بقلم :د . طارق محمد عمر
معلوم أن السودان في جل عهوده الوطنية اتسم بالعشوائية في كافة القطاعات .. الدول المتقدمة ارتقت بالحوكمة الشاملة .. والحوكمة هي أسس ومعايير ومقاييس واجبة الإتباع محمية بالدستور والقانون .. تنظمها اللوائح .
لحوكمة المخابرات لابد من تكوين مجلس أعلى يضم أكاديميين متخصصين في علوم المخابرات والأمن وخبراء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والتجرد والوطنية .. هذا المجلس يختص بالتخطيط الأمني الذي يوجه وينظم اداء الجهاز .. ويحقق مصالح الدولة ويجعلها آمنة مطمئنة .. ووضع أسس وضوابط لجهاز المخابرات تهدف لتجويد الأداء والإدارة وتحقيق النزاهة والعدل والانسجام والالمام بالقوانين .. وهذه الأسس تستانس براي عضوية الجهاز من أعلاه إلى أدناه .. وتتضمن شروط الإختيار للخدمة والتدريب والتاهيل والترقي والنقل والانتداب والاعارة والتقاعد والحقوق والواجبات .. والهيكل الإداري والتخصص والمهام والانتشار في المحيط الداخلي والإقليمي والدولي .. والتنسيق مع القوات النظامية الأخرى ومجلس الأمن القومي والسلطات الثلاث ومؤسسات الدولة وأجهزة الدول الصديقة .. مثلما تهتم الحوكمة بالشفافية في المال ايرادا وصرفا .
إن غياب الحوكمة من أجهزتنا الأمنية في مختلف الحقب أدى لتسرب عناصر رخوة وفاسدة إلى صفوف الجهاز .. وضعف في التدريب والتاهيل والأداء ومحسوبية في الترقي .. واستهداف الاكفاء بالتضييق عليهم والإقالة .. مثلما أدى غياب الحوكمة لفساد مالي واداري ومظالم ..واختراقات أمنية عميقة وخطيرة لاجهزتنا الأمنية ومراكز الحكم والقرار .. ومختلف مؤسسات الدولة ومنظمات المجتنع المدني .
آمل أن نشهد قريبا ميلاد سودان جديد .
الخرطوم في يوم الإثنين 1 اغسطس 2022 .
