تهنئة البرهان، نتنياهو (المدلولات الدبلوماسية والسياسية)

تهنئة البرهان، نتنياهو (المدلولات الدبلوماسية والسياسية)

الخرطوم :الهضيبي يس

الرسالة التي بعث بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي( بنيامين نتنياهو) وهنأه فيها على تولي رئاسة الوزراء للمره الثانية بعد حصول حزبه في الانتخابات البرلمانية على (64) مقعدا.

الرسالة برغم انها تحمل الطابع الاجتماعي والدبلوماسي، لكن لها ابعاد ومدلولات سياسية وهو ماذهب اليه عدد من المراقبين السودانيين بأن انقلاب (25) من أكتوبر قطع الطريق أمام حلقة استكمال عملية التطبيع التي اختار (البرهان) كسر حاجز اللاءت الثلاثة بلقائه نتنياهو بمنتجع ( عنتبي) بيوغندا في فبراير من العام 2020.

بينما كان (تطبيع) الخرطوم مع تل أبيب، احد الاشتراطات الأساسية لرفع العقوبات الاقتصادية الامريكية المفروضة بحق السودان منذ زهاء العقدين.

ايضا مشهد التغيير الداخلي في كل من (الخرطوم) وحدوث انقلاب 25 من أكتوبر، الذي دفع الإدارة الأمريكية االي قطع علاقاتها مع السودان بصورة غير مباشرة والاكتفاء بالتمثيل والعمل الدبلوماسي، يكاد أثر على طابع مستقبل العلاقة مع (تل أبيب) فقد انحصرت مساحات التفاؤل والحديث عن مستقبل التعاون في مساحة ضيقة لاتكاد تتعدى تفاهمات وزيارات أمنية مشتركة.

(تل أبيب) هي الأخرى مرت بها متغيرات داخلية، أبعدت حزب (الكود) ورئيسه نتنياهو عن المشهد بعد توقيع عدة اتفاقيات مع دول شرق أوسطية من بينها الإمارات العربية، البحرين، المغرب وهو ماعرف بالاتفاق (الإبراهيمي).

الاتفاق الذي يرى مراقبون لطابع العلاقة التي بدت بين الخرطوم، تل أبيب قد تسبب انقلاب قائد ( الجيش) في حيلولة دون توقيعه بصورته الرسمية،بل هي تعهدات للتعاون.

بالمقابل تتخوف بعض الدوائر( الإسرائيلية) من متغيرات قد تطرأ على الداخل السوداني وسط حالة عدم الاستقرار والاضطرابات التي يمر بها السودان، وتعويل تلك الدوائر سابقا على قادة الجيش.

ويقول المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان عادل خلف الله لموقع شن توم برس – إن الرسالة التي بعث بها البرهان، لرئيس الكيان الإسرائيلي (نتنياهو) تحمل مغزى سياسي أكثر من كونها تهنئة دبلوماسية، باعتبار بحث قادة انقلاب السودان عن سند إقليمي ودولي يكسب الشرعية لفعلهم.

ويضيف خلف الله – بأن البرهان يظل يبحث عن طوق نجاة من خلال محاولات انعاش الاتفاق السابق مع (إسرائيل) وتوجيه الرأي العام السودان ناحية ماتم من تنازل في مقابل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية إبان عهد رئيس الوزراء السوداني حينها عبدالله حمدوك.

ويؤكد عادل – أن عودة (نتنياهو) مجددا لرئاسة الوزراء تعني بالطبع الذهاب إلى إعادة التفكير في المضى نحو إنفاذ الاتفاق (الإبراهيمي) الذي كان جزءاً من الخطاب الانتخابي لنتنياهو وتأهل حزبه للفوز بأغلبية أصوات البرلمان.

إذن السودان أو تكاد منطقة شرق أفريقيا التي طبعت مع (إسرائيل) عدا الصومال، ستكون البرنامج المستهدف للحكومة الإسرائيلية على مستوى ملف العلاقات الخارجية المرتبط بالاقتصاد، ولتحقيق ذلك الهدف لابد من وجود أطراف تعمل على تسهيل عمل استراتيجية (تل أبيب) في دول مثل السودان، إثيوبيا، جيبوتي، إريتريا، يوغندا، جنوب السودان، يوغندا، كينيا.

ويشير الباحث في شؤون الشرق الأوسط رامي عثمان في حديث لموقع شن توم برس – بأن علاقة الخرطوم – تل أبيب ماتزال في محطة التكوين حيث لم تساعد تطورات الأوضاع الداخلية في كلا الدولتين نحو المضي بتنفيذ الاتفاق .

وزاد رامي – سعت الخرطوم للتقدم نحو (تل أبيب) ببعض الخطوات عندما قامت مثلا بإلغاء قانون المقاطعة لعام( 1958)، وفتح المجال الجوي السوداني أمام رحلات الطيران الإسرائيلية.

ولكن حتى الآن لم تتجاوز طابع العلاقة محطة التعاون الأمني ومايرد من حديث عن تبادل الزيارات وماقام به وزير الاستخبارات الإسرائيلي من زيارة للسودان مابعد انقلاب (25) من أكتوبر.

ويؤكد رامي – أن المضي في استكمال حلقة(التطبيع) بين الخرطوم – تل أبيب رهين بعدة مسائل وبعيدا عن رسائل التهاني بدءاً من قدر الاستقرار السياسي، فضلا عن حجم السند الذي يستوجب أن يتوفر في إطار إقامة علاقات تبني على منهجية تبادل (المصالح المشتركة) وتهدف إلى إزالة التشوهات التي صاحبت المعطيات السياسية للنظام المباد للمخلوع عمر البشير

ويظل طابع العلاقات السودانية – الإسرائيلية تتحكم فيها بعض المحددات سياسية أمنية، ومدى وجود نظام حكم في السودان قائم على مؤسسات وهياكل تنفيذية وتشريعية.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x