ملاحظات علي اجلاءالبعثات الأجنبية والعربية .

ملاحظات علي اجلاءالبعثات الأجنبية والعربية .

موقف
د.حسن محمد صالح

الملاحظة الأولي :
تم إجلاء الرعايا الغربيين وبعثاتهم الدبلوماسية بواسطة قواتهم المسلحة وجيوشهم فالرعايا الأمريكيين تم اجلاؤهم بواسطة طائرات حربية أمريكية انطلقت من القاعدة الأمريكية في جيبوتي وتسللت عبر الحدود الإثيوبية وهبطت في السفارة الأمريكية بالخرطوم وحملت أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية وغادرت بليل ناجية بالمواطنين الأمريكيين المتواجدين في السودان وعلي رأسهم السفير الأميركي جون غودفيري الذي كان يتجول في كل السودان ويصول ويجول وارتكب حادث سير في الخرطوم تحطم علي اثره اسعاف بمن فيه وكان السفير مسرعا اللحاق بأحد الاجتماعات والورش التي قررت تفكيك القوات المسلحة السودانية .
فرنسا … ارسلت قواتها المسلحة انطلاقا من جيبوتي واجلت رعاياها وحملت فيها عميلها الرشيد سعيد وكيل وزارة الإعلام السابق وزوجته السفيرة بوزارة الخارجية التي تمت ترقيتها من سكرتير ثالث الي سفيرة ومديرة إدارة بالوزارة في لمح البصر وبواسطة الدكتور عبد الله حمدوك رؤيس وزراء الفترة الانتقالية .الاتحاد الأوربي ارسل الطائرات الحربية واجلي رعاياه وكذا الحال بالنسبة للمملكة المتحدة والتي بعد أن أجلت بعثتها الدبلوماسية من الخرطوم تتحدث عن حملة الجوازات البريطانية الذين صرح رئيس الوزراء البريطاني بأن حكومته لن تتخلي عنهم .الرعايا السعوديين قامت باجلائهم سفن حربية عملاقة تتبع للقوات المسلحة السعودية أبحرت من ميناء بورتسودان الي ميناء جدة ومعهم رعايا دولة الكويت وغيرهم .
وبذات القدر أجلت المملكة الأردنية رعاياها علي متن سفن حربية الي مينا العقبة الاردني انطلاقا من بورتسودان .
وفعلت الشئ نفسه مصر التي استخدمت قواتها المسلحة و طائراتها في إجلاء الأسري المصريين الذين تم أسرهم بواسطة قوات الدعم السريع المتمردة في مروي واجلت وقواتها المتواجدة في مروي في مهمات تدريبية من ذات المكان .
سقت هذه المقدمة الطويلة لاقول أن الدول تعتمد علي جيوشها في حالة الأزمات الخارجية مثل التي حدثت في السودان و لكن النشطاء وأحزاب الحرية والتغيير الذين يسمون أنفسهم بقوي الثورة لا شغل لهم غير تفكيك القوات المسلحة وتدميرها وظلوا منذ نجاح ثورة ديسمبر ٢٠١٩م يستهدفون الجيش تارة بتخفيض ميزانية الأمن والدفاع لصالح ميزانية الصحة والتعليم وهي كلمة حق أرادوا بها باطل.وتارة اخري بالاستيلاء علي شركات القوات المسلحة والتصنيع الحربي وتارة اخري بأبعاد ضباط القوات المسلحة بحجة انتمائهم للنظام السابق واخيرا جاءوا بالاتفاق الإطاري لتكون مليشيا الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو بديلا للقوات المسلحة وعندما كشف قادة الجيش المخطط واعلنوا رفضهم للإطاري بصورته الحالية وطالبوا بإشراك الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية فيه شنوا حربهم علي الجيش مباشرة .
وهنا ينشأ سؤال اذا كانت بعثتنا الدبلوماسية في أي دولة تعرضت لحصار واحتاجت لإخلاء عاجل فمن يقوم بذلك غير قواتنا المسلحة التي فعلت ذلك في زامبيا وليبيا بعد سقوط القذافي ..الأمة التي تدمر جيشها سوف تفقد سندها وعزتها ولن تجد من يهب لنجدتها في وقت الازمات والملمات وقد رأينا كيف تفننت قوات الدول الأخري المسلحة في إجلاء رعاياهم وفق تكيك عسكري محكم وتدخل عاجل لإجلاء بعثاتهم مواطنيهم من الخرطوم بطريقة غير متوقعة لكثير من المراقبين .
الملاحظة الثانية :
غارت الجاليات العربية الخرطوم ويا للعار وتركوا إخوانهم السودانيين وغادر السفراء الذين كنا نراهم وسطنا في الافراح والاتراح ولم يتخلف أحد للبقاء مع الشعب السوداني في محنته وكان لي صديق ينتمي لاحدي البعثات الدبلوماسية العربية يهاتفني واهاتفه اتصلت به لكي أودعه ولكنه لم يرد علي هاتفي وهو الذي لم يكن يتأخر في الرد . نحن نعلم أن النخوة والرجولة ماركة سودانية خالصة ولكننا لم نكن نعلم أنها لا وجود لها لدي اخوتنا العرب الذين هرع لهم جيشنا في حرب الأيام السته في مصر وعبرت قواتنا القنال لحماية مصر من غزو اسرائيل وعقدنا مؤتمر اللاءات الثلاث الذي اكسبنا عداوة اسرائيل وبسببها فصلت جنوب السودان .وما فعله الرئيس الراحل جعفر نميري الذي غامر بالذهاب الي عمان وسط أزيز المدافع والطائرات بتكليف من جامعة الدول العربية لإخلاء رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات من الحصار .وآخري كنت شاهدا عليها عندما غادرت كل البعثات الدبلوماسية بغداد إبان الغزو الأمريكي لها في العام ٢٠٠٣م وبقي سفير السودان الراحل يوسف مختار في بغداد ولم يغادرها رغم ظروفه الصحية انذاك وبقي الشيخ يس عمر الامام مع الشعب العراقي حتي آخر لحظة لم يتزحزح . هل السودانيون شعب عبيط ام يحبون الموت عندما يغامرون من أجل إخوانهم ويدافعون عن الحرمين الشريفين وعن الكويت من غير مقابل والشاهد علي هذا أن قائد القوة السودانية في الكويت بعد تأمينها قال لقواته أرضا ظرف رافضا بيع وقفة جيشه مع أهله بالمال وكان ذلك في الستينيات واليوم القوات المسلحة تقدم التضحيات وبلا مقابل لنصرة الملهوف واحقاق الحق .
سوف تنتصر القوات المسلحة علي التمرد وتخرج من هذه المؤامرة وهي أكثر قوة ومنعة وستكون العبرة من هذه المعارك الضارية ضد المتمردين أن جيشنا لن نفرط فيه ولن يهدي لنا بال الا ان تكون القوات المسلحة قوات مدعومة من شعبها دعما ماديا ومعنويا ومزودة باعلي الإمكانات التي تتطلبها الجيوش الحديثة وتكون القوات المسلحة هي جيش الواحد في بلد واحد حر ديمقراطي كما قال الشاعر محجوب شريف عليه رحمة الله ..
وطن حدادي مدادي
ما بنبنيه فرادي
ولا بالصحة في الرادي
ولا الخطب الحماسية
وطن بالفيه نتساوي
ننعم نقرأ نداوي
وطن مالك زمام امره
ومتسود لهيب جمره .
واخيرا يا من اجليتم بعثاتكم الدبلوماسية ورعاياكم وعملائكم لا تتدخلوا في الشأن السوداني الداخلي وجيشه يتصدي لقوي مسلحة تمردت عليه وهي التي كانت تتبع له .و من حق هذا الجيش وهذا الشعب ان يدافع عن نفسه .اما اخوتنا العرب الفيكم عرفناها والا مش كدا يا ابن النيل ورافع شعار السودان خط أحمر سلام .
حسن محمد صالح .

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x