بلوها وأشربوا مويتها

بلوها وأشربوا مويتها

حصاد الألسن – عبدالله مسعود

في محاولة منها للعب علي الذقون أخرجت لنا امريكا مبادرة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب. قالت انها مبادرة لوقف الحرب لمدة طويلة؛ أي هدنة يتفق عليها الطرفان لأسباب إنسانية. تهدف المبادرة التي أستصحبت فيها أمريكا المملكة العربية السعودية، تهدف لفتح مسارات آمنة لعلاج المرضي ودفن القتلي وستر الموتي وإعانة السكان علي تصريف شئونهم الحياتية. وافق الطرفان وذهب مناديبهما إلي جدة ففوجئ مندوبو الجيش (لم يفاجأ مندوبو المتمردين بالطبع) بأنها مبادرة لتسوية شاملة تضع اهل السودان في صف واحد مع المجرمين الدخلاء السفلة الفجرة. لقد أوحت إسرائيل إلي أمريكا بأن تتدخل لتنقذ عميلها (المفضل) من موت يتهدده إن لم يكن قد هلك بالفعل. فانتجت لنا امريكا بايدن مبادرة تحفة.
أمريكا لا تزال تحسب انها سيدة العالم وان وراء جزرتها عصا لمن عصا. (أصحي يا بريش) !! هذا بلد إسمه السودان إن كنت تجهله. فلا هو العراق ولا سوريا ولا ليبيا. لا تستطيع امريكا ولا كل العالم، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، أن يملي عليه شرطا او يفرض عليه حلا لا يقبله.
نحن ضد الحرب ولم نسع إليها بل فرضت علينا ونحن لها، فلنمت دون عرضنا ومالنا او ننقذه مما يحاك ضده. والله إنها لدياثة أن نفكر مجرد تفكير في الجلوس مع من دنسوا اعراضنا. سنزود عن وطننا وسندحر تلك الوحوش القذرة مادام فينا عرق ينبض. لا تفاوض إلا بإلقاء السلاح من قبل اولئك الفجرة، او نبيدهم عن بكرة أبيهم والبادي أظلم.

ع. مسعود
٩ مايو ٢٣م

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x