(بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) ..مصطفى ابوالعزائم ..ديمقراطيان .. وكلاهما فاصلة فى مجاله !

(بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) ..مصطفى ابوالعزائم ..ديمقراطيان .. وكلاهما فاصلة فى مجاله !

       

ما نشرناه قبل أيام في ذات هذه المساحة بعنوان ” الشاعر والفنان .. علاقة مضطربة ” وجد تجاوباً كبيراً من الكثيرين ، وقد كان عن علاقة الشاعر الكبير إسماعيل حسن ، والفنان الضخم محمد وردي ، رحمهما الله رحمة واسعة وعفا عنهما وغفر لهما ، وجاءني تعقيب علي بريدي الإلكتروني من أخي الأكبر وأستاذي الذي تعلمت منه الكثير في بلاط صاحبة الجلالة ، الأستاذ أسامة سيد عبدالعزيز ، الذي يقيم في الولايات المتّحدة الأمريكية منذ أكثر من ثلاثة عقود ، رأيت أن أنشره كما هو ، وهو حول ذات الموضوع ، وقد جاء كما يلي :

أخى مصطفى …
تسلم ايها الحبيب
دعنى أتخذ القصة التالية إتكاءة للتعقيب على موضوعك (علاقة الكلمة والاداء)
أذكر أنني وفى بداية ولوج بلاط صاحبة الجلالة ، وجدت أستاذنا الشاعر الفيتورى منفعلاً وينذر بسحق الأستاذ محمد عامر بشير فوراوى .
حينها الفيتورى رئيساّ لتحرير مجلة “هنا أم درمان” وكان فوراوى مديراً لوزارة الإستعلامات والعمل .
وأستطرد لأذكر إن الأستاذ محمد عامر بشير فوراوي ، من سلالة أم درمانية تتمركز فى المثلث الإسكاني الذى قاعدته محطة ( مكى / محطة عبدالله خليل ) وضلعاه ( شارع السيد عبدالرحمن والطريق الشاقيه الترام ) .. وقد إختار تذييل كتاباته فى الصحافة المحلية والعربية بفوراوى . تمويهاً لقانون المستعمر (حظر كتابة موظف الدولة فى الصحافة)
ولتبيان بلاغة الفيتورى فإنه يعنى السحق الادبى ، وليس اليدوى ، وفي هذا الشأن نذكر أن الله سبحانه وتعالى ، وهب فوراوى بسطةً فى الجسم ، وكان الفيتورى نحيفاً مربوعاً.
وبالعودة لفتور علاقة الهرمين إسماعيل حسن ، ومحمد وردي .. فإن السبب كان الإثارة الصحفية بعد أن تبنّى إسماعيل حسن ، الفنان أحمد فرح ، ونشر إن إسماعيل سيهدم الذى بناه .
ومن خلال معرفتي بالطرفين ، أشهد إن وردى فنان جاد يحترم فنه ، وكذلك إسماعيل حسن الذى خرج عن فلسفة أغنية الوجد والحنين .. وأوجد مفاهيم الندية العاطفية ، وعدم (الدسديس) ، و (ضيعوك وودروك ) نموذج لذلك .
وقد تطوّر النموذج عند الطاهر إبراهيم .. (يا خاين )
وعند إبراهيم الرشيد ، ومحجوب سراج ، و(مناديلى رجعيها ) عند عبدالعظيم حركة .
حينها كان وردى يريد الشعر المهموس ، ووجد رائعة الصديق الشاعر التجانى سعيد ( من غير ميعاد) ثم (وعاد الحبيب ) للشاعر صديق مدثر .
وظلت الصحافة تلاحق الرواج ، بإثارة المفاصلة بين المبدعين ، وتنفخ فى مسألة إسماعيل حسن ، للافتراء .
حتى إنتفض الشعب وأطاح بنظام الفريق إبراهيم عبود .
لا تتعحب وتحسب الجملة الأخيرة قفزة .
وإليك قفزة أخرى ،
خلال أبريل ومايو 1969 م وإستجابةً للأستاذ محمد مكى مالك وناشر جريدة الناس ، تبادلنا والصديق الصدوق الشاعر محمد يوسف موسى ، النقد حول الفنان وردى ، الذى قال ( إن صوته مسطح ..)
وهذه حقيقة علمية ، لا أنفيها وتحسب له ، فهو صوت غني الفنيات متعددها .. وهو يطوّع طبقاته الصوتية بحنين وجبرة ..
وهو أول من خرج على نهج غناء شطر الأغنية ، وإعتمد نطقها كلمة من بعد كلمة ، أي سلك مسلك الست أم كلثوم .
حينها راجت صحيفة الناس بدون مرتجع .. وجاءت مايو ..حيث علّق أستاذنا التجانى محمد أحمد قائلاً :
( أولاد حى العرب شغلونا حتى قلب الحكومة أولاد حارتهما )
ونقلب للخلف هذه الصفحة ونعود لوردى واسماعيل ..لم يختلفا سياسياً ..كلاهما ديمقراطي التوجه ..واعن كان وردي أعلن موقفه بلا وجل ، فإن إسماعيل هو الذى أخفى الشريف حسين الهندى ، فى مشروع “كساب” الزراعي الذى كان مهندسه الزراعى ، وهو الذى مهّد طريقه للهجرة إلى إثيوبيا .. وتمنّى اللّحاق به – طير الرهو –
وعندما إنكشف السّر وإنتشر وأُحيل للصالح العام ، نصحه الرائد مأمون عوض أبوزيد بمصالحة النظام ، بقصيدة ..فإشترط إسماعيل ألّا يسئ أو يشيد .
وصدق مامون وعده فأعاده مديراً لإعلام وزارة الزراعة ، حتى لا يردد :-
حليل الكان بيهدي الناس
صبح محتار يكوس هدّاي

حليل اسماعيل ..حليل وردي ..كلاهما فاصلة تاريخية في مسيرة الأغنية السودانية …
لهما المغفرة والرحمة.
ولك اخى مصطفى هذا السؤال؛-
هل نقاشنا سيكون ثالث تغيير .
فكّر في الإجابة و .. سأفكر .

           أخوك أسامة

Email : sagraljidyan@gmail.com

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x