النقابات مطلبية ام سياسية ؟؟

النقابات مطلبية ام سياسية ؟؟

الواضح  :
  محمد شيخ العرب                                 
                    
  ان كان هذا السودان العظيم   من اوائل الدول الأفريقية  والعربية التي نالت استقلالها  في ١٩٥٦ ولكن لم يستقر  سياسيا حتي الآن  مازال  يدور في الحلقة الشريرة، حكم عسكري الي ديمقراطي الي عسكري  وهكذا ..؟  ،   ومن مؤسسي الاتحاد الافريقي لكرة القدم في١٩٥٧م من  القرن الماضي  مع مصر واثيوبيا،  ولكن  الآن لعبة   كرة القدم لم  تتطور وتتقدم   ونحلم ان نكون مشاركين في كأس العالم ولكن مازلنا مكاننا سر ؟   ،     ومن اوائل الدول العربية والافريقية التي   انتبهت الي قيام  جسم يدافع عن حقوق العمال، فتكون اول تنظيم نقابي   في عطبرة،  وهو  هيئة شوؤن العمال برئاسة بشري عدلان ١٩٤٧ التي كانت البذرة التي ادت الي  تكوين اول نقابة لعمال السكة الحديد   بعطبرة   ،الا ان النقابات السودانية في كل مراحلها  لم تحقق  ما تصبو اليه تطلعات أعضائها  بسبب قهر وتسلط الانظمة عليها ،  ولكن   من نافلة  القول  ان الحركة العمالية لقد لعبت  دورا هاما في مرحلة التحرير الوطني حتي نال السودان  استقلاله، وكان نتيجة ذلك الكفاح الذي ساهم فيه العمال في نيل استقلال السودان وكان   اول اتحاد لعمال السودان برئاسة ( محمد السيد سلام)  وسكرتارية (الشفيع احمد الشيخ ) في الفترة ١٩٥٦ الي الفترة ١٩٥٨م  .ولكن سرعان ما تم حله عند وقوع الانقلاب العسكري في السودان برئاسة الفريق عبود . في نوفبر١٩٥٨م   
هذه مقدمة وددت ان تفتح افاقا لحوار  مجتمعي بناء ، حول لماذا لم يستقر السودان منذ الاستقلال حتي الآن.؟ وقد  اخترت  من الأمثلة التي ذكرتها أعلاه  شريحة العمال  باعتبارها هي القاعدة الأساسية  في عمليات الإنتاج  وهي الفئة   او الطبقة   التي  تقوم  من عمل لا يساوي  ما يقدم  لها من اجر يسد رمقها. كما  شجعني واثارني ان اتطرق  وفتح هذا الحوار وذلك ما تمور به الساحة السودانية من اضرابات للعاملين مطالبين  بتحسين أوضاعهم في ظل ظروف اقتصادية معقدة فشل النظام الحاكم الان في إيجاد حل لهذه الاضرابات وايضا ما يلفت النظر تلك الاضرابات للتجار بقفل الأسواق احتجاجا علي ان الضريبة غير منصفة ، وهذا حسب علمي ان اضراب التجار ظاهرة  لم تحدث في تاريخ السودان الحديث                                       وهنا يقفز السؤال القديم ،الجديد  ،هل النقابات مطلبية ام سياسية ؟ وانشق المهتمين بالأمر  الي فريقين الأول،منهم من يري ان النقابة  مطلبية فقط،والثاني  يري انها مطلبيةو سياسية .ومهما يكن من أمر لابد أن نشير ان النقابة من أهم وظائفها واهدافها الدفاع عن مصالح اعضائها  الاقتصادية ،والاجتماعية، والثقافية والتعليمية، والصحية ، ورفع الوعي بين أعضائها  وهذه الاهداف في جوهرها تدخل بطريقة او باخري تحت الثوب السياسي .  فإن أنصار   من يقولون ان النقابات مطلبية سياسية  فإنهم يروا ان النقابة   عندما  تطلب من النظام الحاكم. لاعضائها خلق بئية صالحة للعمل اوتحسين شروط الخدمة  فانها تضع تصورا لهذه المطالب يقع في دائرة السياسة . ودعني اضرب مثلا حيا  يسيطر الحياة السياسية  الآن وهي  مطالبة  النقابات  بحرية العمل النقابي   والديمقراطية  واحترام حقوق الإنسان  واحترام حقوق المرأة،    فهذه  ليست عملا مطالبيا   بل عملا  سياسيا من الدرجة الاولي .  ويحدث هذا في ظل الحكومات الديمقراطية  التي توفر مساحات من الحريات فإن العمل النقابي  يتحول الي عمل سياسي، وعندما اقول ذلك فإن التطور الذي حدث في مناحي المختلفة في الحياة يكسر الفهم التقليدي بمفهوم وظيفة النقابة لان نقابات خمسينات  وسيتينات القرن الماضي  قد  تغير مفهومها  ، فالنقابة في العصر الحديث  تضع الخطط المستقبلية والحاضر  لاعضائها   وهذا العمل في  جوهره عمل سياسي  لان مطالب العاملين التي تموج بها الساحة السودانية من تحسين لشروط الخدمة ، وحرية العمل النقابي ، تقع في مظلة العمل المطلبي السياسي الذي فشلت الدولة في الالتزام به  . واني اري ان النقابات في ظل الحكم الديكتاتوري  تظل حبيسة  قفص المطالب   ولا يسمح لها ان تتخطي الخط  المطلبي الي الخط السياسي  وان تجاوزت ذلك فإن  مصير قادتها الفصل والتشريد ، ولكن في ظل الانظمة الديمقراطية  والتي توفر أساسيات وأوليات الحياة  فإن النقابة تكون جزءا  من الحل بل مشاركة فيه متمثلا ذلك في الإنتاج    والذي يترتب عليه تحقيق أهداف أعضائها . اري في تقديري ان الازمة الحالية أزمة سياسية في المقام الأول ، ،وعند انفراج الازمة تنفرج تلقائيا الازمة الاقتصادية  والتي  اتوقع ان تحقق حياة  افضل ليس للعمال فحسب بل لكل المواطنين  ، وبعدها يتحول العامل الي منتج وهو   قطب الرحي في العملية الإنتاجية   وعليه فإن اناشد  المهتمين بشان العام والنقابي بصفة خاصة  ان  يفتحوا بابا للحوار والنقاش  حول مفهوم  وتطوير العمل النقابي والخط الفاصل بين العمل المطلبي والعمل السياسي  في ظل هذه الظروف المعقدة التي يمر بها السودان  ؟
        

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x