بروفيسور إبراهيم محمد آدم يكتبفرص النجاح المتاحة أمام لجنة الاتحاد الافريقي حول السودان (2-3)

بروفيسور إبراهيم محمد آدم يكتبفرص النجاح المتاحة أمام لجنة الاتحاد الافريقي حول السودان (2-3)


في المقال السابق تطرقنا إلى تقرير لجنة ثابو مبيكي حول الصراع في دار فور أما في جانب المفاوضات بين حكومة الانقاذ ومعارضيها فقد عقدت اللجنة 13 جولة مفاوضات بين الطرفين وصلت في نهايتها إلى خارطة طريق من تسع نقاط وقعتها حكومة الانقاذ بينما رفضتها المعارضة.
حققت تلك اللجنة اختراقاً مهماً فيما يلي المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بعد انفصال الأخير وتوصلت أيضاً إلى خارطة طريق حول الملفات الامنية والعسكرية و الحدود والنفط والتعاون التجاري والاقتصادي والإغاثة والشئون الإنسانية وقد توقفت تلك الجهود بعد سقوط الإنقاذ ودخول متغيرات كثيرة على خط الأزمة.
على ذات خطى لجنة ثابو مبيكي في تناول الملفات التي سبقت الإشارة اليها قام رئيس الإتحاد الافريقي التشادي موسى فكي بتشكيل لجنة رفيعة المستوى من ثلاثة أعضاء أفارقة للعمل على تسوية الصراع الدائر في السودان بتاريخ 17 يناير 2024م جاء في قرار تشكيلها ما يلي : ( يسر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي سعادة موسى فكي أن يعلن تعيين ثلاثة شخصيات أفريقية بارزة أعضاء في فريق الاتحاد الأفريقي الرفيع المستوى المعني بالسودان وهم محمد بن شمباس( دكتور ) الممثل السامي الافريقي لاسكات البنادق رئيساً، سبيسوزا وانديرا كازيبوري نائب سابق لرئيس جمهورية اوغندا عضواً ، وفرانسسيسكو وانديرا الممثل الخاص السابق لرئيس المفوضية ورئيس بعثة الإتحاد الأفريقي في الصومال عضواً، ويتفق التعيين الذي يبدأ سريانه فوراً مع اختتام مجلس الأمن والسلم التابع للإتحاد الافريقي من خلال البيان الخاص بذلك)، كما جاء في ديباجة قرار تشكيل اللجنة :(بولاية الاتحاد الافريقي وتصميمه على ترسيخ السلام والاستقرار في القارة، سيعمل أعضاء الفريق رفيع المستوى التابع للإتحاد الافريقي مع أصحاب المصلحة السودانيين، وهم جميع القوى المدنية والمقاتلين العسكريين والجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية، بما فيها الهيئة الاقليمية المعنية بالتنمية والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لضمان عملية سلام شاملة تهدف إلى استعادة السلام والنظام الدستوري والاستقرار بسرعة في السودان. وإذ يشكر الرئيس الشخصيات البارزة على قبولها خدمة الاتحاد الأفريقي في هذه المهمة السامية فإنه يدعو جميع أصحاب المصلحة السودانيين والمجتمع الدولي إلى تقديم التعاون والدعم اللازمين إلى أعضاء الفريق من أجل تنفيذ الولاية المنوطة به بنجاح) .انتهى بيان الإتحاد.
والملاحظ أن هذا البيان أشار الى القوى المدنية دون إقصاء بعكس كل المبادرات السابقة التي كانت تتحدث عن اقتصار الأمر على قوى معينة مع إقصاء آخرين، وفي تقديري أن هذه نقطة مهمة يمكن البناء عليها، وعبر هذه اللجنة عادت الايقاد من النافذة بعد ان أوصد السودان الباب أمامها لتناولها غير المنصف للشأن السوداني وكذلك جامعة الدول العربية الفاعل المنسي في كل الأزمات السابقة والتي تركت السودان نهباً للتآمر الدولي طوال فترة ما بعد الاستقلال ولم تكن لها مواقف جيدة تذكر في العديد من المشكلات التي عانت منها الدول العربية إذ منذ اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني لم تقم الجامعة بأي دور أساسي في حل العديد من الأزمات داخل وبين الدول العربية الأعضاء . يتبع

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x