.. بصورة غير متوقعة للكثيرين ربما وجدت القوات المسلحة السودانية نفسها في أتون معركة الحفاظ علي بنية الدولة من الانهيار عقب فشل القوي السياسية في تصميم برنامج وطني واضح لإدارة الفترة الإنتقالية.. فشلاً سارت بذكره الركبان وبذلك كان لزاماً علي الجيش أن يقوم بدوره في تأمين الحياة المدنية بتفاصيلها المعقدة وتقاطعاتها الكبيرة.. كان التحدي الأبرز للقوات المسلحة التي تدير المشهد السوداني عقب إجراءات الخامس والعشرين من إكتوبر هو تجاوز مطبات الشأن اليومي في أمر الناس.. معيشة وتنمية وخدمات في ظل حملات الإستعداء الشرسة التي تقودها قوي الحرية والتغيير وأحزابها الأربعة.. فوجد الجيش نفسه في قلب الأحداث والأسواق.. ينتظره الناس يوم كريهة وسداد ثغر في بلاد مثل شملة كنيزة هي ثلاثية وقدها رباعي..
قامت مؤسسة القوات المسلحة بدورها في إغاثة الملهوف وقبل البلاد الأربعة تتناوشها رياح الطبيعة وإمتحانات الخالق هذه الأيام وقد عز النصير وتوارت القوي السياسية عن الأنظار.. أنتشرت القوات المسلحة بعدتها وعتادها في نهر النيل والجزيرة ودارفور وجنوب وغرب كردفان والقضارف ولم تدخر وسعاً في سبيل جبر الضرر والخاطر.. ويقيني أن ما يقوم به الجيش الآن بمنطقة المناقل المنكوبة من إنزال للطوافات والقوارب والمؤن لهو عمل يستحق التقريظ…فقد نزلت توجيهات القائد العام الواضحة لكل الوحدات الرئيسة ورئاسات الفرق والمناطق العسكرية لتسخير كافة إمكانياتها لهذا العمل فرأينا سلاح المهندسين والقوات الجوية والبرية والمشاة من الأفراد يشيعون الطمأنينة في نفوس الناس.. إضافة للكميات الكبيرة من المعينات الفنية والغذائية التي تكلفت بها المؤسسة..
إنها قوات الشعب المسلحة بدعوات الناس وإلتفافهم حولها ولا غرو.. ولا زال العشم كبيراً في مزيد من العمل علي توسيع مظلة المشاركة المجتمعية رغم ظروف إدارة الشأن السياسي المعقدة التي جعلت منها مادة للإستهداف والتشكيك.. فالآن.. والآن فقط تحقق شعار جيش واحد شعب واحد.
نعود
