اللفة الأخيرة
يسرية محمد الحسن
كان الزمان بدايات التسعينيات وكنا نقطن حي الرياض بالخرطوم وكنت اتنقل بماتيسر من هناك والي مبني الاذاعه والتلفزيون بام درمان.كنا نمر يوميا في غدونا ورواحنا بسور (متهالك)!! علي ارض شاسعه يحتضن بداخله عشب اصفر اللون واخر يابس !! كان اولاد الحي يحذروننا من المرور ليلا جوار هذا المكان والذي كانت قد وضعت عليه (يافطات) حديد كتب عليها بجط باهت محته السنون جراء نزول الامطار عليه فاصبح بالكاد ومن غير اليسير ان تستبين جمله (حدائق السلمابي )!!. كان الاهمال يلف هذه الارض ( البور) ! التي اتخذتها الثعابين والعقارب مساكن لها !! وبسؤالنا حينها عن هذا المسمي وتلك الارض البور علمنا ان الحكومه في عهد النميري قامت باطلاق هذا الاسم لرجل الاعمال ذاك الشهير ليقوم باستصلاح الارض وبناء الحدائق عليها.. ولظرف ما بالرجل ( سيد الاسم ) لم يستطع ان يعمر هذه الارض بما اتفق عليه مع نظام النميري وقتها. ومر الزمان وكنا وفي كل مره نمر بها من هناك بعد ان اتخذنا من حي اخر ومكان بعيد مسكنا لنا نتحسر علي هذه الارض البور التي طال الزمن عليها وتطاول وهي علي حالها مرتعا خصبا للافات والزواحف السامه القاتله والعقارب بانواعها واشكالها! وهذا كان مبعث تحذير شباب حي الرياض للاسر واطفالها ان لا يقربوا المكان !!..جاءت الانقاذ وكان وقتها العالم البروفسير مامون حميده يبحث عن مكان لينشئ عليه جامعه حديثه تعمل علي توطين التعليم العالي المميز داخل الوطن حفظا وصونا لعملات اجنبيه كانت تضخ في شرايين اقتصاد كبريات دول الغرب المتميزه في مجال التعليم العالي سيما الطب والطبابه !.
ووفق عقد بيع صحيح مائه بالمائه دفع فيه الرجل حر ماله تملك هذه المساحه من الارض ومن فوره قام باعمال البناء بعد دراسات جدوي من ارقي البيوتات العالميه حيث انشأ حميده جامعته جامعه العلوم الطبيه والتكنولوجيا في هذا المكان والارض البور التي كانت تحمل مسماها القديم حدائق السلمابي !!.. تحدي مامون نفسه في ان يكون الصرح مميزا في كل شى فقد عرف عنه انه لايرضي الا بالتميز والقمه !! وقد كان شعار جامعته الذي اغري الاسر بتسجيل ابنائهم بجامعه مأمون حميده كما يحلو للسودانيين تسميتها ! .. جامعه العلوم الطبيه والتكنولوجيا… تميز بلا حدود ! وحقا هي كذلك.. فقد تم الاعتراف بها من قبل عدد من المنظمات والمؤسسات المحليه والعربيه والعالميه متمثله في.. وزاره التعليم العالي والبحث العلمي ( السودان ). المجلس الطبي ( السودان) اتحاد الجامعات العربيه فضلا عن ان خريجو جامعه مامون حميده في الطب البشري والاسنان يسجلون في المجلس الطبي البريطاني والمجلس الطبي الايرلندي كما ان البورد في ولايه كاليفورنيا الامريكيه قد عادل شهادات الجامعه بشهاداته وهذا لعمري فخر لا يضاهيه فخر في مجال تدريس الطب بالعالم !.
سيما ايضا دول الاقليم حيث تفوقت جامعه العلوم الطبيه والتكنولوجيا حتي علي اعرق كليات الطب بدول الجوار بالمناهج الحديثه والمواكبه واستجلاب احدث ماتوصلت اليه تكنولوجيا الصناعه في مجال الاجهزه الطبيه وهنا يحضرني حديث البروفسير مامون حميده في احتفال الجامعه الفخيم بالامس وهم يستقبلون دفعه جديده من الطلاب فقد فاجأ مامون الحقل الطبي علي مستوي الشرق الاوسط كله باستجلاب تقنيه التشريح الحديثه والتي تعد طفره كبيره جدا ومهمه وغير مسبوقه في مجال تعليم علوم الطب حديثا فقد اعلن بروف مامون في حفل الاستقبال عن امتلاك الجامعه لكل التقنيات الطبيه التعليميه الاحدث عالميا سيما جهاز التشريح التقني ووظائف الاعضاء والتشريح ليحل محل (جثث الموتي) السائده الان والتي يتبرع بها ذوو المتوفيين خدمه للعلم والبشريه ! وذلك اضافه ايضا لتقنيات التعليم عن بعد مؤكدا بذلك جدارته بوسام ابن السودان البار الذي منحه له نظام الانقاذ السابق كيف لا يكون ذلك والرجل لا يفتأ يتحدي نفسه والاخرين ويتربع ومؤسسته الرائده علي مقعد التميز بلا منازع !
ان كان للتميز والرياده عرش ف بروفسير مامون ابن محمد علي حميده وابن السودان البار بوطنه واهله يتربع عليه.. !! وقديما قالوا لايعرف الفضل واهله الا اهل الفضل ..تهانينا جامعه العلوم الطبيه والتكنولوجيا بهذا التميز وبمرور 25 وعشرين عاما علي انشائها والاحتفال باليوبيل الفضي.. وتحيه واحتراما مامون حميده..
