عبدالمنعم شجرابي
*** ( الليلة كان ما جيتني ياني شايلة كرعيني وجاياك ) إلى هنا أنهت فاطمة بت أحمد المحادثة الهاتفية وبنبرة جادة وحادة كانت شبيهة ( ببطاقة صفراء ) هي أقرب إلى الحمراء
*** أساس الفكرة أن أتوجه فور عودتي من القاهرة من مطار الخرطوم إلى زيارة بت أحمد قبل دخولي إلى منزلي ولكن أمانات تقدمها تسليم أدوية مرسلة معي حال دون ذلك
*** ذهبت وفي زياراتي لبت أحمد استمتع دائماً بصف الأزيار المرصوصة في السبيل والخرطوش ( الملول ) المدد منه أو إليه من الداخل عبر الباب المفتوح وبالحوش الحمامات والطيور والعصافير التي تلقط الحب الذي ( تنشره وتنثره ) بت أحمد من شوال دائم إن وصل إلى نصفه تأتي بجوال جديد
*** كالعادة كان الاستقبال حاراً .. والعناق حنيناً .. والسلام تتمناه ( مناطق الحروب )
*** بعد واجب الضيافة ( واحتسائي ) متلذذاً ( بجك الحلومر ) واطمئنانها على صحتي بعد رحلتي الاستشفائية
.. قالت يا حليلنا زمان السفر لي مصر كان ساهل السكة حديد تدينا التصاريح من عطبرة مع تصريح البواخر لي أسوان وبيهم تسفرنا السكة حديد المصرية لحدي الإسكندرية والناس تشيل الشاي والتسالي والمعجون وحب البطيخ وتقضي إجازاتا في أمان الله ويعودوا خامين لامين .. هسع قالوا السودانيين ملوا القاهرة كدي عليك الله يا شدرابي ودخيتي ست الجيل وبأمانة وريني الحاصل شنو .. يا بت أحمد وبالعديل كده أعداد كبيرة هاجرت من السودان إلى مصر السافر مرتاح قعد هناك مرتاح لا مشكلة في سكن ولا معيشة ولا تعليم والعندو ولدو أو أخوه في الخليج أو أوروبا أو أمريكا بيحولوا الدولار ما عندو مشكلة وبرضو مرتاح .. لكن الدخل مصر ( بأحلام زعوط ) ديل تعبانين جد فيهم المستهبل .. والمحتال .. والشحاد .. والبت الضايعة .. والخجلان من الرجوع للسودان .. يا بت أحمد الاستقرار في مصر عاوز حسابات ما كلام والسلام .. يا تحسب حسابك صاح يا تقعد في بلدك .. أيوة ممكن تسافر إجازة .. تسافر علاج .. يسافر طالب للجامعات .. وبرضو مهم تلتزم بقانون الإقامة عشان الرئيس السيسي ما يدخل تاني في توفيق أوضاع السودانيين
*** اعتدلت بت أحمد في جلستها ودعت رب العباد أن يصلح حال بلدنا ونقعد فيها معززين مكرمين
*** وهي ( تقدمني إلى خشم الباب ) دست في يدي حفنة من الأوراق المالية مقسمة وقائلة أنا ما قدرت أمشي عليك الله شدرابي ود خيتي ست الجيل اشتري بالقريشات ديل لوليداتك حلاوة مولد
بت أحمد ربنا يزيدك رحمة
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين
