نص مقابلة المسائية مع الدكتورة مريم المهدي المتحدثة بإسم الحرية والتغيير حول التطورات السياسية في السودان

نص مقابلة المسائية مع الدكتورة مريم المهدي المتحدثة بإسم الحرية والتغيير حول التطورات السياسية في السودان


برنامج المسائية
تقديم: الأستاذ أحمد طه
ضيفة الحلقة: الدكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي للاتصال السياسي والعلاقات الخارجية المتحدثة بإسم قوى الحرية والتغيير وزيرة خارجية السودان السابقة
تاريخ البث: الأربعاء 8 مارس 2023
قناة الجزيرة مباشر

كُتب من فيديو للحلقة

الأستاذ أحمد طه: ولمناقشة تطورات الشأن السوداني طبعاً على الساحة السياسية، تنضم إلينا عبر الأقمار الاصطناعية من الخرطوم الدكتورة مريم الصادق المهدي متحدثة بإسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وزيرة الخارجية السودانية السابقة. دكتورة مريم أحييكي على الجزيرة مباشر ودعيني ابدأ من العملية السياسية التي بدأت منذ فترة طويلة بالتوقيع على الاتفاق الإطاري لكن كما يقول البعض لا يُرى لها نهاية، هل يعني على الأقل الخطوط الرئيسية اتضحت، هل من الممكن الآن أن نتحدث للسودانيين ونقول لهم أننا في اليوم الفلاني ستكون هناك حكومة مدنية في السودان تستلم السلطة من العسكريين؟

د. مريم المنصورة: بسم الله الرحمن الرحيم. أولاً مرحباً بك الأستاذ أحمد طه وكل عام وأنت بخير وكل نساء العالم بخير في اليوم العالمي للمرأة، وأحيي عبرك كل النساء العربيات وايضاً اللواتي تعرضن للأهوال من الزلازل في تركيا وسوريا، والنساء الفلسطينيات، ونساء بلادي من النازحات واللاجئات، أحيهن جميعاً وهن يصنعن الحياة في ظروف صعبة وفي تحديات جمة.

نعم اعتقد السؤال الذي بدأت به حديثك سؤال مهم. نحن اليوم الثامن من مارس، ثلاثة أشهر مضت على التوقيع على الاتفاق الإطاري، ونحن كنا نتحدث بأمل، أمل مدروس فيما نعتقد، إنه كانت القضية ستستغرق اسابيع وليست شهور، ولكننا الآن دخلنا في الشهور بالجمع ثلاثة شهور، لذلك نعم الآن نتحدث عن تواريخ تقريبية. تواريخ تقريبية لأنه بالرغم من مُضي العملية السياسية بصورة منتظمة وإن كان ببطء لكنها انتظمت أولاً بالمضي بالإطاري، ثانياً انتظمت في أن تكون هناك جسم للموقعين ينسقوا عبره. انتظمت في إنه تمت ثلاثة ورش من الورش الخمس، وإن كانت هذه الثلاثة ورش صحيح تمت ليس بالصورة التي كنا نأملها لأنه كما تعلم كل من ورشتي السلام وورشة الشرق الهي يعني كان من الضروري أن يكون فيها كل الموقعين على اتفاق جوبا للسلام، ما يزال بعض من إخوتنا من موقعي جوبا للسلام خاصة الذين في الكتلة الديمقراطية، هناك ما تزال محادثات معهم. الجيد في الأمر بدأت محادثات حقيقية معهم عبر وساطة من القائدين العسكريين، وهذه المحادثات انتهت من النصف الأول من المهمة والتي هى معنية بالتوافق حول إعلان سياسي ولكن مرة أخرى نبحث في أمر الموقعين. وبالتالي نعم يجب علينا الآن أن ننظر، خاصةً كمان الورشتين المتبقيتين هما يعني أقول من أكثر الورش تعقيداً لأنهم متعلقات بالعدالة والعدالة الانتقالية ومتعلقات بالإصلاح الأمني والعسكري، لذلك بالرغم من أننا نأمل ونعمل بجد واجتهاد أن تتم إعلان الحكومة في بحر هذا الشهر، مارس أعني، ولكن نعلم إنه هناك تحديات جمة ذادت عليها التراشقات الإعلامية ما بين القائدين العسكريين.

الأستاذ أحمد: اسمحي لي وسنأتي لمسألة التراشقات العسكرية. لن نرى حكومة سودانية مدنية في مارس في هذا الشهر، الأمر سيكون حتى بعد مارس، سيكون حتى بعد رمضان، أم ماذا؟

د. مريم المنصورة: أنا ما قلته نحن نعمل بجد وإجتهاد لأننا نعلم الآن أهمية الحكومة، جميعنا نعلم أهمية الحكومة، كما تعلم يا أستاذ أحمد نحن حتى الآن مُبعدون من المجتمع الدولي، يعني مثلاً الإتحاد الأفريقي حتى الآن مُجمد عضوية السودان. المجتمع الدولي يشترط بحق أن تكون هناك حكومة مدنية تتولى الأمور، وكما تعلم الآن هناك وزراء مكلفون هم جلهم من أمناء الحكومة يعني ليسو وزراء. هناك تردي مريع في الوضع الأمني، تردي مريع جداً في الوضع الإقتصادي. الآن هناك جدولة لربع اليوم تقريباً يومياً لانقطاع الكهربة، تعطلت الدراسة لأبنائنا وبناتنا شهور عددا مما يهدد هذا العام الدراسي ايضاً. لذلك الأوضاع تحتم علينا أن نسارع في عمل حكومة. لذلك أنا بعتقد إنه يعني الآن يجب علينا النظر في بدائل موضوعية، أقصد يعني مثلاً في مقترح لم نبحثه بعد، لم نبحثه بصورة جمايعية بعد، ولكن مثلاً أن تكون هناك حكومة تسيير أعمال لوزراء وليس للمكلفين هؤلاء ونمضي تعطينا بعض الزمن لكى نتوافق. دي هذه واحدة من المقترحات، لكن أنا بعتقد إنه الآن خاصةً بعض المقابلات ايضاً مع إخوتنا في الكتلة الديمقراطية إنه بالإمكان أن نمضي، إنه ما نحتاجه توافق المدنيين، وتوافق المدنيين لم يعد من داعي، يعني مسألة المشاركة هذه وتوسيع المشاركة أصبحت مسألة مهمة وضرورية ولا يمكن أن نسمح لأمر بهذا البساطة أن يعقد لنا الأمور بهذه الخطورة وبهذه الشدة.

الأستاذ أحمد: دا جميل يا دكتورة دا معناها إنه إنتو ممكن تقبلوا أن توقع الكتلة الديمقراطية معكم مجتمعة على الاتفاق الإطاري؟ هل هذا صحيح؟ هل هذا ما فهمته أنا من كلامك صحيح أم لا؟

د. مريم المنصورة: أولاً يا أستاذ أحمد، نحن لا توجد في التوقيع هذا أى كتل، لا كتلة الحرية والتغيير، لا أى نوع من الكتل، لا كتلة الموقعين كل الناس وقعوا فُرادى ولكن كما أسلفت لك إخوتنا في الكتلة الديمقراطية، الثلاثة الذين جلسوا معنا هم بيعتبروا أنفسهم ممثلين للكتلة الديمقراطية ومجموعتنا تعتبرهم هم الثلاثة الذين يجب أن يوقعوا لكن الأمر توصل لمرحلة أنا اعتقد فيها نوع من المرونة من الطرفين إنه أن يأتي إخوتنا من الثلاثة الذين يمثلوا الكتلة الديمقراطية بمقترحاتهم في من يجب أن يُضاف ويكون هذا هناك يعني بنفس الصورة بنفس المرجعية التي تم بها تحديد الموقعين الكم وأربعين الذين وقعوا إذ تطابقت عليهم نفس الصفات، نفس المواصفات والمعايير، يكون هناك قبول. هذه هى المرحلة التي توصلنا إليها ومن ثم انفضوا الناس مشوا لورشة جوبا ولم يعاود الحديث مرة أخرى أو التباحث مرة أخرى والذي نتوقعه في الأيام المقبلة إن شاء الله.

الأستاذ أحمد: طيب السيد مناوي بالأمس، دكتورة عفواً للمقاطعة، السيد مناوي بالأمس على إحدي الفضائيات السودانية قال نصاً، مستحيل وعلى جثتي أن أوقع على الاتفاق الإطاري منفرداً وأترك الكتلة الديمقراطية، ما رأيك في هذا الكلام؟

د. مريم المنصورة: صحيح. صحيح أنا كنت معه في هذا اللقاء الذي قال فيه هذا التصريح وسمعته مباشرةً وغير مطلوب إلى أن نصل لهذه المواقف الحدية على جثتي وغيرها لأنه الأمر أمر وطني بالتالي أنحنا الآن المرونة المطلوبة مننا جميعاً من الطرفين إنه أن نسمع ونستمع بقلب مفتوح وبصدر مفتوح وبرغبة جادة وصادقة في التوافق، نسمع لمقترحات إخوتنا في الثلاثة حال ما تعاود المباحثات نشاطها.

الأستاذ أحمد: هل فعلاً الكلام القاله مناوي صحيح يا دكتورة إنكم في الاتفاق الإطاري في قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي اتصلتوا بمبارك أردول ليأتي للتوقيع ليلاً على التفاق الإطاري بشرط أن يأتي وحده، هكذا قال مناوي. هل هذا الكلام صحيح؟

د. مريم المنصورة: يعني يا أستاذ أحمد دا كلام يُسأل عنه السيد مناوي ولكن أنا استبعده. أما نحن في هذه اللحظة لما اتكلم عننا كحزب أمة، نحنا حزب الأمة القومي، نحن على تواصل مع كل المكونات السودانية ولكننا نتحدث ليس بصورة عمل على التجزئة وغيره. أنا استبعد جداً هذا الحديث ولكن يجب أن تسأل عنه السيد أركو مني مناوي وتعرف منه من الذي قال ذلك لكن نحن بالنسبة لنا.

الأستاذ أحمد: لكن إنتي ما عندكيش أى علم إن دا حصل يا دكتورة، مافيش حد من قبلكم

د. مريم المنصورة: لا البتة، على حد علمي، واضيف لك زيادة أنا من عضوية لجنة الاتصال السياسي والعلاقات الخارجية، نعم احياناً نقوم باتصالات بصورة فيها مبادرات ولكننا ننور بعضنا البعض دوماً، نحن مثلاً مجموعة مننا عملنا بعض المبادرات بلقاءات في الإسبوع الماضي ونورنا بها بقية إخوتنا ويعلموا مخرجاتها، كذلك البعض يعمل نفس الشئ، لم أسمع البتة بمثل هذا الاتصال. ولكن الاتصال لا غرابة فيه بالنسبة لي لكن بيكون غريب جداً ومزعج جداً أن يُقال للسيد مبارك أنت تأتي منفرداً. دا استبعده جداً لأنه دا نوع كأنما محاولة لتحطيم تكتل ونحن لا نقبل ولا نفعل مثل هذا الفعل غير المجدي وغير المفيد.

الأستاذ أحمد: طيب لكن يا دكتورة أنا طبعاً صراحتك معهودة لكن خليني استفيد من صراحتك دي لأن هناك كثير فيما يقال في هذا السياق حتى يعني نستطيع اغلاق الملف. أنتم حتى في لجنة الاتصال أو في القوى السياسية الموقعة، ما استبعدتوش اسماء بعينها بعني، ما يقال انتو استبعدتو أردول، لا أردول لن يوقع، عسكوري لن يوقع، ترك لن يوقع

د. مريم المنصورة: لا ابداً، لا ابداً، لا ابداً يا أستاذ أحمد. وأنا قلت هذا الكلام ايضاً في البرنامج الذي تشاركت فيه مع القائد مني ومعنا كان الأستاذ عثمان ميرغني، قلت لا يمكن أن نسمح لأى أحد مننا أن يدعي وصاية على آخر، ما لم نقوم بجدية وبصورة صادقة على مبدأ المواطنة لا يمكن لنا أن نقوم. ممكن أن يكون هناك إبعاد لمجموعات لأنه في مطالبة بإبعاد مجموعات لأنها في موقف منها وطني وغيره ولكن يستحيل أن تكون أمر مصمم لأسماء بعينها أو لشخصيات بعينها.

الأستاذ أحمد: طيب يا دكتورة ايضاً حتى ننهي هذه المسألة، مافيش مقدس في السياسة وبالتالي لو كان في أية اشكالية للعملية السياسية تسير إلى الأمام ويبقى في حكومة مدنية والأمور تتحسن، أيه المانع إنه إنتو توافقوا على الكتلة الديمقراطية ككتلة ديمقراطية إنها توقع معاكم، ما الذي يمنع ذلك؟

د. مريم المنصورة: الحقيقة. الحقيقة يعني مثلاً نحن في حزب الأمة القومي الآن مُنعقد المكتب السياسي. نحن استمعنا لتقرير مهم من لجنة السياسات في المكتب السياسي، لجنة السياسات ترى بصورة واضحة أن تكون المشاركة أو التوقيع للقوى السياسية ما عدا المؤتمر الوطني وروافده، هذا أمر نبحثه، بدأنا بحثه يوم السبت الماضي ونُمل بحثه غداً. بالتالي نعم هناك جدوى لهذه الفكرة لأنه كما اسلفت لك مسألة أن توقع الكتلة الديمقراطية ككتلة طبعاً هذا أمر مرفوض من قبلنا لأنه كلنا نرفض مسألة التوقيع ككتل لأننا نريد أن تكون المسؤلية الوطنية مباشرة أولاً، وثانياً لأنه الموقعين المفترض فيهم أن يخلقوا حاضنة حزبية أو حاضنة سياسية للحكومة القادمة، فبالتالي الفكرة في أن يأتوا الناس فُرادى في المسؤلية الوطنية كذلك أما أن تأتي كثير أو كل أو جل مكونات الكتلة الديمقراطية للتوقيع هذا أمر وارد جداً وغير مستبعد وايضاً الآن ظلت المراوحة وخاصةً جلهم من المجموعات كانت معنا اصلاً في العمل الثوري وفي النشاط ضد النظام البائد ومن المجموعات التي قادت الحراك الثوري حتى نجاح ثورة أبريل وما بعدها. لذلك من الممكن جداً أن يتم ذلك ونحن نرى الآن بعد هذا الاشتباك مع كل التعقيدات التي تدور بهذه الكيفية، لا داعي لأن يكون كل هذا التعنت. الأمر الثاني الذي ظللت أنا دوماً اكرره، التوقيع لا يعني الفعل الوطني، التوقيع هو لخلق حاضنة سياسية للحكومة القادمة، ولكن الفعل الوطني مفتوح عبر أبواب كثيرة جداً جداً كما شاهدت أنحنا لجان المقاومة التي نعتز بها ونعترف بأدوارها المتقدمة ليست من ضمن الموقعين، لذينا عدد كبير من غير الموقعين ما يزيد 60 تنظيم من غير الموقعين شاركوا في الورش التي أشرت لها. بالتالي هم شاركوا ويشاركوا في تشكيل القرار وفي صُنع القرار. بذلك المشاركة لا تعني بالتوقيع، التوقيع يعني أمر محدد مُختص بالقوى السياسية.

الأستاذ أحمد: دكتورة نذهب إلى هذا السجال الدائر الآن بين يعني مكونات العمل العسكري، إذا صح هذا التعبير في السودان، حميدتي بالأمس يتحدث على أن هناك من يتشبث بالسلطة ولا يريد أن يسلمها شقيقه الفريق عبد الرحيم، منذ يومين أو ثلاثة يتحدث عن يجب تسليم السلطة دون لف أو دوران. هل قيادات الدعم السريع وعلى رأسهم الفريق حميدتي أكثر حرصاً من غيرهم على العملية السياسية وعلى تنفيذ الاتفاق الإطاري على الأرض أم لا؟

د. مريم المنصورة: بالطبع السيد البرهان موقع على الاتفاق الإطاري وحضر كل مناسبات الاتفاق الإطاري وقرر عُدت مرات من داخل احتفالات الأولى كان في توقيع الاتفاق الإطاري والثاني كان في تدشين المرحلة النهائية لالتزامه بالعملية السياسية وبأن تمضي إلى نهاياتها، أمضى هذا الأمر كذلك السيد حميدتي قام بذات الفعل أكد اصرارهم، لذلك أمر التراشق الإعلامي الأخير أمر مؤسف طبعاً وواضح فيه أنه ما بين الرؤوس الكبيرة يعني أو الحديث إنه الأمر ليس على مستوى الجيش كجيش وليس على مستوى الدعم السريع كدعم سريع، وهذ أمر جيد ومطلوب. ايضاً أنا بعتقد إنه نعم هناك توتر واضح…

الأستاذ أحمد: ما بين الرؤوس الكبيرة يعني ما بين البرهان وحميدتي مباشرةً يا دكتورة، يعني الأمر ما بين البرهان وحميدتي مباشرةً هذا الخلاف ليس ما بين الأجسام نفسها

د. مريم المنصورة: نعم. هذا ما استقرأته أنا شخصياً من كلام السيد حميدتي بالأمس. هو تحدث عن إنه الجيش إخوتنا ولكن مشكلتنا مع من سماهم بالمكنكشين وهكذا. الأمر هذا بالرغم من أنه أمر مزعج للغاية وغير مطلوب لأنهم هم الإثنين يعني كانوا دوماً دعم للثورة ودعموا الاتفاق الإطاري والعملية السياسية، ولكن أنا اعتقد إنه هم ايضاً عندهم من المسؤلية وعندهم من المعرفة بخطورة أن تنزلق الأحوال إلى أى نوع من المواجهات. لذلك نأمل إنه، هناك وساطات عديدة بما فيها وساطة نقودها نحن في الحرية والتغيير ونحن في حزب الأمة وهناك عدد من المجموعات الصوفية والمجموعات القبلية ومن الحادبين كلهم من المجتمع السوداني

حريصون على أن تنتهي هذه المسألة بصورة ايجابية

الأستاذ أحمد: حتى نستطيع أن نأخذ خبراً واضحاً يا دكتورة أنتم الآن في حزب الأمة أو في مركزي الحرية والتغيير تقودون وساطة لجسر الهوى بين الرجلين الفريق البرهان والفريق حميدتي. صحيح؟

د. مريم المنصورة: نعم. لأنه كما تعلم أستاذ أحمد هناك في قضية الاصلاح الأمني والعسكري، هناك القضية الجوانب الفنية في الدمج، الجوانب الفنية في السيطرة والقيادة وغيرها، دي من المسائل المهمة جداً التي يجب الايحصل فيها حتى توافق على الخطوط العريضة إن لم نتمكن بصورة تفصيلية. نتمكن من ذلك نحتاج لتقارب واضح ما بين السيد البرهان والسيد حميدتي لذلك نعم هناك مجموعة مننا تتحدث مع الطرفين وحسب ما اُفدنا منهم أن هناك رؤية صاغوها قُدمت للطرفين ويمكن أن تكون محل اجماع أو تلاقي فيما بينهما كما افادوا إخوتنا الموفدين من قبلنا للحديث مع الطرفين.

الأستاذ أحمد: القائد مناوي يقول أن سبب الخلاف أو ما يغزي الخلاف بين الرجلين الفريق البرهان والفريق حميدتي هو مركزي الحرية والتغيير واداء الحرية والتغيير المتعالية على بقية القوى الأخرى وانحيازه لطرف على حساب طرف، يقصد أكيد حميدتي على حساب البرهان. كيف تردين على هذا الكلام دكتورة؟

د. مريم المنصورة: غير صحيح ليس هناك أى مصلحة للحرية والتغيير ولأى من المكونات الحزبية ولأىٍ من المكونات كلها في أى خلاف أو شجار أو صراع أو جفوة ما بين القائدين لأنه مآلاتها قد تكون خطر على بقاء الوطن نفسه، بالتالي لا أحد البتة. يمكن صحيح هناك في بمن نسميهم بقوى الفلول يقوموا بتأجيج صراعات حتى يذهبوا في كثير من الأحيان لاختلاق شاعئات وبث مواد مزيفة في السوشال ميديا وغيرها من الأشياء. صحيح للأسف هناك يوجد نوع هذا المحاولة لخلق الفتنة. لكن أنا اؤكد إنها من الناس الهم اصلاً ضد الثورة وضد التحول الديمقراطي. وبالتالي غير وارد البتة أن يكون قوى الحرية والتغيير. ولكن فيما يخص إنه هذا الخلاف ما بين الرأسين يؤثر على العملية السياسية وبالتالي ممكن هذا الإنقسام بينهم يؤدي إلى إنقسام مدني مؤازر لكل منهما وبالانقسام إقليمي وإنقسام دولي هذا ممكن جداً ولذلك إنقسام فيما بينهم أو خلاف فيما بينهم شديد الخطر على العملية السياسية نفسها من حيث المبدأ وشديد الخطر على السودان نفسه.

الأستاذ أحمد: اسمحي لي يا دكتورة بما إنك متابعة بشكل، طبعاً منطقي يعني، دقيق بما يحدث بين الرجلين والتراشق الإعلامي، من وجهة نظرك أين يكون الخلاف بين القائدين البرهان وحميدتي؟

د. مريم المنصورة: هذه من الصعوبة جداً بالنسبة لي بمكان أن أتكهن في أمر ليس لدى فيه أى معلومات، لكن أنا على حد علمي العلاقة كانت قريبة جداً ما بين الرجلين، كانت حتى تجمعهم علاقة شخصية يمكن لا تزال تجمعهم هذه العلاقة الشخصية، لذلك وكذلك معلوم إنه حسب قانون الدعم السريع إنها قوات تتبع للقوات المسلحة. ومعلوم إنها دوماً كانت مؤازرة ومساندة للقوات المسلحة. لذلك هذا الأمر قد يكون فيه اشياء فيها أمور مخفية بالنسبة لي لأنه أنا فيما اراه حقيقة إنه من المهم الأسس التي تجمع بيهم أكبر من التي تفرق بينهم. لذلك هذا ما اعول عليه شخصياً

الأستاذ أحمد: دكتورة خلينا نذهب لفكرة تقسيم الما يسمى بنظرية المؤامرة، هل من الممكن أننا أمام تقسيم ادوار يعني بين الرجلين لإعاقة سير العملية السياسية إلى نهايتها وبقاء المؤسسة العسكرية في السلطة إلى اطول فترة ممكنة، أيه رأيك في الكلام دا؟

د. مريم المنصورة: والله كلام زى ما بيقولوا الخواجات far fetched، لأنه من المستبعد مش لأنه الأمر غير وارد ولا، الأمر اصلاً من التعقيد بمكان في العملية السياسية وما بعد العملية السياسية إنها لا تحتاج لتصنُع وتصنُعات، ولكن هناك تحديات حقيقية، وهناك محاولة زرع فتن فيما بينهما، فيما بين القائدين العسكريين. أنا بفتكر إنه في مجهود مبذول خاصةً فيما أسلفت من قوى الفلول بصورة كبيرة جداً. الحقيقة وشواهد الأمر والمسؤلية كما أسلفت لك الآن الأوضاع في السودان في وضع سئ للغاية بتحتم عليهم إنهم أن توجد أرضية مشتركة.

الأستاذ أحمد: أنا مش حتى لا اطيل عليكي أكثر من ذلك في هذا الملف ووقتنا قد يكون إنتهى

د. مريم المنصورة: نعم

الأستاذ أحمد: لديكي خبرة كوزيرة خارجية سابقة في التعامل مع الإقليم والتعامل مع المجتمع الدولي، خلينا بصراحة شديدة، هل هناك قوى إقليمية لا تريد للعملية السياسية في السودان أن تتقدم للأمام، تُعيق العملية السياسية؟

د. مريم المنصورة: أنا لا اعتقد أن هناك أى جهة لا تريد للعملية السياسية أن تتقدم للأمام لأنه هناك واضح جداً دعوة الشعب السوداني لأن يكون هناك تحول ديمقراطي وأن تكون حكومة مدنية، ولكن نعم يمكن أن تكون قوى دولية أو حتى إقليمية تود التأثير على العملية السياسية في اتجاه يكون اضمن للعلاقة معها. هذا ممكن أن يكون حادث ويمكن أن يحدث. أما التعويق المطلق، لا مصلحة لأحد لأنه العسكر هم الآن القابضون على زمام الأمور ولم يستطيعوا واعلنوا هم أنفسهم فشلهم وعادوا واعلنوا إنهم يريدون تسليم السلطة والعودة للثكنات، ودخلوا بصورة طوعية في هذه العملية، لذلك الرهان على حكم العسكريين وبالتالي تعويق العملية السياسية برمتها وإقافها تماماً ليس من مصلحة أحد ولن يقف معه أحد داخلياً أو خارجياً. ولكن يمكن فعلاً أن يكون هناك أو تتم محاولات

الأستاذ أحمد: ولكن في البعض يقول إن في بعض القوى شايفة إن الأفضل وجود المؤسسة العسكرية في العملية الإنتقالية إلى نهايتها حتى الانتخابات، لا تخرج، هل هذا صحيح يا دكتورة؟

د. مريم المنصورة: على حد علمي هذا غير صحيح لأنه الإعلان المُعلن من كل الجهات الإقليمية والدولية أن هم داعمين للعملية السياسية كما هى تسير الآن بتنظيم واضح. أن يكون هناك جيش واحد قومي مهني يبعد عن السياسة، وأن يكون الحكم ديمقراطي يقوم على تحول ديمقراطي وانتخابات بعد عامين وأن يحكم المدنيون. ولكن كما اسلفت لك يا أستاذ أحمد، وهذ الذي سيفتديه كل الشعب السوداني، ويفتديه كل الشعب السوداني، ولا يمكن لأى أحدٍ منا مهما أُتي من مغريات ولا من مخاوف أن يتراجع عن هذا المطلب القوي والأساسي والمُجمع عليه والمفتدى يومياً. المفتدى يومياً بالأرواح والمغل. ولكن صحيح يمكن أن يكون هناك محاولات للتأثير على العملية السياسية بحيث إذ تُفضي إلى سيناريوهات تكون مقربة لجهات دون غيرها. هذا ممكن أن يكون يتم، وهذا يمكن أن يحدث، وهذ ما يجب أن نتحسب له. ولهذا السبب يجب أن نقوي الجبهة الداخلية ونوسع المشاركة بصورة تجعل هناك بناء للثقة ونمضي إلى الأمام لإكمال عملية سياسية تُدخلنا إلى فترة انتقالية هى نفسها صعبة جداً ومليئة بالتحديات.

الأستاذ أحمد: الدكتورة مريم الصادق المهدي المتحدثة بإسم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وزيرة الخارجية السودانية السابقة أشكرك شكراً جزيلاً كنتي معي عبر الأقمار الاصطناعية من الخرطوم

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x