إنها الزراعة

إنها الزراعة

تحبير

د.خالد أحمد الحاج..

وسط اهتمام رسمي وشعبي وتحت مظلة خيمة الصحفيين في موسمها الرابع بولاية القضارف وبرعاية كريمة من دار شرطة الولاية تناولت خيمة الصحفيين واحدة من أهم القضايا بالنسبة لأهل الولاية، ألا وهي قضية الزراعة بالنظر إلى واقعها الحالي، وكيفية معالجة المعوقات التي تعترض سبيل طفرتها وصولاً إلى الغايات المنشودة، في ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد جعلت المواطن المغلوب على أمره يشتكي لطوب الأرض من جرائها.
وبطبيعة الحال المزارع جزء من هذه المعادلة، وقد تركز التناول على الفرص المتوافرة لنجاح القطاع الزراعي في تحقيق الطفرة المرجوة بالتركيز على زيادة معدل الإنتاج والإنتاجية، فضلا عن التشخيص الدقيق للأزمة المجابه بها أحد أكبر قطاعات الإنتا،ج بالبلاد. باعتبار أن انتعاش الزراعة في السودان وخروجها من هذه الدائرة المغلقة سيزيد من فرص معالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد عموما، لذا لابد من معالجة الصعوبات، ويتطلب ذلك جلوس جميع أصحاب المصلحة مع بعضهم البعض ليتناقشوا باستفاضة حول: أسباب تدني الإنتاج، من واقع أن عدم شغل كافة المساحات الصالحة للزراعة هو أحد العلل التي يجب التخلص منها مستقبلا، وفي ذلك ضمان لرفع معدل الإنتاج لما هو مطلوب. علاوة على تحديات التسويق التي تحتاج هي الأخرى إلى دراسات مستفيضة يشخص من خلالها واقع السوق، فضلا عن دراسة الظروف الطبيعية التي تكون في كثير من الأحيان سبباً في تعثر الموسم الزراعي، إن كان ذلك مرتبط بالتذبذب في معدل الأمطار، أو ذو صلة بالأرض الزراعية التي تتأثر هي الأخرى بأي ظرف طارئ، عوضا عن أوضاع المزارعين التي لا تنفصل عن المعادلة الزراعية في شيء، على أن يتم التداول بشفافية ووضوح بهذا الخصوص إن أردنا بالفعل تصحيح المسار الزراعي ككل. الموسم الجديد على الأبواب وما هي إلا أيام معدودة ويبدأ المزارعون في التحضير للموسم الزراعي القادم، وبالرغم من أن عمليات الحصاد لم تنته بعد، بيد أن عددا مقدرا من المزارعين أكدوا على أن الموسم المنصرم والذي شهد معدلات أمطار فوق المعدل في بعض مناطق القطاع المطري قد تسبب ذلك في بعض الإشكالات التي حكمت على بعض المحاصيل بالتلف، وبالتالي مضاعفة الخسائر على المزارعين. يمكننا القول بأن الموسم الزراعي ورغم البشريات والتفاؤل الذي ساد وسط المزارعين إلا أنه لم يحقق المأمول، وهذه حقيقة يجب التسليم بها إن أردنا بالفعل دراسة الوضع ووضع المعالجات اللازمة له. إجابات الأستاذين ياسر على الصعب وأسامة محمد الحسن درزون ومن تلوهم بالحديث من ممثلين لمزارعي الولاية على الأسئلة التي تفضل بطرحها الزميل محمد سلمان الإجابات، بصورة عامة كانت مقنعة لكونها مستلهمة من الواقع المعيش. لا تحصى المرات التي تناول فيها المزارعون بالولاية قضاياهم، ولكن جلسة الأمس كانت فرصة للمزارعين لإخراج الهواء الساخن بحضور ممثل والي الولاية، والسيد مدير عام وزارة الإنتاج المهندس عمر محمد البشير والسيد مدير عام شرطة الولاية اللواء شرطة مدثر حسب الرسول، وعدد من قيادات ديوان الزكاة، بحضور لفيف من المزارعين تنادوا لخيمة الصحفيين التي تفضلت باستضافتها دار شرطة الولاية. لا يختلف اثنان على أن أكبر تحديات الزراعة تتمثل في عدم توفر الإمكانيات اللازمة في ظل الإعسار المعلوم وتخوف المزارعين من الزج بهم في السجون حال لم يتمكنوا من توفيق أوضاعهم مع البنوك، مع العلم بأنهم يعولون فقط على الإنتاج، في حين أن المؤشرات الأولية تقول بأن الوضع غير. على اللجنة المختصة بمعالجة قضايا الغارمين والبحث عن آليات جديدة للمعالجة، ما جعلني أتفق مع المنصة على ضرورة سن تشريع جديد هو الظرف الذي يمر به المزارع، مع ضرورة اللجوء إلى سياسات تمويل مختلفة تزرع الطمأنينة في قلوب المزارعين، على أن يتم بحث أطر جديدة للتسويق بكيفيات مختلفة للتعبير عن المنتج الزراعي. صادر الحبوب لا غنى عنه، وإن كان تفكير المزارعين منصبا حول بعض الأصناف، مع ضرورة الوضع في الاعتبار لطبيعة التربة وخواصها، وارتباط الدورة الزراعية الوثيق بها. من ناحية أخرى فإن السعر التركيزي للصادر مقارنة بالتكلفة الكلية بحاجة إلى مراجعة دورية من الجهات المختصة، ومن الأهمية بمكان تقييم الموسم الزراعي بالموسم الذي سبقه من حيث التمويل ومدى تغطيته للاحتياج الفعلي، فضلا عن المساحة التي شغلها الإنتاج، وكيفية معالجة الفاقد الزراعي مستقبلا، بجانب المهددات الأمنية بالمناطق الجنوبية للولاية والتي تعبر عنها بشكل خاص منطقتا الفشقة الكبرى والصغرى. أعتقد أن تناول خيمة الصحفيين بولاية القضارف وفي يومها الثاني لواحدة من أكثر القضايا حساسية ألا وهي قضية الزراعة بمثابة إلقاء حجر في بركة، وبما أن الدولة تعول على الولاية في الإنتاج الزراعي وتعتبرها صمام أمان السودان زراعيا فعليها أن تعيد النظر في السياسات التمويلية، وأن تسعى لتوفير التقانات الزراعية المطلوبة والبذور المحسنة، مع توفير المبيدات ومتابعة أمر الآفات أولا بأول، وأن تحول دون لجوء المزارعين للتعامل بمرابحات السوق التي عليها شبهة، وفي البال الحديث النبوي الشريف (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات). على حكومة الولاية أن تعد نفسها لعقد ملتقى زراعي موسع بإشراك كافة من يهمهم الأمر، للنظر في أمر التحديات التي تمر بها الزراعة بالولاية قبل بداية الموسم الزراعي، والإجابة على أسئلة مزارعي جنوب الولاية التي تمثل أكبر التحديات. شكرا جزيلا للأجهزة النظامية بمختلف وحداتها على حرصها على تأمين الموسم الزراعي، نتوقع حسب إفادات السيد مدير عام شرطة الولاية أن تغطي الآليات المتحركة التي تم استلامها مؤخرا العديد من المناطق الزراعية بالولاية وهذه نقطة تحول كبرى في عمليات التأمين، وإن تعدت الاحتياجات المركبات إلى زيادة في القوى، ومعينات العمل، على أن تتسع دائرة التنسيق ما بين اللجنة الزراعية والأجهزة النظامية، مع ضرورة النظر إلى الإشكاليات وفقا لظروف وخصوصية كل منطقة، على أن يحس المزارع بأن الدولة من خلفه.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x