق الإطاري الذي تلاه لقمان أحمد يوم التوقيع عليه، وكذلك مصطلح قوى الانتقال مسماة – في نسخة لقمان – بالقوى الموقعة على الإعلان السياسي.. وبالمناسبة، بعد ثلاثة أسابيع من التوقيع عليه، وبعد ملاحقات و مطاردات، وزّع إبراهيم الشيخ القيادي بالمؤتمر السودني و المجلس المركزي لقوى الحرية، وزّع نسخة من الاتفاق الإطاري في وسائل التواصل، وجزم بأنها (النسخة الأصلية)..!!
 
:: والمدهش أن نسخة إبراهيم الشيخ المسماة بالأصلية تختلف عن نسخة لقمان غير الأصلية.. وعندما ذكرت هذا الاختلاف لإبراهيم الشيخ، رد قائلاً بالنص المكتوب: (أنت امسك في دي بس، أنسى لقمان، مش كنتوا بتبحثوا عن هذه؟ ، ها هي بين أيديكم، وعليها توقيع البرهان وحميدتي كمان)، هكذا رد الشيخ.. ونسيت لقمان، كما طلب الشيخ، وعليه ألا ينسى بأن حديثه يؤكد ما أشرت إليه كثيراً، وهو أن نسخة لقمان لم تكن إلا لخداع الرأي العام، وأن هناك نسخة أصلية مخبوءة.. وبفضل الله، ثم الملاحقة والمطاردة، ثم إبراهيم الشيخ، ظهرت (نسخة مخبوءة)..!!
 
:: عفواً، كيف نعلم بأن نسخة إبراهيم الشيخ هي الأصلية؟، أي ربما هي أيضاً غير أصلية، مثل نسخة لقمان، وتم توزيعها لإيقاف البحث عن النسخة الأصلية.. لم نعد نثق فيهم، ليس منذ توزيعهم نسختين مختلفتين من (الاتفاق الإطاري)، بل منذ توزيعهم نسختين مختلفتين من (الوثيقة الدستورية)، قبل ثلاث سنوات.. نعم، لن ننسى، عندما كان نصر الدين عبد الباري وزيراً للعدل بحكومة حمدوك، كشف عن وجود نسختين من الوثيقة الدستورية، و أن كل نُسخة تختلف عن الأخرى؛ وهذا ما يسمى بالتزوير و الخداع ..!!
 
:: وما أشبه الليلة بالبارحة، فالشعب اليوم أمام نسختين من الاتفاق الإطاري، نسخة لقمان أحمد ونسخة إبراهيم الشيخ.. وبما أن المؤتمر الشعبي، الموقع على الإعلان السياسي، و المشارك في ترجمة الدستور الانتقالي، ينفي وجود تصنيف للقوى المشاركة في الاتفاق الإطاري إلى قوى الثورة وقوى الانتقال، فهذ النفي يعني أن هناك نسخة ثالثة من الاتفاق الإطاري بطرف المؤتمر الشعبي، لأن التصنيف بشحمه ولحمه موجود في نسختي (لقمان و الشيخ )..!!
Alyoumaltali.net

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x