مبارك الكودة .. يكتب محل الرهيفة التنقد!!

مبارك الكودة .. يكتب محل الرهيفة التنقد!!


هاتفني صديق عزيز بيننا إحترام متبادل ،وظل صديقي هذا قحّاتيّاً قُحاً رغم أنه لا ينتمي لأي حزبٍ سياسيٍ ولا لافتةٍ من اللافتات التي تأسست عليها قوي الحرية والتغيير لينال بذلك شرف الإنتماء لهذه الثورة كما يدّعون ، ولكنه مغفل نافع خدعته مثلي شعاراتهم التي بشروا بها ، ورغم أني أكبره سناً وتجربةً إلّا إني خُدعت وقيل في الأثر ( من خدعنا في الله انخدعنا له ) وبالطبع المقصود من هذه المقولة هو خديعة الدين المطلق دين القيم ومكارم الاخلاق والحرية والسلام والعدالة ، ولأننا بشرٌ خطاء فررنا اليهم فرار الصحيح من الأجرب عشماً منا أن نكون مع التوابين والاوابين وحسن أولئك رفيقا ٠
عموماً اعترف لي صديقي هذا في المهاتفة واصفاً هولاء الإخوة بالفشل الزريع ، ومن قبله قد أعترف وبذات العبارة الفريق حميدتي عندما قال ( فشلنا فشلاً زريعاً ) وأضاف هذا الصديق أن الإنقاذيين ظالمين ولكن هؤلاء أكثر ظلماً منهم ، فقلت له وما الحل ؟ فأجابني : نقدم للعمل العام من هم أفضل من هؤلاء ، فقلت له : أين نجدهم وكيف ؟ فصمت !! فقلت له بالطبع لا يتم ذلك بالتمني ولا بوصايا الآخرين ، هنالك وسيلة واحدة لا غير تقوم علي التراضي لإنجاز مقترحكم هذا ألا وهي الانتخابات وعدم الضجة في الرادي كما قال الشاعر محجوب شريف رحمة الله عليه :
ﻭﻃﻦ ﺣﺪﺍﺩﻱ ﻣﺪﺍﺩﻱ ﻣﺎ ﺑﻨﺒﻨﻴﻬﻮ ﻓﺮﺍﺩﻱ
ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻀﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺩﻱ !ﻭﻻ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﺔ !! ﻭﻃﻦ ﺑﺎﻟﻔﻴﻬﻮ ﻧﺘﺴﺎﻭﻯ
قلت لصديقي لكي نتجاوز كل هذا الإخفاق لابد من الاصطفاف حول قبلة نرضاها هي السودان نقف قبالها صفاً كالبنيان المرصوص الكتف مع الكتف والقدم مع القدم ، وتسوية صفنا هذا تقوم علي قيم ومبادئ دولة المواطنة والقانون ، وبالضرورة التي ليست هنالك ضرورة غيرها أن يسع هذا الوطن الجميع السابق بالخيرات والمقتصد والظالم لنفسه مبين ، وبالطبع هذا الصف ليس لمن يظنون أنفسهم أطهاراً إنما هو لأمام المسجد و بابا الكنيسة ومدمن الخمر والميسر واللص المحترف ، تقف فيه الشريفة التي لا تزني مع الوضيعة التي تمارس كل الرذائل ، وفي دولة المواطنة والقانون ليس هنالك فرق بينهما في الانسانية والحقوق والواجبات ، وبالجملة فهو وطن الطيبون
و الخبيثون ، فنحن في دنيا خلقت هكذا ( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها ) ( قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) نتحاكم فيها بقانون يرتضيه الجميع ولا تزكوا انفسكم فيه وأتمني أن نسحب من قاموس السياسة مقولة ( نحن نقول ) ونستبدلها بعبارة ( القانون يقول ) والقانون الذي يقول ينبغي أن يكون مجازاً من هيئة تشريعية جاءت بالانتخاب ، وإن لم تفعلوا فأذنوا بحربٍ من معارضيكم ومحل الرهيفة التنقد ونسأل الله السلامة ٠

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x