قلنا ما مكن تسافر ؟؟ 

قلنا ما مكن تسافر ؟؟ 

الواضح :-
محمد شيخ العرب                                     
                                      
  يصادف اليوم الخميس  ٢٩ديسمبر٢٠٢٢م يوم  حزين من ايام ديسمبر ٢٩/ ٢٠١٩ ووقتها العام  يزحف لمعانقة عام جديد  هو  ٢٠٢٠م والخرطوم وقتها يضربها شتاء قارص  فتحولت الي  شوارع خالية من المارة، والسابلة، ما عدا صوت وصدي ثوار ديسمبر تعانق ترفات النجوم ،  ووقتها  كانت عقارب الساعة تشير الي التاسعة مساءا   وخلال الهدوء الذي يسبق العاصفة ، جاءني صوت ابنه(  طارق )مملوء بالدموع  به حشرجة  وتنهدات  متقطعة  ابي قد مات  ،والان نحن في المستشفي ، ووجدت نفسي هناك امام سريره اذرف دموعا ،   وحملنا الجثمان الي داره بكافوري بالخرطوم الذي تحيط به  من الخارج سحابة حزن كثيفة  ومن الداخل غيمة من الحزن والدموع والعويل ، وشق الجيوب .  وأثناء مواراته الثري  بمقابر حلة خوجلي  ببحري ورقم برودة  الطقس ، الا ان زملاء المهنه  ومحبيه كانوا يبكون كل بطريقته، في هذا المشهد البكائي الحزين اخذتني الذكريات الي سنون خلون  في ستينات القرن الماضي ونحن طلاب في المرحلة المتوسطة الدراسية ، كنا نذهب  لنادي (النصر) الرياضي بمدينة مدني، لنقرأ جريدة حائطية شاملة الرياضة، والثقافة، والشعر ، وهي أول  صحيفة حائطية   في نادي رياضي في  مدينة مدني ،. وبينما نحن نقرأ  جاء شاب  مديد القامة يرتدي رداء بني ،وقميص ابيض،   وسأل عن بعض الأسئلة المتعلقة بالجريدة الحائطية  وعلمنا انه فضل الله  محمد. الذي يشرف علي هذه الجريدة،  ومن ذلك الزمان لم التقي به وجها لوجه ،ولكن كنت متابعا  لنشاطه الأدبي، والشعري المتاح ،رئيسا  لفرقة أضواء المسرح التي اسسها  بمدني ، وكان ابوها الروحي( معاذ كعورة )وتضم  ابوعركي البخيت، والفنان محمد مسكين وبلابل  الجزيرة( سكينه )(،امينه) ( ،مستوره) ( صفية) وصلاح المبارك( صلاح صفارة ) وآخرين لا تتسع المساحة لذكرهم     ومن مدني الثانوية عبر الي جامعة الخرطوم كلية القانون وهو هناك   اندلعت ثورة أكتوبر ١٩٦٤م ودكت عرش حكم ديكتاتوري جثم علي صدر البلد ست سنوات عجاف . وجادت قريحته وهو في السجن فاشعر  ٢١ أكتوبر،  يالهب الثورة العملاقة* يا صحو الشعب الجبار *     التي تغني بها الفنان الموسيقار محمد الامين  حمد النيل  ، وتوالي التعاون بينه وبين  الاستاذ محمد الامين   وغني له  بعد الشر عليك وهي أول عمل غنائي جمع بينهما ، ومامكن تسافر والتي كانت نقطة  تحول في الموسيقي السودانية واستعمل فيها السلم ا لسباعي   لأول مرة  في تاريخ الغناء السوداني،  وذلك في بداية الأغنية،وبعدها ذات الشجون التي لحنها في  ستينات القرن الماضي وغناها في السبعينات .  وقال لي محمد الامين( علاقتي بفضل الله لم تكن علاقة شاعر بفنان بل علاقة  اخوية في المقام الأول و من طراز فريد )،  ثم غني له ابوعركي البخيت الطيب  ، اغنيتين  (الوعد )  و (  طريق الماضي، ) واخبرني ابوعركي ان اغنية (بوعدك ياذاتي )أعطاه له وهو لم يبلغ الحلم بعد ، وقال عنه (عركي)( ان فضل الله امتاز بأدب جم وأخلاق فريده ،) وتعاون فضل الله  في بداياته مع الفنان محمد يوسف خميس المشهور ب ( محمد مسكين ) وقدم له من أرض المحنة من قلب الجزيرة  التي غني بها الركبان و عندما يكون الحديث عن  مدني  يطلق عليها الكثيرين ارض المحنة ،   أما الاستاذ ( فيصل محمد صالح )   قال عنه: فضل الله محمد كان رجلا عظيما اينما التمسته ، كان شاعر مميزا وصحفيا استثنائيا  ومهنيا حتي النخاع، وانسانا  كامل  الإنسانية، حييا وعفيفا عند المغانم   ،
    وعندما تقلد في ٢٠١٤م ريئس  المجلس الاعلي للمطبوعات قال لي نائبه الاستاذ( عبد العظيم عوض  ) ان فضل الله كان علي خلق عظيم وتعلمت منه الكثير دون أن يدري .   ومن منحني اخر من حياته كان في  الإجازات المدرسية ، وهو طالب بمدني الثانوية  عمل في مصلحة المساحة بمدني، ومعه الشاعر الضخم  د. محمد عبد الحي،  الذي كان طالبا بحنتوب الثانوية،  حيث كان والد محمد مديرا لمصلحة المساحة . كما رافق  فضل الله بروف مالك حسين في حملات لقيط القطن عندما كانا طلابا بمدني الثانوية .                     
  وعندما تخرج في كلية القانون جامعة الخرطوم  عمل بالنائب العام  إضافة الي تعاونه مع الصحف السودانية  ونصحه  القانوني الجهبوز د. (زكي مصطفي)   الذي كان يشغل في ذلك الزمان النائب العام   بأن عمله لا يتعارض مع الصحافة ،وله فيهاةشأن عظيم   فاختمرت الفكرة في ذهنه  ،ترك العمل في النيابه العامة وذهب الي الصحافة مباشرة وأثبت وجوده، ويشهد بلاط الصحافة السودانيه انه أصغر رييس تحرير يتولي رئاسة تحرير جريدة سودانية وهي( السودان الجديد )وعمره لا يتجاوز ال ٢٤ عاما عاما                                             
فضل الله محمد شخصية متفردة ،، ومهما تحاول وتلح عليه ان يذكر لك  لمن  نظم  قصيدته؟ .فيصمت ولا يجيب ، كان هاديء الطبع، عفيف اللسان ،طاهر القلب، والسريرة،  ذو قلم مؤدب وخجول  ،ينأ عن الإساءة، والتجريح.  كان يكتب عموده بسرعة مع التأني ، مرتب في  طرحه  للموضوع الذي يطرحه مشيرا الي اس المشكلة،   مع مقترحات بحلها ،  اذكر عندما ادخل عليه في مكتبه يبادرني( يا ابو عرب) كيف حالك ؟ اقول له( مشاكلي بسيطة  بالريده بتحل   )   وهي مقطع من اغنية(في حب يااخوانا اكثر من كده )  التي تغني بها الفنان الضخم عبدالعزيز محمد داوود.  ويقهقه ضاحكا وهي  إشارة   انني (مفلس )ويقوم بالواجب .   هناك  حدث مضيء  بعد رحيله، ساهم فيها بقدر كبير تلميذه الاستاذ امام محمد امام  في إطلاق قاعة باسمه في جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا .
الحديث عنه يطول وكنا نتوقع الا  يسافر بهذه السرعة  ولكن تذكرنا قول الشاعر كعب بن زهير السلمي امام رسول  الله :- كل ابن انثي وان طالت  سلامته@ يوما علي آلة حدباء  محمولا .@     يافضل الله محمد محمد فضل الله يا ود صفيه الامين رزق الله  اتوسد البارده ان لله وانا اليه راجعون.            

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x