أهلا رمضان(5)

أهلا رمضان(5)


آدم تبن

وتتجمل أيام الشهر الفضيل قبل بدايتها بصلاة التراويح التى تعتبر أحد خيرات ونفحات شهر رمضان فهى تبدأ بالليلة التى تسبقه وتنتهى بآخر ليلة من لياليه المباركة ولها وقع خاص فى نفوس الأطفال حيث يتشوقون إليها ويأتون فرادا وجماعات وآخرون بصحبة أسرهم التى تود أن تغرس فيهم حب الصلاة والصيام والأعمال الصالحة التى لاغنى عنها وتصبح عليهم سهلة عندما تكتمل مراحل نموهم ويصبحون مكلفين بأداء الفرائض المفروضة عنهم وزادهم الى الدار الآخرة (والآخرة خير وأبقى) و(المولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) كما جاء فى حديث رسول الله صل الله عليه وسلم تسليما كثيرا (وعلموا النشء علما تستبين به سبل الحياة وقبل العلم أخلاقا) ، فهنا يغرس الغرس النافع فى الأجيال القادمة فيخرجون من شهر رمضان وهم أكثر قدرة على تحمل التكاليف الدينية والدنوية فرمضان مدرسة إيمانية تستحق أن يتعلم منها الأطفال .

وفى ليالى شهر رمضان ترتفع أصوات التلاوات القرآنية العطرة من حفظة القرآن الكريم فى المساجد (بيوت الله تعالى) مكان الصلاة والذكر والقرآن الكريم وهنا تلحظ إزدياد حركة الناس فى الأحياء رجالا ونساءا وشباب وأطفال من الجنسين يسرعون الخطى إليها لإدارك الصلاة مع الأمام منهم يحمل مسبحته فى يده ومنهم من يحمل مصلاته ومنهم من يرافق زملاؤه وهم فى خفة ونشاط تتسابق خطواتهم للوصول إلى المسجد ، والنساء من كل الاتجاهات تسرع خطواتهن وهن يلبسن العباءات السوداء المحتشمة ولا أثر لطيب أو رائحة عليهن ، فهنا القلوب معلقة بالمسجد ولا شئ سواه متمسكات بوصية النبى صلوات ربى عليه (لاتمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات) تفلات بفتح التاء وكسر الفاء أى لا زينة ولاعطر عليهن ، وما حرصهن وتمسكهن بهدى النبى صلوات ربى وسلامه عليه إلا دليل على إهتمامهن بتطبيق سنته الشريفة (والأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق) ، حفظ الله نساء بلادى وزادهن تمسكا بأمور دينهن.

وكما قلت فإن صلاة التراويح تجذب إليها الجميع حتى كبار السن من المرضى يحرصون على أدائها مع الإمام الراتب وتجدهم داخل المساجد يجلسون على كراسيهم التى تساعدهم على الصلاة بإطمئنان وراحة لإجسادهم ، لا ترى عليهم أثر التعب والرهق الذى يبين على المريض ، بل يشعرونك كأنهم أبناء عشرين عاما، لايخرجون من المسجد حتى تكتمل الصلاة مع الإمام وهدى النبى يبشرنا بذلك أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِرَمَضَانَ مَنْ قَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) ويالها من بشارة نبوية تجعلنا نتمسك بإكمال الصلاة مع الإمام حتى نفوز بهذه الجائزة العظيمة ألا وهى غفران الذنوب فلنحرص جمعيا علي ذلك ، ونسأل الله أن يوفقنا للصلاة فى المساجد والجماعات حتى نفوز بأجر خطوات المسجد وصلاة الجماعة فأجرها عظيم وهى وصية رسول الله الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ، ومن منا لايحتاج الى الأجر ليحمله مع زادا الى آخرته التى هى دار الجزاء والحساب.

وأهلا يارمضان

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x