الفنجان
النور جابر محمد
السودان البلد العجيب المتنوع عرقيا وثقافيا ودينيا يمتاز مناخه كذلك بالتنوع السياسي والجيومزاجى المفضى للاجتماع المتمرد والاقتصاد المتهالك دوما. داخل هذا التقاطع وتعارض المصالح وتبنى الأهداف غير المنسجمة اجتماعيا، سياسيا واقتصاديا وثقافيا يعيش الانسان السودانى مضطرب المزاج مكبا على وجه لا يمشى كغيره من الناس فى اقليمه المجاور والعالم من حوله على سراط مستقيم.
مرت على الانسان فى السودان ما يقارب أربعة أعوام ما بعد ثورة ديسمبر كلها عجاف يابسات تقود فيها المسيرة أحزاب(قحت)المدحورة بقرارات الثورة التصحيحية فى 25 أكتوبر من العام الماضى، كما يبرهن الفاعلين لها بقيادة الفريق البرهان، فى المقابل يسوق الذين أسقطت حكمهم هذه القرارات التصحيحية بأن ما حدث (انقلاب) على كل حكاية (تصحيح المسار والانقلاب) تصبح غلطية” بضم الغين” سياسية لكنها أخذت شرعية تصحيح المسار بعد اعتراف المجتمع الدولى بالذى اتخذ” القرارات” ومخاطبته للعالم من أعلى منصة ديمقراطية معترف بها عالميا، ومن ثم زار بلاد هى الأخرى كانت ومعها منظومة دول الترويكا المشرعنة لأحزاب(4 طويلة)، ضد ما أسموه الانقلاب، ليودع حادى الركب الملكة الراحلة ويلقى عليها نظرة الوداع ليقول نعزيك من بلد الديمقراطية السودان كلنا ديمقراطيون وان اختلفت طرقنا للوصول !!
عليه يا “سمار” حكاية (تصحيح المسار، أو انقلاب)، مثل حكوة شرعنة “الخنزير البرى”، فى السودان أى بالعاميةالسودانية الحلوف، ذاك الحيوان عندما يقوم الصيادين برحلة الصيد ويصابون (بالقماح) أى العدم يقمون بصيده ومن ثم يختلفون فى جواز شرعية أكله ولكن أحيانا يفتى الجيعان بقوله ياناس دا ( جرى جكا فقرا مشو مكة ما قطعوا شكا)، أى مازال الاختلاف فى شرعية وعدم شرعية أكله حاضرة لحين وصول الفتوى من مكة عليه أحسن نأكل…، عليه بالضبط دا موضوع(التصحيح، والانقلاب)، لكن بذهاب البرهان للأمم المتحدة وزيارة بريطانيا هناك فتوة بشرعنة القرارات خصمت من دعاة أنه “انقلاب” وجب التعامل ولو لحين بشرعية قرارات تصحيح المسار .
نهمس برسالة فى بريد الفريق/ أول البرهان، وأنت تنتظر من القوى السياسية الاتفاق لكى تكون حكومة “الانتقال” بعد خروج سيادتكم من السياسة نقول الاتفاق عند الذين تنتظرهم شبه محال، لأن من اختلف وهو فى كرسى الحكم يصعب عليه الاتفاق وهو خارج الرصة يبحث عن موطىء قدم له فى الجايات… هؤلاء مثلهم كمثل الر جل الذى له أربعة زوجات وقام بطلاقهن الأربعة لحظة واحدة بعد فترة طلب الأصدقاء والجيران شاكلة(فولكر + الثلاثية…الخ) الاتفاق والرجوع لعش الزوجية الأربعة نقاش وافق الرجل بشرط أقرب لشرط انسحاب الجيش من العملية السياسية شريطة اتفاق القوى السياسية، ماذا حدث، قام الرجل بارجاع واحدة من الأربعة وترك للزوجات الثلاثة حق اختيار من بينهن “واحدة”، على أمل بعد فترة ينظر فى الأخريات، ذهبن لاختيار من بينهن الزوجة الثانية وحتى اللحظة لم يصلن لاتفاق وحصل شجار وفض للاجتماعات مثل الذى يدعو له حزب الأمة أمس ثم يؤجل!!.
رشفة أخيرة يا سعادة البرهان الجماعة ديل كن حارس منهم اتفاق تبقى زى الزوج الحارس اتفاق المطلقات الثلاثة وهو أقرب من اتفاق هذه” الأحزاب” عليه أعمل بفتوة أكل( الخنزير البرى) وكون حكومة وسد الفراغ الشعب تعب وجاع وفى مثل هذه الحالات يجوز أكل الميتة ولحم الخنزير البرى لسد الجوع، عليه سد الفرقة بحكومة مهام وتصريف أعباء لحين اتفاق الأحزاب. نواصل elnourjabirmohamed@gmail.com
