التداوي بالبدائل.. (الأخبار السارة)!

التداوي بالبدائل.. (الأخبار السارة)!

بقلم :دكتور عبد السلام محمد خير

   (البديل)؟!..مشكلة تستحق أن(نتخيل)أنها واردة فنحتاط لها حتى لا تفاجئنا فتربكنا ثم ترقى لمصاف(الكارثة)كما هو الحال حين تتعطل في الناس خاصية التخيل والتفكير عن تجرد وحسن نية..الشعور بأهمية البديل خاصة لدى الأزمات يعترى الأفراد والجماعات والدول..كم من أمثلة تذكرنا الحكمة القائلة(الغافل من ظن الأشياء هي الأشياء)..صناعة البديل تبدأ بمكافحة(الغفلة)هذه..وقبل ذلك أن نتحسب حتى لا تداهمنا ونألفها فنستسلم فتكون كارثة،لا قدر الله..التحسب للغفلة والإهتداء للبديل سجية،توفيق من الله تعالي،إلهام لمن تحرى الإخلاص..هي اليوم من مبادىء الإدارة بالأهداف وبالقيم المحصنة من التفريط فى تنفيذ الخطط..إن تحري(فقه البدائل)يحصن الأداء من الإرتباك متى غاب أحدهم..المهم أن لا تكون غفلة.
    إعداد(البديل)يرقى لأن يكون دليلا لحس وطني حاضر،يسعف الحال فى الملمات..إن(تصميم مشروع البديل)يستحق أولوية بين مناهج التربية فى المدارس والجامعات والبيوت،وأن يكون ديدن الإعلام،والشغل الشاغل للكافة..(الإحتياط واجب)حتى لا تربك الغفلة الأداء العام و(الناس تتفرج)أمام الشاشات يترقبون حلا ويلاحظون كيف يفكر الآخرون وكيف يتصرف المذيعون على الهواء..هناك أمثلة عملية..الضيف إعتذر فجأة!..مشكلة،فما العمل؟!..فكرة(الإحتياط)تحاصر الكل..وقد كان، ضيف(بديل)على الهاتف أدى المهمة،وزاد بدافع التعويض ونسيان من غاب..(البديل)الأفضل متاح لمن إحتاط لأسوأ الظروف..الإعلام يكاشف الناس بسر تجاوز إخفاقاتهم.        
  كيف نحتاط لأسوأ الظروف؟..إن تلاحق التغيير فى نمط الحياة يجفف منابع الألفة، فأصبح الإعلام ملاذا للتلاقي،مصدرا للتجارب المنقذة،ولأخبار سارة تسعف الحال بديلا لأخبار مكررة..إعلام يعزز الثقة ويشيع القيم المبشرة(أعقلها وتوكل)ويقرب الفرص الجديدة والتقنية الحديثة والخبرات النوعية لسودانيين تميزوا بالداخل وبالخارج..الأمر يدعو لتوطين(عقلية الإحتياط بالبدائل) بدء من مجال صحة الإنسان،أغنى الموارد كما يكاشفنا الإعلام- أيضا..إن(صحة الإنسان أغلى من أن نتركها للأطباء وحدهم)!-أطلقها مختص عبر برنامج للتثقيف الصحي..إنها تذكرنا بأهمية البديل فى المجال الأكثر حيوية،فماذ نفعل بإنتظار وصول الطبيب أو الوصول إليه؟..(مساعد الحكيم)فى القرية ينادونه يا(دكتور)إعلاء لشأنه وتفاؤلا به يرونه جزءا من تعافيهم معنويا..يبدو أن دور(المساعد الطبي)و(المثقف طبيا عبر وسائل الإعلام) سيتعاظم،لاسيما فى جانب(الوقاية)التى قيل إنها خير من العلاج..المسألة مطروحة عالميا،ففى الصين تجربة(الطبيب الحافي)من بيت إلى بيت، يعالج بالدواء وتفقد الأحوال والتعلم من الطبيب،الوعي والتبسم والحسم عند اللزوم.
    المقصود ترتيب الأدوار المجاورة لأدوار من تخصصوا..وبالإمكان أن نجد أمثلة لمن يعاونون المتخصصين فى مجالات حيوية مختلفة..(مزارع خبير)إلى جانب(خبير زراعي)- ماذا يمنع؟!..خطر لي ذلك أثناء تقرير إخباري من مشروع الجزيرة الذى مازال يوحي بأن حل الأزمات كامن هنا بشهادة شاشة التلفزيون..مزارع بليغ العبارة يباهي بإنتاجه ويصفه بأنه(غير مسبوق)..المشهد نفسه غير مسبوق، الكاميرا تلتقط كلماته بينما يده تلتقط القطن طازجا يسر الناظرين..خبير زراعي بادر يعلق(أنت لست مزارعا فقط، أنت خبير زراعي)!.
     الخبر السار(بديل)ذهبي للإحباط..الأمر يستدعي الإعلاء من شأنه..هذا المزارع كان يتحدث للكاميرا على طريقة(ما قل ودل)فتصورت أنه يدلي بتصريح..فهمنا أن إنجازا تقر به عين البلد هو الخبر،هو التصريح..مزارع كأنه خضع لتدريب على تطبيقات البحوث الزراعية،وعلى مواجهة الكاميرا..خلفية كلامه إنتاج وفير تنتظره البلاد من مشروع يحاول أن يستعيد مجده..للأخبار المفرحة بقية،تكريم طالبة حققت أرقاما قياسية فى هذه الظروف،برغم حال أسرتها وأوضاع الأسعار والتيار الكهربائي..ثم خبر باهر تسرب من بين إخبار مكررة..(مهرجان)شعبي بمدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور..المناسبة تخريج دفعة جديدة من كلية القانون..للحدث دلالاته البليغة،أي شىء هو العدل وهو السلام؟!..جموع خرجت بأبهى صورة،يدلون بأبلغ الكلام أمام كاميرات كأنهم تدربوا على مخاطبتها ضمن برنامج يرتب عادة لتدريب الوزراء على إطلاق التصريحات ليكسبوا الجمهور.
   هذه الأخبار ونحوها تصادفها فى مختلف الوسائط فيتشكل وجه آخر مبشر يقابل الشكوى المسيطرة ويساند عمليا حوارا تضج به القاعات حول الازمات يفضي مازال لعسر فى التوافق..ما من توافق إلا بإقران القول بالعمل، بالتفوق،بالأرقام القياسية كما فعلت طالبة وجامعة ومزارع..ساحات الخروج من الأزمات عديدة،فلنغتنمها حتى لا تربكنا الإحتجاجات.  
   غياب(البديل المناسب فى الوقت المناسب) مكلف..يربك الدولة..ما يجنب الربكة بديل يسعف الحال..ما يسعف الحال كبديل هو صون هيبة الدولة وتعزيز إتجاه الحلول المتكاملة،والتصرف عن حكمة تنهي الإرباك وتحفز التفكير الخلاق وتفضى لإنتاج أفضل يتصدر الأخبار،يصدر،يعلو بشأن العملة الوطنية..البديل دائما وراءه أذكياء وإعلام يعظم شأن النماذج التى تثير غيرة الناس فيحزون حزوها..إن كثرة الشكوى داء قديم، علاجه حكمة روج لها الإعلام والآن على قارعة الطريق(أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام)

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x