ظهور البرهان وهل يخفي القمر ؟

ظهور البرهان وهل يخفي القمر ؟

موقف
د.حسن محمد صالح

ظهر الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام لقوات الشعب المسلحة ورئيس المجلس السيادي في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة يوم الاربعاء ١٧مايو ٢٠٢٣م وهو في لامة الحرب في زي قناص ويحتقب بندقيته وقد استقبله جنود وضباط القوات المسلحة المرتكزة في محيط القيادة العامة والقوات البرية بحفاوة بالغة وكان الجنود يعانقونه عناقا حارا ويهرولون نحوه في ترحاب فريد من نوعه قل ان تجد مثيلا له في العلاقات بين القادة العسكريين ومرؤسيهم من الجند وصغار الضباط فالجنود في اي مكان في العالم يشاهدون رئيس اركان الجيش وقائده العام في شاشة التلفاز خاصة في ظروف العمليات الحربية والعدوان المباشر علي الارض كحالة السودان اليوم .
ظهور الفريق البرهان امر عادي ويحدث باستمرار ومن غير انقطاع وتواصله مع قواته في كل المواقع الامامية بما فيها الفشقة مشهود ومعلوم ولكن الحديث عن الظهور الاخير للقائد العام علي هذا النحو من قبل المتمردين الانقلابيين يدل علي الربكة الكبيرة التي حدثت في اوساط المعارضة السياسية المتحالفة مع التمرد .و بدا التشكيك من جانبهم وكان الفريق البرهان قد ظهر للمرة الاولي طيلة هذه الايام منذ بداية المعركة التي تم فرضها علي الجيش السوداني وقد استمع الناس الي تصريحات المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الاستاذ فائز السليك وهو يقول لواحدة من القنوات الفضائية إن الذي طهر في القيادة العامة للجيش ليس البرهان وكذلك حزب الامة القومي ردد ذات الفكرة البلهاء والغبية والتي تدل علي الهزيان السياسي والخيبة التنظيمية فإن كانوا علي قدر قليل من الحصافة لتجاهلوا الامر ولم يعلقوا عليه وتظاهروا امام الراي العام بان ظهور البرهان في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة لا يعنيهم في شئ فهم قوي سياسية مدنية و البرهان رجل عسكري يقوم باعمال لا علاقة لهم بها ولكنهم في كل مرة يسقطون ولا يتوبون ولا هم يذكرون .
ولا يمكن تفسير ما بدر من هذه القوي السياسية والناشطين تجاه ظهور البرهان الا انها صدمة نفسية عبر عنها العقل الباطن لقوي قحت المركزي التي كانت تعلن وتكرر الزعم بان البرهان يختبئ تحت الارض علي عمق تسع طوابق كما قال قائد التمرد حميدتي لقناة الحدث من قبل وكرر مستشاره السياسي يوسف عزت هذا القول في المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح الخميس ١٨ مايو ٢٠٢٣م في مدينة جوبا عاصمة دولة الجنوب سودان التي يزورها هذه الايام .
لقد ظهر البرهان من علي عمق عشرات الامتار تحت سطح الارض كما تزعمون كذبا كعادتكم ولم يظهر المتمرد حميدتي وهو يجلس تحت شجرة من اشجار الخرطوم وام درمان وبحري التي تختبئ تحتها عرباته المسلحة خوفا من السخوي والصواريخ الموجه .
ظهر البرهان وليس هذا الظهور الاول فقد سبق وظهر إعلاميا ((صورة وصوت)) في ١٥ ابريل الماضي تاريخ بداية الحرب وهو يوضح للراي العام ان العدوان علي الجيش بدا ته قوات الدعم السريع في التاسعة وعشر ون دقيقة من صباح سبت ذلك اليوم بهجوم مباشر علي منزل القائد العام .
ثم ظهر الفريق اول ركن البرهان مهنئا الشعب السوداني بعيد الفطر المبارك.
و خرج لاداء صلاة الجمعة مرتديا الزي القومي في الجمعة قبل الماضية و قبل ذلك ظهر البرهان وهو يؤدي واجب العزاء في والد الفريق اول ركن شمس الدين كباشي عضو المجلس السيادي .
ولم يكن ظهور البرهان وتصريحاته الإعلامية ردة فعل علي تصريحات المتمرد حميدتي وقوي الحرية والتغيير المجلس المركزي بان البرهان يختبئ عن الانظار وان من يديرون الحرب هم الكيزان وهي ذات الاسطوانة المشروخة التي رددها المستشار السياسي لحميدتي الذي يقول إن الحرب يديرها اعوان النظام السابق وفي ذات الوقت يطلب من البرهان وقف إطلاق النار والجلوس مع قائد الانقلاب العسكري في المفاوضات فان لم يكن هذا المستشار ((غبيا ))وبعيد كل البعد عن السياسة ودهاليزها هل من بإمكانه وقف إطلاق النار والجلوس للمفاوضات ان يعجز عن قيادة العمليات الحربية ؟
ظهور البرهان المتكرر والمعلن تم التعتيم عليه إعلاميا وهذا مرده للضعف الإعلامي وغياب جهازي الإذاعة القومية والتلفزيون القومي وقناة النيل الازرق والقنوات الاخري واذاعات الايف ايم والصحافة الورقية التي يمكن ان تساند القوات المسلحة
و كل الحروب في الدنيا تصاحبها وسائل إعلام وطنية .وخير دليل علي ذلك الحرب العالمية الثانية التي خلدت وزير اعلام هتلر جوبلز الذي وظف الإذاعة الالمانية للداعية لقوات الحلفاء وهي تخوض تلك الحرب الكونية . و لكن الحقيقة التي يعلمها القاصي والداني ان التمر تقف وراءه آلة إعلامية ودعائية ضخمة تنطلق من داخل السودان وخارجه لصالح قوات الدعم السريع بالفبركة والاكاذيب وبث الدعاية السوداء ضد القوات المسلحة وقيادتها علي النحو الذي نراه الآن وهو التشكيك في هوية القائد العام وهو يتفقد المقاتلين من قوات الجيش ويشد من ازرهم .
والغرض من كل هذا هو اظهار التمرد في صورة المسيطر علي القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ووسط الخرطوم والواقع يكذب هذا الادعاء بعد ان سيطرت القوات المسلحة علي ٧٠ في المئة من المواقع الاستراتيجية في ولاية الخرطوم سيطرة تامة كما اظهر ذلك اخر موقف للعمليات العسكرية الذي يتم إعلانه يوميا عن طريق الناطق الرسمي للقوات المسلحة .
في المقابل لآلة اعلام التمرد الطاغية هناك محدودية في الإعلام المرئي والمسموع المقروء للجيش والدولة الذي جعل الهتلريون والجوبلزيون الجدد يغمطون كل هذه الحقائق علي الارض في إنكار للشمس من رمد في العين ولطعم الماء من سقم في الفم .
ح م ص

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x