في الإعلام وغيره.. ذكراهم تجدد الآمال والأجواء عصيبةالبعد؟!.

في الإعلام وغيره.. ذكراهم تجدد الآمال والأجواء عصيبةالبعد؟!.

بقلم :د.عبدالسلام محمد خير

ما أقساه.. لكنه وإن أجج الأحزان جعل التلاقي أكثر تشويقا وبركة كما تلوح أخبار من عادوا.. للعودة خطاب غلاب يتداعى في الأسافير(رد الله غربتكم وجمعنا بكم في الأفراح وملتقيات الأسرة بعد طول غياب)..هناك ما يطمئن، بإذن الله، مع الحذر من التربص ببلد كبير يعزه أهله..(العودة) فرصة للإعتبار مما حدث، فضلا عن الفرح الغامر بعودة الغائب..للعودة أكثر من وجه ومغزى، فهناك عودة تتراءى عبر بصمات من رحلوا وهم منهمكون في عملهم..إنهم بذكراهم يؤججون الآمال نحو بلد(آمن بالعمل الجاد).
الناس في الشدائد شغوفة بالذكريات فهي ليست محل جدل،بل فيها طمأنة بأننا لازلنا بخير، وبالإمكان الإستثمار فيها لفتح صفحة جديدة مع الذات وصلا لما كنا عليه.. يستوقفني حديث الذكريات والأجواء عصيبة، ففيه أمل.. فى(قروب) للعاملين تداعت ذكريات مهنية مقترنة بإنجازات باهرة لمن كانوا منهمكين في عملهم(أيام البلاد في أمان)..لسان الحال الآن(ليت الكل إنشغل بما يليه)..كاتب بارع (إبراهيم علي ساعد) تجلى في عرض ذكرى(المبدع الذى نسج من خيوط الفجر وشاحا)..هذا(المبدع) يفيض إبداعا:(إني أتوارى وأنزوي عندما لا أجد في المنابر من يصنعون المجد في بلادي، وأفرح عندما تتواصل الدولة مع مبدعي بلادي لأن من يصنعون المجد يستحقون أن تنسج لهم من خيوط الفجر وشاحا ونجلسهم على مقعد من نور)..هكذا،(تحفة) غير قابلة للنهب..تفصح عن(رؤى) لإمكانية الإحتفاظ بأثر من ظلوا يمسون ويصبحون بالأستديوهات هذه ذاتها- فك الله أسرها.
إنه مخرج،مؤلف،ماجستير،إرتبط اسمه بعدة برامج، ظل ينقل مباريات كرة القدم منذ عام 2001 إلى الخامس من فبراير 2014 بود مدني- اليوم السابق لوفاته، عليه رحمة الله..كتبت عنه حينها.. صحيفة(آخر لحظة) نشرت صورته وعنوان المقال بالصفحة الأولي(ورحل المخرج محمد سليمان دخيل الله)..حفزنا هذا الكاتب لنزيد، فكم من جنود مجهولين في الإعلام وغيره ذكراهم تثير الشجون والإعجاب.. رؤاهم تجدد الروح.
حامد عثمان مخرج مبدع، الآن بفضائية عربية، كتب رواية مكتملة الأركان عن منتج(عزيزي المشاهد)الذى كان يخرجه على مدى ست سنوات..لولا(ما حدث) ما إنتبهنا لتميز فريق عمل هو عنوان لجيل تلفزيوني مفتون بالمواكبة وتجربة الرواد..إن للتلفزيون مدخرات من الكفاءات يستحيل أن تنهب- عليه بها..يقول المخرج عن المنتج(كان مثالا باهرا في محبة الموظف لعمله بهمة وأمانة..يتمتع بروح سمحة وصلاة إنسانية غاية في اللطف والإحسان..يقطع المسافة ما بين إدارة المنوعات ومسجد التلفزيون والإستديوهات بخطوات رشيقة وهندام يحكي الأناقة والجدية، ممسكا بأوراقه وقلمه وينظر إلى الساعة)..هكذا!.
يذكرك(دليل الإدارة الحديثة).. ونتابع:(حياة عنوانها الإنضباط والجدية وحسن التعامل مع الآخرين..لا تجد منه إلا جميل الإصغاء وسرعة الإستجابة والهمة في التنفيذ.. يتبسم ويضحك ويمازح دون يترك الأمور تنفلت من يديه.. يعالج مشكلات التواصل مع الجمهور على الهواء بحكمة لا تخلو من طرفة ولطافة)..نقرأ هذا الآن على سبيل الذكرى،ونقول ماذا يريد التلفزيون بل الدولة لتستقيم الأمور؟!.
الراوي يضيف ما زال:(ترك ذكريات لا تنسى ومواقف نستدعيها كلما إشتدت علينا قساوة الأيام،وتكالبت الأحزان).. تصور!.. هكذا كانوا..المنتج(عبدالمنعم عبد الله)وأتراب له مضوا تاركين بصماتهم في مجال حيوي، العمل فيه يعتبر(رسالة)..عليهم رحمة الله.
سيرة وسيرة مكانها(كتاب)يذكر الإعلام بأمجاده لينهض..لعل جهة غيورة تتبنى ما ورد بلسان من يوصي للدنيا والزمان(أن تتواصل الدولة مع مبدعي بلادي،لأن من يصنعون المجد يستحقون أن تنسج لهم من خيوط الفجر وشاحا، ونجلسهم على مقعد من نور).
يا سلام!.. الآن هي(رسالة)بين يدي ذكرى من تركوا بصمة والأجواء عصيبة(عضوا بالنواجز على صناع البصمات في مجال الإعلام وسائر المهن)..مقترنة برسالة أمضى (إبقوا عشرة على البلد)تتراءى فى سيرة من أعطوا وما إستبقوا شيئا،فتجدد الآمال بإذن الله فيما إستعصي،ومنه فك أسر مقر مكتنز بالكفاءات والمراجع والذكريات المجددة للآمال.
الدعاء ختاما ودائما(اللهم كما طيبت ذكرهم فوق أرضك وبين خلقك، طيب ذكرهم في سمائك وبين ملائكتك، وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة).. وصل اللهم على خير الأنام.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x