خواطر حرب

خواطر حرب


هويدا حمزة

كلما شعرت بالملل من فراشي الوثير تذكرتهم..تذكرت أولئك الذين لا يغمض لهم جفن في الجو أو في البر في الاذقة وفي المؤسسات وفي الطرقات والكباري يحملون أرواحهم بين أكفهم يسهرون لننام نحن ملء جفوننا مع رائحة الموت التي تفوح بقوة من شاشات الفضائيات فاستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم اتفل عن يميني وعن شمالي وأنقلب على الجانب الآخر وأنا اتحسس فراشي بحب وانفض ما علق به من كوابيس وأنا اشعر بالضآلة ..لله درهم رجال كالأسود الضارية..منصورين بإذن الله.

كلما زهجت من حيطان بيتي و تاقت نفسي ل(الحوامة) في الخرطوم مع صديقاتي وزميلاتي نخرج من تغطية لندخل في أخرى حتى أن اوقات الصلاة احيانا تضيع منا تذكرت جيراني من الجنوبيين الذين يسكنون في بيت من جوالات الخيش لا يقيهم حر الصيف ولا صقيع الشتاء ولا قسوة الخريف ولا عيون المتطفلين حمدت الله أن أعطاني بيتا مجهزا بكل سبل الراحة لكل الفصول ثم استعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأغلق بابي بهدوء حتى لا تهاجمني طلقة طائشة أو دانة.

كلما اشتاقت نفسي لصينية الشية من اولاد امدرمان وام فتفت الرهيبة أو وجبة السمك الشهية من حوش السمك واننا لم نعد نستطيع التسوق لنشتري احتياجاتنا واننا ناكل من الثلاجة التي بدأت محتوياتها في الانقراض حتى اوشكت ان تقول (وااي زي الجماعة ديك)الذين يصرخون الآن بعد أحبطتت مخططاتهم في الهروب من الحرب التي اشعلوها تذكرت أن هناك من لا يملكون ثلاجة ولا يملكون وجبة ناهيك عن قوت يومهم وياكلون من براميل النفايات التي لم يعد يجود عليها المبذرون بشئ (ياخي حتى بقايا العيش المقطع الصغار الكنا بنرميهو في الزباله يشهد الله بقينا بنلمو في الكيس ونختو في التلاجة ليوم باكر) ثم استعيذ بالله من الشيطان الرجيم واتناول ما جادت به ثلاجتي حامدة شاكرة .

كلما تذكرت اننا لم نعد كذلك نستطيع سحب نقودنا من البنوك عبر التطبيقات البنكية(قروشنا الشلناها بيدنا و وديناها البنك)ولا نستطيع تغذية هواتفنا بالرصيد تذكرت أن هناك من لا يملكون نقود أساسا ولا هواتف فاستعيذ بالله من الشيطان الرجيم واقول(شدة وتزول).
المهم ماعاوزة أطول عليكم وده كلام زهج ساي وإن شاءالله شدة وتزول ..

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x