بابكر إسماعيل .. (ألسنة وأقلام) .. مغولٌ .. وقحاطة.. (١)

بابكر إسماعيل .. (ألسنة وأقلام) .. مغولٌ .. وقحاطة.. (١)

١٨ / ٩ /٢٠٢٢

في يوم ١٨ كانون الثاني من عام ١٢٥٨ وقفت جيوش المغول بقيادة هولاكو علي أبواب بغداد وكذا بدأت حشود القحاطة في التحرك في ١٨ ديسمبر٢٠١٩ وساند هذه الحشود القائد الضكران الذي خوّف الكيزان ..

وفي يوم الأحد ١٠ فبراير خرج الخليفة المستعصم وهو آخر خليفة عباسي يصحبه أولاده الثلاثة والبطريرك النسطوري ويتبعهم ثلاثة آلاف من الوجوه والأعيان واستسلموا لهولاكو الذي أجهز عليهم فيما بعد

وبعد سقوط نظام الإنقاذ في ١١ / ٤ / ٢٠١٩ اقتيد الرئيس البشير وأعوانه ووزرائه ومسانديه إلي سجن كوبر حيث لا يزالون محبوسين هنالك وعُدّلت القوانين لتمكنهم من إعدام الرئيس الذي تجاوز عمره وأعمار معظم كبار مساعديه السبعين عاماً ..

ويقسم المغول قسم الولاء لخانهم الأعظم فيقولون: ولقد قررنا أن ننصبك خاناً علينا وسنسير في مقدمة جيوشك وإذا خطفنا نساءً وبناتٍ فسنقدمهنّ إليك ..
وسنسير إلي القنص في الصفوف الأمامية فإذا حصلنا علي المغانم فسنمنحك إياها

وقريباً من هذا يقول قحاطتنا..
المجد للساتك ولكل من أشعل اللساتك واشتعل .. إلي قولهم:
كنداكة نحنكها ليك ..
وسيجارة نخمسها ليك ..
وسفة ندردمها ليك ..
والشاي بي جاي ومعاه كيكة ..
إلي آخره من المغانم القحاطية الصغيرة ..
كما أنّ مقاتلي الصفوف الأمامية عند القحاطة يسمّون ملوك الاشتباك .. وهم المتخصصون في قتل الكجر الخ ..

والمغول يختلفون مع بعضهم علي الغنائم كالخلاف الذي حدث بين هولاكو والونغ خان وانقسمت الإمبراطورية المغولية إلي نقيضين يميني ويساري .. وكذا انقسمت قوي الحرية والتغيير حيث انحازت بعض لجان المقاومة إلي الحزب الشيوعى في تيار عسكري عضوض وتحالفت أحزاب ٤ طويلة مع بقايا الإنقاذ لتشكّل هبوطاً شبه ناعم للنظام السابق ..
وتمركّز الصراع حول الاستئثار بالسلطة وغنائمها ..

واضطر جنكيز خان إلي التراجع أمام قوات قبائل النعمان الباطشة في حربه ضدّها .. وكذا القحاطة يماطلون عند إحساسهم بالضعف ..

وعندما انتصر جنكيز خان جدّ هولاكو علي الونغ خان طغريل وصف جنود الونغ بطير الرهو ذوي القوائم الزرقاء والريش الرمادي ..كما وصف القحاطة المتظاهرين ضد حكمهم والمشاركين في اعتصام القصر بالزواحف والقرود وآكلي الموز الخ ..

كما أنّ المغول في حروبهم وهجومهم كالإعصار علي المدن والحواضر يحدثون جلبة عالية وصيحات منكرة ..
ويقضون علي كلّ مظاهر الحضارة في المدن التي تدوسها سنابك خيولهم ولقد رأينا القحاطة يحملون الطبول ويصدرون الضجيج والصيحات ويقومون بخلع الإنترلوك من الطرق المرصوفة وتحطيم أعمدة الإضاءة ويغلقون الطرق أمام المارة وحركة السيارات ..
ويعطلون الأعمال ويغلقون المدارس والمستشفيات والجامعات بتخويف العاملين فيها وتهديدهم بالفصل والتنميط ..

تنغري هو إله المغول الذي يستغيثون به “يا أيها التنغري الأزلي – السماء الخالدة – إنني أحمل السلاح لأثأر لدماء أجدادي الذين أماتتهم عائلة كين ميتة العار فإذا كنت تؤيدني فأمّدني بعون قوّتك”

ويتخذ القحاطة عدّة تنغريات ..
وذلك عبر طوافهم علي السفارات سفارة .. سفارة ..فالتنغري الأعظم عند القحاطة هو السفير الأمريكي ويليه السفير البريطاني ثمّ فولكر ..

وتأمل قول المغول: – “إنني أحمل السلاح لأثأر لدماء أجدادي” وهذا يعني حرفياً قسم القحاطة الذي يقول “الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية” .. ما بنرجع .. ما بنرجع

لقد بذل جنكيز خان مجهوداً كبيراً في تنظيم جيش المغول وإعادة هيكلته فقد أقرّ نظاماً للجيش علي غرار روما القديمة فنظّم فرقة العشرة (إربان) وفرقة المائة (دجاغون) وفرقة الألف (منغان) وفرقة العشرة ألف (تومان)
ولقد أطلق حمدوك مبادرة لتنظيم الجيش وإعادة هيكلته وهو من المطالب الأساسية لقحاطة القرن السودانيين ويسعون كذلك للاستيلاء علي شركات الجيش ..

وكان المغول يستهزءون بالمسلمين في أيام حربهم ضدّ جلال الدين الخوارزمي .. حيث كانوا يرددون لفظ الجلالة (الله .. الله) استهزاءاً وهم يذبّحون المسلمين ..

وقد ثبت أنّ هنالك طوائف من القحّاطة يسمّون بالملحدين وقد قال أحدهم من قبل .. لو امتدت يد الله للترس لقطعها ..
تعالي الله عن لغوهم وباطلهم علوّاً كبيراً

وسنواصل في حلقاتنا القادمة في إلقاء الضوء علي مزيد من أوجه الشبه بين القحّاطة والمغول ..

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x