الفريق أول شمس الدين الكباشي

الفريق أول شمس الدين الكباشي

✍️د. حسن عبدالرحيم ابوعجاج

هذا القائد الافريقي الاسمر بدا منذ الوهلة الأولي أنه غيور علي الجيش. ولايقبل أن تمس كرامة القوات المسلحة ولو بمثقال ذرة من خردل. وأنه طاغي الانتماء للقوات المسلحة. يجري حبها في دمه. ويكمن تقديرها في فؤاده. وفي كل ذرة من ذراته. فهو ربيب القوات المسلحة وابنها البار .قد جاءت به الأقدار مع كوكبة من زملائه ليتصدروا الموقف. ويتصدوا لأكبر مؤامرة شهدها تاريخ السودان الحديث. من قبل شرذمة تافهة دفعت بها أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية. لتنفيذ مخطط قذر يستهدف وحدة السودان وسلامة أراضيه. ويستقوي بالعدو لتفكيك مؤسسة الجيش. وذرع الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية وفئات المحتمع . من اجل إسقاط هيبة الدولة. واضعاف مؤسساتها الراسخة القوية .وخلخلت المجتمع ليسهل علي المستعمر الجديد اختراقه والتقامه والاستحواذ عليه والسيطرة علي موارده.
جاءالكباشي ومن معه محمولين علي كف القدر .وامامهم احتمالان. هما أن يكون السودان أو لا يكون. .وبدأت المعركة مع قوي الشر وطلائع الإمبريالية والاستعمار. ودارت معارك طاحنة .استخدمت فيها كل وسائل المكر والحرب القذرة. والكيد الرخيص. وأساليب التأمر علي الجيش والمنظومة الأمنية .وقد انبري الكباشي مقاوما شرسا. يتصدي كالسيف وحده لتلك المؤامرة حتي قضي عليهم قضاء مبرما.وكان قد أتاه الله فطنة وحنكة وذكاء. يقارع الحجة بالحجة .ويدفع البيان بالبيان. فما وهن ولا ضعف ولا لآن ولا استكان. يرد الصاع صاعين محصنا بالوعي والفهم العميق. وقد استخدموا ضده كل الوسائل والأساليب المنحطة والقذرة وهو صلب عنيد راكز . لم يرتجف له جفن .ولم ترتعش له كف. ولم تهتز له قناة. راسخ رأسي ..وهو ابن القوات المسلحة .قد قاد الكتائب .وخاض المعارك وخبر الدروب والمطبات. وهو مفكر استراتيجي .وعالم عسكري واسع الاطلاع. عميق الفكر. واضح البيان .عرفته مدينة سنكات بين اهلنا البجا فاحبهم واحبوه وخالطهم وخالطوه فصار منهم واليهم. يحملون له كل الود والتقدير والاحترام .ومن يعش بين البجا يتعلم الصرامة والصبر والتصدي والاقتحام وقوة الشكيمة والإرادة. وكان القائد الكباشي في سنكات بحس سوداني وطني اصيل. فمابين جبال النوبة وجبال البحر الاحمر تتجسد معاني الوحدة والسيادة الوطنية والأصالة والاحترام.
وفي ردهات العلم والمعرفة كان الكباشي في قاع الدرس عالما استراتيجيا. وخبيرا معرفيا. قد تشرب العسكرية روحا ومعني .وسكنته ذاتا واسما. فغدا كائنا عسكريا بامتياز .تتوفر فيه اهم صفات القيادة. وهي الحسم والحزم وفرض هيبة الدولة. واي تساهل أو تراخي او تهاون في ذلك. فإنه يؤدي بالضرورة الي زعزعة الأمن والاستقرار .واسقاط هيبة الدولة. مما يعني الفوضي ويعطي فرصة لظهور حالات من العدوي وتفشي الوباء وانتشار الأمراض السياسية والاجتماعية. وبروز مظاهر الاستهتار والضعف الاجتماعي والامني. واثارة النعرات القبلية والعنصرية .وظهور التفلتات الأمنية هنا وهناك. لشعور الناس بأن الحكم قد صار سائبا في يد من لان لايحسنون إدارة الدولة .ممن لايستحقونه فيستخفون به وبهم ولايضعون للحكم مكانة في قلوبهم. ولايحسبون للحاكمين حساب.
الفريق أول شمس الدين الكباشي مابين منطقة النيل الازرق حيث كان قائدا فيها لايشق له غبار .وطد دعائم الجيش هناك وأقام بنيانه. أو كان بين أهله في منطقة جبال النوبة. أو كان في سنكات بين قبائل البجا أو كان في الجنوب .اذن فهو في كل الحالات بين القوميات السودانية الأصيلة الراسخة وهو ابن هذا المجتمع (شفت .مقرم.ابن ستين فتلة واقع من السماء اربعين مرة) ويلعب بالبيضة والحجر.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x