أنه العقوق الجماعي يا سادة

أنه العقوق الجماعي يا سادة
حظوظ رماز ليتها حظوظ السودان ... البلد اليتيم بعد ميلاد 40 مليون

صديق دلاي
ما أجتمع اثنان من جمهورية السودان إلا كان لعن بلدهم موضوع أساسي وملئ بالفنيات , وهذا شئ غريب مثله عطش حقيقي بالقرب من النيل الرهيب وتنوع مصاب بشمولية رعناء وبلد حدادي مدادي تقف محسورة في إنتظار خبزها من الأفرام , وفي زمن التقدم نفقد مشروع الجزيرة وسكة حديد وصلت نيالا منذ القرن الماضي وبيننا ثلاث إنتفاضات نادرة ومع ذلك حكمنا العسكر خمسين عاما وتراجعت الخرطوم من غسيل شوارعها الي كوشة من وسط البلد حتي تندرنا وأطلقنا نكتة أقرب للعزاء وأن بلدنا مسحورة
لو إستمعت بأشواق ديمقراطية لإغنية أكتوبر القمح والتمني وتلك الصخرة وكيف غناها وردي بعد أن كتبها محمد المكئ إبراهيم قبل ستين عاما وقد أنتصرت الصخرة ولم يأت القمح وحتي التمني ظل شاخصا بعد ظهور ثلاثة جنرالات حكموا السودان وهزموا الآمال العريضة فهل هم أقوياء ام نحن مجتمع ضعيف جدا ولا يستحق الديمقراطية والحريات والرخاء
وفي هذه الأيام نشهد ذات الفيلم والمناظر والمحاور تقسم بالله أن لا يحكم السودان إلا عسكريا وبعد ثبات الشارع علي حجته وبقاء جذوة الثورة مشتعلا استقبلنا بالأمس أحداث مؤسفة , الفطير فيها حكاية عن جرف بابمبئ وشجار عادي تحول لقتل جماعي وتهجير وتسليح وقيامة في دنيا البسطاء يشاهدون الحرب والجرحي والقتلي في العراء , ولعل قابلية مجتمع النيل الأزرق لهذا الإنفلات هي أساس الأزمة ولعل التعايش بينهم قديم فلماذا كل هذا الشر والعداء بعد مائة عام من الإشتراك في تفاصيل الحياة وبينهم دين وأعياد و زواج ومصالح وتعارف وزراعة وتجارة
…طبعا…
السياسيون هم الضفة الأخري للأزمة الحالية من أصغر سلطة توفرها القبيلة حتي حاكم الأقليم مسؤولون عن إنصاف لن ياتي أبدا , معهم التربية والتعليم ومعهم بالطبع المثقفون وقادة الراي العام ولا مجال لإدانة الترفيه كله من رياض الطفل حتي المسرح والسينما وغيابهم خلق من إنسان النيل الأزرق شعلة متجولة وقابلة للحريق بدليل مزاد الولاية في هذه الأيام وكل من يشاهدنا من العالم لا مفر من وصفنا بالتخلف والرجعية والتوحش لمن يزبح أطفال ليحقق نصره لذاته المريضة
وبحكم هذه الأيام والذي هو أخطر من الحرب هو التربص بالآخر في كل مكان وصار عدم الأمان هو القاعدة و ليس الإستثناء , والسيد البرهان وإنقلابه هو أس البلاء بعد مسؤليته المباشرة عن تأمين هؤلاء الناس ولا يمكن أن إعفاء الشرطة والمخابرات لأنها تعرف طبيعة البلد والصراعات والمجرمين الذين أشعلوا نار الفتنة وجميعهم ربما هم ضحايا مخطط كبير للسيطرة علي مقاليد الحكم وإياك أعني يا جارة
فجعنا في قيادات الكفاح المسلح وهي تبدل معركتها لإعادة أهلنا من النزوح والملاجئ والتفرغ لخنق الأصدقاء من الحرية والتغيير والتركيز في إنهاء مظاهر السودان القديم وكان هذا ممكنا لو أهتموا بالهامش كمسؤلية تاريخية وأخلاقية وفجعنا في أفكارهم الصغيرة و فهمنا أنهم أيضا ضحايا أخرين يرتدون البدل الأنيقة فلمن نبكئ أقدارنا
ما حصل في الدمازين سيتحول الي الخرطوم فالمخطط كبير ومعمول له ميزانية وخبرات وحرص إقليمي ودولي ولا تقرأوا كتابهم وأسفهم وأخبارهم المعلبة ودموعهم الزافرة بينما خلفهم خنجر ورغبة لهزيمة التغيير والثورة ولعل أحداث الدمازين هي شئ يعلن بعده حكومة تصريف ثم نجاح مصنوع لننسي الثورة والشهداء وجمال الحريات كما غناها والأمال في الإكتوبريات

أنكشف المستور وغدا 25 أكتوبر

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x