فذكر إنما أنت مذكر

فذكر إنما أنت مذكر

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

،،،

كان أعمى المعرة ﻻ يذكر المتنبئ بالإسم عندما يستشهد بقصيدة أو بيت شعر للمتنبئ حيث درج على القول: قال الشاعر، فالمعري لا يعترف بأن هنالك مخلوق يستحق أن يطلق عليه اللفظ سوى أبا الطيب المتنبئ. هذا الأمر كان يثير حنق وغضب الشريفين عليه (الشريف الرضي والشريف المرتضى) فهما يمقتان المتنبئ كشخص ويغيران منه كشاعر كما كان يفعل الحارث بن سعيد بن حمدان (أبو فراس الحمداني)، وإن إختلفت المنطلقات والنوازع وحاجة الأنفس ومراد النفوس. فإن حذوت حذو المعري وحدثت بأن الشاعر لم يقل بيتاً أجمل من ذلك الذي أشار فيه لتلك المتعة المجانية التي إستحالت إلى قراءة قهرية، أو ما يُعرف عندنا بالقراية أم دق، فلي العذر. فالتقليد هنا مقرون بالجزء المتعلق بالتوصيف وليس جمال البيت المتعلق بالقراءة. فالمعري يرى (وهو الأكمه) بأن كل شعر المتنبئ جميل يجاوز الروعة.
كم أردد: أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب.
ربما سأل سائل: وما علاقة ذلك بالرياضة !؟ علاقته أيها السائل أن معظم الرياضيين لا يقرؤون، لا نثراً ولا شعراً ولا (أدباً). الرياضي في عرفي هو من يمارس الرياضة كمنشط أو يديرها أو يعلم فنونها أو يحدث أخبارها أو يطور أفكارها. يقتفي أثرها ويطور مسارها دون أن يبتغي مرضاة أحد أو يخاف من أحد. فالقراءة نوعان، مطلقة ومقيدة. القراءة المطلقة لا يقدر عليها إلا ذوي العزم (ما عندهم قشة مرة). القراءة المقيدة، أي التخصصية، يقوم بها البعض وهم مبغضون لها ولكن ربما أملتها الضرورة كإجتياز إختبار أو الحصول على ترقية أو زيادة في المخصصات، فهي قراءة دنيوية على أية حال.
أحر القراءات هي القراءة الدينية فنحن نعيش في زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر. كم من إخوتي الرياضيين يستطيع أن يعرف (الأمهات الست) دعكم من الغوص في أحشائها واغتنام الدر الكامن فيها !!؟ كم سورة تحفظ أخي في الله قبل أن تكون أخي في المهنة (وإن كنت هاوياً) !؟ أليس الشهر الكريم الذي أهل علينا فرصة لك في التقرب إلى منزل القرآن بتلاوة القرآن في شهر القرآن والعمل بمحكمه !؟ أم أنت منهوم بدنيا الفن التي لا تزدهر إﻻ في شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن !؟ ألم تعلم بأن الله يرى !؟
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق… الآية). أما تخشى أن تكون ممن قال الله فيهم: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان ﻻ يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون).

أسأل الله لنا ولكم الهداية.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x