أفريقيا وآفاق التحرر في ضو ء انقلابات غرب القارة(1-4)

أفريقيا وآفاق التحرر في ضو ء انقلابات غرب القارة(1-4)

بقلم :بروفيسور إبراهيم محمد آدم

في كتابه كوامي نكروما الرؤية والتراجيديا، الصادر عن دار نشر أفريقيا جنوب الصحراء في غانا في نسخته الأخيرة للعام 2015م تناول الكاتب الكبير ديفيد روني تاريخ أفريقيا محللاً من خلال الحديث عن تجربة غانا نموذجاً للقارة وقد تضمن كتابه ذاك معلومات جمعها من القادة والمواطنين العاديين في غانا والإداريين الإنجليز الذين عملو في غانا وأفريقيا وملفات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وقد استفاد الكاتب من ابحاثه السابقة عن أفريقيا الحديثة ودول الكمنويلث .
ركز روني في كتابه ذاك على السيرة الذاتية لكوامي نكروما كاحد أبطال قادة التحرر الوطني في أفريقيا والقادم من عموم مجتمعها كمواطن عادي ذاق ضنك العيش في بلاده غانا أيام الاستعمار وتعلم وشق طريق تعليمه العالي بصعوبة مبالغ فيها ونحت بأيديه الصخر ليرسم مستقبلاً زاهراً لغانا وكل القارة الافريقية شاركه في التخطيط لذلك زعماء كبار مثل أحمد سيكوتوري ( غانا )، موديبو كيتا ( مالي )، جمال عبد الناصر ( مصر )، إسماعيل الأزهري ( السودان ) جومو كينياتا (كينيا)، كينيث كاوندا (زامبيا ) وزعماء عظام آخرين لا يتسع المجال لذكرهم سعوا لتحرير بلادهم وقارتهم من ربقة الاحتلال البغيض وسعوا للوحدة الكبرى فتواكبوا رأياً ولم يتفرقوا كما قال شاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتوري شاعر أفريقيا النبيل .
رسم كوامي نكروما صورة زاهية للقاهرة الافريقية تتبوأ فيها مكانة سامية بين قارات العالم انطلاقاً مما تتمتع به من موارد طبيعية وبشرية كافية لتحقيق النمو والتطور الاقتصادي وكان يرى أن ذلك يتم بتحقيق الاستقلال السياسي أولا ثم يتعبه التحرر الاقتصادي ( ابحثوا عن المملكة السياسية اولاً وكل الأشياء الأخرى ستضاف إليها تباعاً)، تلك الرؤية كانت مبنية على أن تحقيق استقلال القرار الوطني والتخلص من قيود الامبريالية الغربية سوف يحقق النمو الاقتصادي بالاستغلال الأمثل للموارد الهائلة التي كانت موجهة جميعها لخدمة الاستعمار وتنمية بلاده.
كانت غانا هي أولى دول غرب أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء في الحصول على الاستقلال وبالتالي كانت منطقة غرب افريقيا هي بداية التحرر الأفريقي باستثناء اثيوبيا ومصر والسودان، غير أن تلك الآمال لم تتحقق نتيجة للانقسامات الأيدولوجية التي كان القادة الاوائل مثل كوامي نكروما قد تجاوزوها فهو قد دعا لتأسيس اتحاد الجمهوريات الأفريقية الاشتراكية لكنه كان جيد الصلات بالولايات المتحدة وبريطانيا والصين والاتحاد السوفيتي وكلها قد بدأت مشروعات تعاون واستثمار في دولته، غير أن الخلافات الايدولوجية بين النخب الأفريقية المثقفة سرعان ما قوضت التحول الديمقراطي المفضي إلى الإزدهار الاقتصادي وتحولت القارة نحو نظام الحزب الواحد والانقلابات العسكرية فتمت مصادرة تطلعات الجماهير بوعود براقة لم تتوفر لها أي ضمانات في التحقق.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x