شهدت واحدة من مجموعات الواتسب حوارا جادا وهادفا حول معبر أرقين الحدودي بين السودان ومصر، واستهل الحوار المواطن محمد عوض الذي سافر إلى القاهرة عبر المعبر، وحكي مأساته مع تلك الرحلة، وصادف الحوار وجود وزير النقل المهندس هشام علي أحمد أبو زيد عضو القروب online فكتب ردا رصينا علي بعض ما اثاره السيد محمد عوض، وليس لأهمية الموضوع وحدها، ولكن منهج وزير النقل الحضاري حفزني إلى نقل ما كتب السيد محمد عوض، وتعليق السيد القراء إلى قراء “جسور” وتلك تجربة جديرة بالاحتفاء.
مداخلة السيد محمد عوض:
هموم وطنيه…….. العشوائيه في معبر أرقين… سبب الحرائق وتعب المسافرين…..
صدق محمد وردي لما غني براي سويتا في نفسي، وأنخدعت أنا وكثير من القاصدين السفر إلى مصر الشقيقه عبر الطريق البري مروراََ بمعبر أرقين الحدودي، وهدفي من هذه الرحله براََ على غير عادتي سابقاََ بالطيران هو تقليل التكلفه والإستمتاع بتاريخ المناطق على طول الطريق البري ممزوجاََ ذلك بالأجواء الرمضانيه وكما نقول شق الديار العلم،، وكانت بداية الرحله جميله خاصةََ إني حظيت بجار فيها الدكتور آدم محمد صالح بكلية العماره جامعة السودان وقد دار بيننا نقاش علمي عميق صال وجال في فنون العمارة والتقلبات السياسيه والأزمات الإقتصاديه وكيف أنها أدت لهجرة الكوادر العلميه ومايجب أن يكون لوضع الحلول والمعالجات، حيث لم يقطع حديثنا عن هموم الوطن إلا وصلونا لبوابة معبر أرقين الجانب السوداني.
وما إن وطئت قدماي المعبر، رمقت عيناي صور مقلوبه تسد الأفق في كل جانب من جوانب المعبر، صور إن حاولت مجرد النصح بتعديلها لربما سأثير غضب إدارة المعبر، صور تنم عن عشوائيه في كل شئ أولها تردئ لايوصف لمكاتب إدارة المعبر والجمارك والجوازات فالمباني متهالكه والاثاثات لا تليق بإصطاف الشرطة العامل وأرضيات الصالات بلاطها مقلع بحيث لا يستطيع المسافرين جر أمتعتهم وجدرانها مهرت بذكريات مكتوبه بطريقه لا تليق بمعبر هو عنوان لبلادي وأما آليات تفتيش الأمتعه يديوياََ ،و الإجراءات الحكوميه الرسميه عقيمة ثلاثة خطوات إجرائيه يمكن أن يقوم بها فرد واحد، ثم طريقة حفظ البضائع تجعلها عرضه للسرقه والتلف وأما طريقة عرض وتبديل جنيهنا الضئيل بسبعة عشر مرة أمام الجنيه المصري طريقة تثبت لك تماماََ بأن المعبر لاتوجد فيه رقابه إقتصاديه،ولما وقعت عيناي على شكل الرواكيب المحازية لمدخل المعبر والتي تبيع المأكولات والمشاريب بل انك يمكن تشتري كل شئ فالمنظر زادني هماََ على همي فهي أسواق تبيع كل شئ حتى العملات حيث لا رقيب ولاحسيب ولا تنظيم، ومن اللطائف وأنا اقوم بالإجراءات وقع المحظور وفجأة شبت النيران في تلك الأسواق ونسبةََ لشدة الرياح في ذاك السبت أكلت النار ثلثا السوق في دقائق معدودة أمام دهشة النظارين، والذي زاد الطين بلة انه لا نظام إطفاء ولا عربية إطفاء، ووسط ذاك الذهول الذي نحن فيه، هبت عربات إطفاء المعبر المصري وقامت باللازم ولكن بعد فوات الأوان.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تبخل الجهات الحكومية المختصه بالأموال التي تحصلها مكاتب المعبر فهي لا تحصى ولاتعد فالشحانات المحمله بالبضائع على جانبي الطريق تسده، كما أن المواطن الواصل والمغادر يدفع للجوازات مبلغ ٢٠٠٠ج ،وبتلك الأموال تستطيع إدارة النعبر عمل مباني تليق ببلادنا ومخازن لحفظ البضائع تمنعها الضياع والتلف، دودورات مياه تليق بمعبر يعد عنوان للبلاد خاصةََ أن هناك اجانب يعبرون به، وقد سمعت اذناي تعليقات ساخره من غير السودانيين، حتى أن أحدهم لما إحتج على تأخر ضباط الجمارك في اجرائهم، أنبرت له سيدتين من بلادي واسمعتاه درر من الاناشيد الوطنيه وما اضحكني أن إحداهن قالت له(ده سودنا وعاجبنا كده…
وانا بين مظاهر تردئ خدمات المعبر والتعب الذي أصابني واصاب المسافرين والحريق الذي دمر السوق والخيارات الماديه الكبيره التي لحقت بتجاره خاصةََ أن عدد كبير منهم فقد ملايين العملات التي كانت مخزنه فيه، أخذني شوق عمييق للوصول للجانب المصري من معبر أرقين لعمل مقارنه وبالفعل بعد إنتظار طويل وصلت… وليتني لم اصل…حيث أن الفرق شاسع في كل شئ فالمباني والتنظيم والنظافه وتوفر الخدمات متوفره،، ونسبةََ لوجود رقابة صارمه لا فوضى ولا عملات تباع بل أنهم حتى الباصات الواصله يوقفونها في حذية ونظام.
إذاََ كتباي هذا للجهات المختصة والمعنيه بمعبر أرقين وكل المعابر، وكتابي لكم لأن همي الوطني يفرض على أن أنصح، واقول طالما أن المعبر يورد أموال فالأجدر أن تصان ابنيته وتوفر الخدمات وتفرض الرقابه بما يجعله عنوان يشرف بلادنا، كما أن وجود نظام إطفاء ضروري لحفظ أرواح المسافرين وبضائع التجار اللهم قد بلغت فأشهد.
تعقيب السيد الوزير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورمضان كريم
وكل عام وانتم بخير
والتحية كاملة نزجيها لجميع السيدات والسادة أعضاء هذا القروب المميز والمتميز ..
حقيقة دفعتني مداخلة الاخ محمد عوض من الولاية الشمالية الى الاحساس بالتقصير في تنوير أعضاء المجموعة بالمستجدات وموقف سير العمل بالمشروع الخاص بتطوير أرقين .. وكما تعلمون فإنه توجد طريقتين لا ثالث لهما للتعامل مع قضية هامة مثل قضية معبر أرقين البري ..
الطريقة الأولى:
أن نتعامل ونتعاطى مع الموضوع تعامل الأهالي ونسرف في جلد الذات على شاكلة براي سويتها في نفسي .. وهذه الطريقة قد تضمن شيء واحد الا وهو بقاء الحال على ما هو عليه من سوء وتودي في افضل تقدير.. وهو الامر الذي تحتم علينا مسؤوليتنا كتنفيذيين في الدولة أن لا نتعامل بها !
الطريقة الثانية:
ان نتعامل مع قضية أرقين كدولة نقييم ونحدد المشاكل وأوجه القصور ثم نضع خطة للتطوير ومن ثم ننفذ هذه الخطة وهذا هو بالضبط ما قامت به وزارة النقل طيلة العام 2022م بمشاركة جميع المؤسسات ذات الصلة والتي يمثلها جمعكم الكريم في هذا القروب ..
وقد أسفرت هذه المجهودات بحمد الله حتى الآن للتوصل الى الاتي:
1- إكمال التصاميم الهندسية للمعبر
2- إجازة تنفيذ المشروع من وزارة المالية عبر قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص لسنة 2021م
3- تشكيل لجنة المشروع بحسب ما نص عليه قانون الشراكة برئاسة مدير عام وحدة الشراكة المركزية بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي.
4- انقسم عمل اللجنة المشروع الى ثلاثة محاور رئيسية هي:
أ) لجنة التصميم الهندسي والمراجعة الفنية.
ب) لجنة الدراسة الاقتصادية للمشروع والتدفقات النقدية للشراكة.
ج) لجنة اعداد الشروط التعاقدية
- أكملت اللجنة الرئسية واللجان الفرعية عملها خلال الاشهر الماضية وهو للأمانة كان عمل مضني وشاق .. وتم بحمدالله رفع التقرير الختامي (يمكن مشاركته معكم)
- تم إسناد الشراكة الى منظومة الصناعات الدفاعية لتمويل وتنفيذ المشروع بشراكة تصل الى 15 عام.
- تم إسناد مهام إستشاري المشروع لاحدى كبريات شركات الاستشارات الهندسية (شركة بروج للاستشارات الهندسية).
- تم تأمين تمويل للمشروع بقيمة 18 مليون دولار امريكي مع تقديم الضمانات من منظومة الصناعات الدفاعية.
- سيتم رفع التقرير الختامي للسيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي يوم الثلاثاء المقبل للإجازة النهائية توطئة للتوقيع على العقود النهائية بمشيئة الله تعالى مطلع الأسبوع المقبل .
- تمتد فترة الأعمال التنفيذية لعشرة أشهر تبدأ فور التوقيع على العقد.
- تم مراعاة استمرار عمل المعبر طيلة فترة التنفيذ حيث سيتم تقليص حجم العمل لأقل مستوى ممكن كما تم وضع خطة لزيادة حجم العمل بمعبر أشكيت لاستيعاب الحركة المحولة من أرقين من خلال العمل بنظام الثلاث ورديات وفصل ساحات البضائع من الركاب بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة المعنية .
سوف نقوم ان شاء الله بدعوة جميع السيدات والسادة اعضاء اللجنة والسيد وكيل وزارة الخارجية والسيد وزير المالية والسيد والي الشمالية لحضور مراسم توقيع العقد ..
نسأل الله تعالى ختاما أن يكلل مجهودات الجميع التي استمرت طيلة ال 16 شهرا الماضية لإتمام هذا المشروع الكبير والهام بحول الله وقوته وتوفيقه والله من وراء القصد..
هشام أبوزيد
وزير النقل المكلف
