المتشائمون حول مستقبل السودان ،،

المتشائمون حول مستقبل السودان ،،

كلام بفلوس

تفلت بين كلمات البعض كلمة مفادها أن السودان موشك على الدخول فى مرحلة صراع مرير يشبه الذى يجرى فى لبنان .. وحين أسمع هذا الإدعاء لا ينتابنى إلا شعور بأن الكاتب مولع بلزوم ما لا يلزم .

أقول لهم أيها المتشائمون حول مستقبل السودان دعونا نتفاءل تفاولا سياسيا مبنى على أسس راسخة وليس مجرد تفاؤل يعوذه الدليل والبرهان .. فدواعى الشقاق والتناحر التى تبدو فى أفق المتشائمين مجرد ضعف نظر مؤقت سيزول والأسباب ادناه تجعلنا نتفاءل :-

الجيش السودانى يحتفظ بتماسك وتمازج أواصر تربطه ببعضه ربطا محكما ولا تفت فى عضده عوامل الشقاق مثل السياسة والعنصرية والاهواة والطائفية التى عصفت بجيش لبنان فكل محاولات الاختراق التى قام بها ساسة الأحزاب تحطمت عند متاريس ( دشم وسواتر) الجيش السودانى .. وما القلة التى تبدو إنها دخلت فى السياسة من رجال الجيش إلا نسبة الخطأ التى أكد العلم الحديث إنها تحدث فى كل شئ فى الدنيا .

المجتمع السودانى بكل عوامل التنافر والتدابير والفرقة والشتات التى به ترسخت فى داخله أعراف وأخلاق وموروثات تستطيع الإنحراف به عند المنعطفات الحرجة والقفز به فوق الحواجز العالية .. فالتآلف والحب والتآخى لله فى الله والتماسك والتكافل بين أفراد المجتمع .. وحكاية القدح الكبير والدار الواسعة والتكية والكرم المبالغ فيه كلها عوامل تعمل بإتجاه معاكس للبننة السودان .. بل ستعمل على سودنة ما بقى من رواسب زرعها من زرع وسيحصد الشوك بإذن الله .

كل ما يحدث من حمى ومظاهرات التشنج وبعض الإسهالات والصداع والشفيقة والبرد والرعشة ما هى إلا آثار جانبية لدواء الديمقراطية وجرعات الحرية التى نالتها الأحزاب السودانية .

كذاب ثم كذاب من يقول ان السودانى الحر لديه الجرأة على إغتيال سودانى آخر لمجرد خلاف سياسى فقط .. انصح برفع درجة الحذر واليقظة وإننى أقسم صادقا بأن السودان ستخمد فيه موجة الحمى والإسهال والنزلات المعوية بعد ظهور الحق .. وسيعرف كل حزب حجمه الحقيقى وستذهب موجة النرجسية والإعجاب بالنفس التى تصيب الان أحزابنا السودانية .. وسيعود السودان الحر المشرق المضئ لساحاته التى غاب عنها وفى داخله سيعود طابور المدارس إلى الفصول ويطول النبت المنور فى الحقول .. وفقس البيض فى أعشاش الطيور .. ويلعب الأطفال فى الحقول السندسية .. ويعود المغترب محملا بحقائبه التى ينكشها فى وسط الديوان والبرندة ويدعو أهله وجيرانه ليختاروا هداياهم وهو ينظر لهم فى سعادة لا يحس بها إلا السودان فقط ولا يفعلها إلا هو فقط .

ابدا لن يلعلع الرصاص فى طرقات الخرطوم ولن ينفط سامر الشباب على الكبارى وشوارع الخرطوم وتحت اعمدة النور ولن يقف عرين كرة القدم ولا العوم فى النيل ولن ينفض مجلس ولن يموت سوق الجمعة لأننا فى السودان .. لأننا فى السودان ياوطنى .. وكفى.

تاج السر محمد حامد

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x