لماذا أنهت فرنسا عملية (برخان) العسكرية في منطقة الساحل الأفريقي؟

لماذا أنهت فرنسا عملية (برخان) العسكرية في منطقة الساحل الأفريقي؟

الخرطوم :الهضيبي يس

أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأربعاء الماضي رسمياً، انتهاء العملية العسكرية التي تقودها بلاده في منطقة الساحل.

وقال ماكرون خلال زيارة لمدينة طولون جنوب شرق فرنسا، أن الاستراتيجية الفرنسية الجديدة في إفريقيا ستكون جاهزة في غضون ستة أشهر بعد مشاورات باريس مع شركائها في القارة.

وقال خلال عرضه الاستراتيجية الفرنسية الدفاعية الجديدة “سنطلق في الأيام المقبلة مرحلة مشاورات مع شركائنا الافريقيين وحلفائنا والمنظمات الإقليمية من أجل أن نطور، معاً، وضع وشكل ومهمات القواعد العسكرية الفرنسية الحالية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا”.

وكانت العملية الفرنسية، التي أطلق عليها اسم “عملية برخان” معطّلة منذ فبراير، عندما قرّرت فرنسا سحب قواتها من( مالي).

وقد غادر آخر الجنود الفرنسيين قاعدتهم العسكرية في مدينة( غاو) في مالي، يوم 15 أغسطس الماضي.

وبلغ عدد القوات الفرنسية، في أوج المهمة، 5500 جندياً. وقد انطلقت العملية في 2013 بهدف وقف تقدم المسلحين الإسلاميين في مالي. واشتركت فيها دول أخرى هي النيجر، وتشاد، وبوركينا فاسو، وموريتانيا.

ولكن العملية اصطدمت بانتشار واسع لجماعات مسلحة تنتمي إلى تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وتسببت الاشتباكات معها في تزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الفرنسية (58 قتيلاً)، ما دفع بقادة عسكريين وسياسيين في باريس إلى التشكيك في فعاليتها.

وتزايد العداء لفرنسا بين سكان دول الساحل المعنية بعملية( برخان) وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار الأخبار المزيفة، في إذكاء الغضب الشعبي من وجود القوات الفرنسية، ما جعل العملية، في حساب الفرنسيين، “خطيرة وبلا فائدة”.

وكان انقلاب 2020 في مالي، القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ اتهم قادته فرنسا بالتدخل في شؤون بلادهم، وطلبوا المساعدة الأمنية من مجموعة المرتزقة فاغنر الروسية.

وذهب محللون أن فرنسا لم يكن أمامها إلا الاعتراف بفشل عملية برخان، بعدما أنهى قادة الانقلاب في مالي علاقتهم معها بشكل مفاجئ.

ويقول اللواء الطيب عبدالجليل الخبير العسكري في شؤون القارة الأفريقية لموقع( شن توم برس) إن “الهدف الأصلي كان وقف انتشار التشدد الإسلامي المسلح وتعزيز الشراكة مع الجيش في مالي.

وذكر عبدالجليل – لكن الواقع هو أن الشراكة الاستراتيجية تبددت، والتشدد الإسلامي المسلح يزداد انتشاراً في المنطقة وتجذراً في المجتمع”.

ويشير المحلل المتخصص في شؤون غرب أفريقيا،عثمان الفاتح لموقع شن توم برس إن الأزمة الأمنية في منطقة الساحل شديدة وربما هي في توسع “فالظروف شمال شرقي مالي هشة جداً”.

فضلا عن تفاهم التهديد الأمني شمالي بوركينا فاسو وغربي النبجر”.

وقد حملت عوامل خارجية أيضا ( باريس) على إعادة النظر في موقفها. فالحرب في أوكرانيا غيرت ترتيب الأولويات بالنسبة لفرنسا. وجعلتها تقرر بأنه من الأجدى توجيه الموارد العسكرية الشحيحة إلى منطقة أخرى بدل إنفاقها على حرب خاسرة في أفريقيا.

وزاد عثمان أن شعور ( فرنسا) كذلك أنها تخسر معركة النفوذ في أفريقيا على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أمام لاعبين أكثر دهاء منها، على غرار روسيا.

وكانت صور المتظاهرين وهم يحملون علم روسيا عقب انقلاب بوركينا فاسو، دليلا آخر على نجاح الدعاية المعادية لفرنسا في حشد الناس بالمنطقة.

برغم من حديث فرنسا أن عملية إعادة نشر القوات الأخيرة إلى تقليل تعرض الجنود الفرنسيين إلى خطر،

وهي أيضاً محاولة لكسب قلوب وعقول المزيد من( الأفارقة).

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x