فتح الرحمن النحاس يكتب… ياهاشم كرار…هذا هو عنوانك…البشاشة والحروف العبقرية..؟!!

فتح الرحمن النحاس يكتب… ياهاشم كرار…هذا هو عنوانك…البشاشة والحروف العبقرية..؟!!

لم يكن الأمر صدفة والداء اللعين يتربص بعافيتك، أن تحتشد علي مداخل إبداعك تلك التظاهرة المثيرة من السطور المنعشة والعبارات الحبلي بالحروف العبقرية..كنت أري وكأنك تسابق لحظات الموت لتستخرج أكبر قدر من إحتياطي طاقتك الإبداعية، وكنت حقيقة أشفق عليك من الإستهلاك المستمر للخلايا الحية في جسدك، وإستخدامها في تلك الصناعة المتفردة لكل ماتكتب…كنا نريد بقاء تلك الخلايا لتضيف لك بإذن الله المزيد من العمر، لأننا صراحة ياصديقي مازلنا عطشي لرحيق الأنس واللطافة والدعابة الحلوة والقصص الفكاهية، التي ظللت تغمرنا بها لأكثر من أربعين سنة مترعة بالصداقة التي لاتعرف مفردات التجافي وتقلب المواسم..!!
ياهاشم كرار…يقيني الراسخ أن الموت لايستأذن، ولهذا ظللت أخشي ألا نلتقي قبل أن نتاول معك جرعات من ذكريات عذبة الطعم مضت وكادت أن تتواري سراعاً، لو لا أننا مازلنا نعترف بأنها كانت أنجع مضادات حيوية لنكد المهنة وفقرها وأرق الكتابة وإحباطات السياسة…لكن الموت يسبقنا إليك فلا الحصاحيصا ولا نحن كنا نمتلك جوازات سفر وتأشيرة لنصل إليك، علي الأقل لنكون في وداعك المؤلم…ربما ياصديقي قد نادتك ارواح أمك بت الجعيلي وعثمان عابدين وابراهيم حمد النيل لتنضم إلي رحمة كبيرة تنتظرك معهم بإذن الله الرحمن الرحيم…فكأن الموت قد عاجلك بالرحيل فلا يكون لنا من نصيب لنقول لك وداعا..!!
ياهاشم كرار… مازلت أبحث عن سر تصالحك المدهش مع تفاصيل حياتك اليومية، فكل ماكنت تراه فهو عندك جميل، ولهذا لم تقترب منك مفردات مثل الحقد والقبح والعبوس والكراهية، بل انت أصلاً لاتعرفها أو لم تسمع بها إطلاقاً، ولهذا ظللت تستحق بيننا عن جدارة لقب وعنوان (أجمل الناس)…وياله من عنوان يندر في هذا الزمان الموجع…ولاندري ياهاشم إن كنت تركت لنا شيئاً من هذا التراث المغسول بنضارة إنسانك والمعطون في مميزاتك من الصدق والوفاء والأريحية… العزاء ياصديقي أنك باقٍ فينا حروفاً وتذكارات لاتموت ووفاء لاينضب، وعهدنا إليك أن نشهد لك أمام الله بأنك كنت صاحب قلب أبيض وعشرة طيبة..فطب ياحبيبنا في عالم البرزح تحفك رحمة الله ورضوانه وعفو أمك ومحبة من عرفوك..!!
فقدك أليم ياحبيبنا ولانقول إلا مايرضي الله…إنا لله وإنا إليه راجعون..

صديقك فتح الرحمن النحاس….

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x