بلا ضفاف
كمال علي
مثل غير من معجبيه الكثر المنتشرين في كافة بقاع الارض جزعت عند سماع خبر تعثر الاستاذ التاج مكي قيثارة الفن والجمال وهو يهوي من عل وعلي قارعة الطريق ليصاب جسده بالاذي والوجع ونصاب نحن بالجزع واللوعة ولو لا لطف الله لكانت الابتلاء اكبر.
الحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه فقد لطفت به عناية الرحمن وكللته ورعته وهيأت له الاطباء المهره والمستشفي الانيق وكل طاقم التطبيب المؤهل والعناية اللازمه جزاهم الله عنه وعن اسرته الكريمه وعن معجبيه خير الجزاء ويتعافي الان بفضل الله ودعوات معجبيه الضارعات الي المولي عز وجل الان في مسكنه بمدينة العين بدولة الامارات العربية المتحده.
ومثل الاستاذ التاج مكي فتح جديد في عالم الغناء المفعم بالعاطفة الجياشه والحب العذري الذي لا تشوبه شايبه وكان ايقونة الطرب الرفيع منذ بزوغ نجمه مطلع سبعينيات القرن الماضي حيث كان سطوع نجمه بادرة خير وحق وجمال وزهرة فواحة في بستان المغني السوداني الذي يطرب ويشجي.
اطل التاج في زمان التحول والمتغيرات والتحديث وتخطي فور انبلاج صبح مغناه مرحلة الوعد والبشاره وبز اقرانه ونثر الحب والجمال علي الطرقات وزين ليل السهاري والمحبين والموجوعين وخفف اوجاع المتلظين بنار الهوي الغلاب واحال لياليهم الي دنيا ريد يسطع فيها ضوء القمر .
هو من مدينة كوستي حيث النشاة والتكوين وبدايات المخاض …ومن كسلا الوريفه الشاربه من الطيبه ديمه كان السطوع واندياح عذب المغني وانتعاش حديقة الطرب وتفتح ورودها رفقة رئيس جمهورية الطرب الحلنقي الذي رفده بكلمات تترنح حبا وهياما وعشقا فازدان الكون وتوردت خدوده.
اضحت تغريدات (حبيت عشانك كسلا …وفايت مروح وين ..وليالي القاش …واسال العنبه…وزهرات كثيرات يانعات ) تعيش علي ضفاف قلوب المحبين كتعويذات عشق متناه وتلاشي في محراب الهوي والجمال .
تاج مكي اخذته منا المهاجر ولم تاخذ من عشقه للغناء والتطريب المميز المنغم المموسق وزاده شجن الغربه والحنين القا وشوقا لا يفتر لانين السواقي وخضرة ضفاف القاش ومن هناك كان البعث الثاني وكان التوهج ونضوج الفكرة والتجربه وغني لوطنه من علي البعد القسري (حار خلاص بعد المسافه ياوطنا يامظفر باقيافه )فضجت وهاجت اشجان المهاجرين وسيطر الحنين.
التاج وكالعهد به انيق الحرف وسيم اللحن والطله والطلعه وعلي ذات الخلق الرفيع وتستمر مسيرته القاصدة شوقا وتحنانا ووسامة اداء وتطريب رفيع المقام كخلقه القويم وادبه الجم وتهذيبه العالي ورقته ولطفه وسمح خصاله وصيته ومحياه وحسن صنيعه مع اهله واسرته واصدقائه ومعارفه وزملائه وجيرانه واصهاره ومعجبيه .
طيب الله ايامك وايام اسرتك ورافقتك العافيه دايما وابقاك صوتا ملائكيا ينثر الحب والجمال وعذب الطرب ويحلق بسامعيه الي حيث الافاق الارحب وانت الذي تطوي الضلوع علي محبة وطنك الحبيب تشاركه احلامه والامه وافراحه واتراحه وتغني له كما غني الخليل تدافع وتدفع عنه كل اذي.وتنفق انضر واعز ايام العمر الجميل تغني وتطرب وتضفي وتضيف فلله درك ايها الجميل المتفاني في المحبه عنفوانا وفي الموعد دايما حبا وكرامة ومكرمات والقا وبهاءا ووسامة تفوق حد الخيال .
وهذي بعض كلمات متواضعات قاصرات عن مقامك الرفيع ونرجو الا نكون قد قصمنا الظهر فانت مقامك عندنا بقامة وطن.
رافقتك العافيه دايما ايها الكروان المغرد وتسلم من كل شر ايها الجميل الشهم النبيل ودمت لنا باقة حب وغوالي ذكريات مع صوت السواقي الحاني وبوركت وبورك غواليك.
كن بخير ايها الحبيب والمجد عوفي اذا عوفيت والكرم
وزال عنك الي اعدائك الالم.
بوركت.
