الدكتور عبد السلام محمد خير .. يكتب بروفسور حسن عباس(إنزال الناس منازلهم)

الدكتور عبد السلام محمد خير .. يكتب بروفسور حسن عباس(إنزال الناس منازلهم)


مديرا لجامعة عملاقة كان، في زمن صعب واجهه بتخصصه الإداري والصبر الجميل و(التي هي أحسن)..فاستحق ما قالته أسرة الجامعة ومديرها بروفسور الفاتح الحبر وهم ينعونه(علما عالما مخلصا متواضعا محبا للجميع ومحبا للجامعة متفانيا في خدمتها ورفعتها منذ أن كان مساعدا للتديس إلي أن صار مديرا لها)..إتحاد الجامعات السودانية شهد له( بالمشاركة الفاعلة بالآراء والأفكار الصائبة وبالعبارات النظيفة الرصينة المتزنة في كل القضايا الوطنية والقومية التي طرحها الإتحاد،خاصة ما تعلق بالإرتقاء بالتعليم العالي)..ومن الصومال نعاه معهد البروفسور حسن الفاتح الشيخ قريب الله منوها لدوره تجاه تفعيل إتفاقية التعاون.
شهادات تترى عن بروفسور حسن عباس، مدير جامعة أم درمان الإسلامية الأسبق- لدورتين كاملتين..إنطلقت سيرته من زاوية تفرد فيها(سعة العلم مع جمال الخلق)-كما وثق زميله بروفسور إبراهيم الكاروري يوم رحيله،الأحد 20 أغسطس 2023..كثيرون كتبوا وفاء لعهده لتتحلي بنهجه الأجيال..فوجئت علي(النت)بتوثيق كامل- كردفان،جامعة الخرطوم،المانيا، كيف تدرج،كيف يتصدي للمشاكل،بقلم المذيع محجوب بخيت..لعله يكمل الجميل فيحول هذا النص البديع لفلم وثائقي يتجلي علما وقيما والقوم يتشبثون بأهداب اليقين والطمأنينة والعمل الصالح..ضرب مثلا ومضي،رحمه الله وجعل البركة في ذويه وطلابه والجامعة والبلد.
لا أنسي يوم تلاقينا لأول مرة..المقام مهيب..كانوا كوكبة من العمداء يتشاورون بمكتب مدير الجامعة بروفسور محمدعثمان صالح وقد إستظلهم ببشاشة فيه معهودة،أكرمه الله..كنت أترقب قلقا ردا لطلبي..إتضح أنهم أرادوا تشجيعي وقد جئتهم متأخرا فحفزوني بمشرف متخصص في الإدارة أصلا وتأصيلا..قابلته..كأنه صديق قديم باعدت بيننا الأيام..بدأنا..وبحمد الله حققت بين يدي علمه وأريحيته درجة علمية إحتفت بها قاعة الإمام مالك وقد إستضافت متخصصين في مجالي الإدارة والإعلام،وهو علي المنصة يتبسم، يطمئنني..وهذا من سجاياه – مدار حديث أترابه اليوم،عليه رحمة الله.
ظللت علي تواصل معه،وقد تم إختياره مديرا للجامعة..تابعت إضافاته عن قرب..كان حفيا بتناولي لقضايا الإدارة صحفيا،وبما أسهمت فيه عبر مشروعات الجامعة ومنها تأسيس إذاعتها مع نخبة من الإعلاميين وعميد كلية الإعلام والدكتور محجوب بخيت، مسؤول الإعلام بالجامعة..ثم إنه إقترب مني أسريا وشرفنا في مناسباتنا..تواصلت معه في فترة علاجه- راسلته فهاتفني..يسبقك كعهده ليتفقد الأحوال(فإن أنهك الجسد وهو إلي فناء فقد تجلت الروح وهي إلى بقاء)- كما قال في وداعه بروف إبراهيم الكاروري الذي أغنانا عن البحث فيما يناسب المقام فأورد منظومة(مفاهيم)من تجليات روح من رحل، لمسناها في سلوكه..ما أحوجنا إليها:
أولا(إنزال الناس منازلهم)- وحدها تكفي..فهي من مبادئ الإنسانية،ثم هي(روشتة)للتعافي من معضلات المجتمع والدولة والخطاب العام..ثانيا:(لا تجده إلا هاشا باشا حامدا شاكرا صابرا محتسبا طيب النفس سليم القلب،مهموما بالعطاء أكثر من إهتمامه بالأخذ إلا أخذ العلم والمعرفة)..ثالثا:(سليم الجنان،بل قدوة في ذلك)..رابعا:(جمع بين متفرقات عجيبة،فهو يجيد الإنجليزية مع صلته بالألمانية وتبحره في العربية)..خامسا:(يحسن الوعظ عاطفة والخطاب العلمي إنضباطا)..سادسا:(يستدل بلغة الشعراء ويقرر بلغة الإداريين).. سابعا:(تجد فيه نفس المسيد، ومكتب المدير، وحضور الرائد، وبساطة القائد)..ثامنا:(يسأل كلا في مجاله،ويستفسر كلا عن أحواله،ويعطيك الإحساس بالمتابعة والإهتمام)-كأنها مرجع في العلاقات الإنسانية وحسن الإدارة و(التي هي أحسن)..هي رسائله من بعده-(وصايا) تلقفها من معين الذكرى الولود من ألهمه الله الثبات في مقام(الصدمة الأولي)..وكان قد عرف هكذا بين طلابه وكل من سارعوا يعزون ويتقصون أثره الباقي، بإذن الله.
من مزاياه كمشرف حميميته..يتواضع كأنه لم يقدم لك شيئا..من أعظم ما قدم لي أنه عرفني بعالم الإدارة الفذ البروفسور عمر الباقر..هاتفه..وجدته بإنتظاري..أفاض لي من علمه بأمل الإضافة لتجاربنا في الإدارة ومواكبة العصر..ذكرني بأن العالم يتعرض لمتغيرات متلاحقة إستدعت نظرية جديدة تعتبر الإدارة مجموعة عمليات هندسية ليسير العمل(كالساعة)..رأى أن يعول البحث عليها فيعالج المشكلات الإدارية للمؤسسات الإعلامية بمنظور إدارة التغيير(الهندرة)..وقد كان..أجيز البحث بإمتياز،ثم أصبح كتابا قدم له البروفسور علي محمد شمو،عنوانه(إدارة المؤسسات الإعلامية في عالم متغير)- بالتطبيق على الإذاعة والتلفزيون.
هذا منهجه – يساعدك لتتميز وتشكل إضافة فيما يصلح حال البلد..نعزي فيه، ونعزز دعوة الوفاء له والتوثيق لسيرته والإعلاء من شأن كل من(ينزلون الناس منازلهم)- نهجه وديدنه..برحيله يتجدد هاجس الوفاء والتوثيق للرموز:(الكتابة عن قادة المجتمع مثلما إنها مدخل لتحقيق معني الوفاء وأمانة إنزال الناس منازلهم فهي أيضا محافظة علي موارد الخير لا تنضب ومعالم الرشاد لا تندثر)- هكذا قيلت وبلسان الجامعة وهي بها أولي، وجديرة..رحمك الله إستاذي الجليل وجعل البركة في عقبك وطلابك وهذه البلاد التي ظلت آمنة بحسن الإدارة،والحمد لله..إنا لله وإنا راجعون.
د.عبدالسلام محمد خير

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x