المجلس المركزى… احلام زلوط

المجلس المركزى… احلام زلوط

بقلم :علي عسكورى

اطلعت على وثيقة المجلس المركزى التى نشرها ظهر اليوم واستمعت ايضا للمؤتمر الصحفي الذى نظمه.

لم اندهش ولم استغرب من ما نشر ومن ما قيل في المؤتمر الصحفي فقد توقعته تماما، او كما قال ابو الطيب:

وما طربي لما رأيتك بدعة
لقد كنت ارجو ان اراك فأطرب

و بالفعل لقد طربت وانا اشاهد الغطرسة والوصائية تتجلى في ابهي صورها.. لقد اتعبوا من سيأتون بعدهم من المتغطرسين فلم يتركوا لهم شيئا.

وحقيقة هالنى حتى طربت مستوى الوقاحة والجرءة على الشعب السودانى، وتذكرت قول الراحل القذافي: ” من انتم”! او قول اديبنا الراحل الطيب صالح: “من اين اتى هؤلاء”!

في بلاد السودان يخرج كل من هب ودب منصبا من نفسه وصيا علي الشعب والبلاد متحدثا اوحدا باسمة معتبرا انه هو السودان وشعبه!
لقد سبقهم الى ذلك لويس الرابع عشر في قولته الشهيرة
“l’etat c’est moi”
او انا الدولة ، و ربما نجد العذر للملك لويس الرابع عشر فهو على الاقل حفيد سلالة ملوك فعلت بالفرنسيين ما فعلت، لكننا من اين نجد العذر لجماعة المركزى في جرءتهم للسطو على ثورة شعب بأكملها وتنصيب انفسهم مالكا لها وناطقا باسمها لا يأتيه الباطل من فوقه او من تحته ، فهم وحدهم من يرسمون للشعب السودانى خطته وطريقه ومستقبله وشكل دولته.

لم يدهشنى متحدثهم السيد صديق الصادق الذى تحدث بوصائية مغلظة عن برنامجهم الذى سينقذون به البلاد ولذلك يجب (منحهم فرصة)…!

الم يكن هذا بالضبط ما بررت به الجبهة الاسلامية انقلابها وادعت ان لها برنامجا لانقاذ البلاد…! ما الفرق يا ترى…! فلقد كان للجبهة ايضا برنامجا رأت فيه انقاذا للبلاد والشعب ومن ثم فرضت وصايتها عليهما.
بل من رايى ان الجبهة الاسلامية كانت اشجع منهم فقد دبرت انقلابها واقتلعت السلطة، وتحملت مسؤليتها الجنائية في تقويض نظام دستورى ونفذت برنامجها الذى زعمت انه سينقذ البلاد، وانتهت الى ما انتهت اليه، اما هولاء فدأبهم هو سرقة تضحيات الشباب برافعة خارجية لا تفويض لها يريدونها ان تمكنهم من حكم بلاد السودان ليكونوا فقط واجهات لها يتلقون تعليماتهم من واشنطن ولندن والرياض وابوظبي…! لينتقل شعب السودان من الاستعمار الثنائي الى الاستعمار الرباعي. وياويل الشعب السودانى الذى ما كاد يتخلص من استعمار ثنائي الا حل به استعمار رباعي. وحيث لا تزال معضلة الاستعمار الثائي (الكونديمنيم) تحير المؤرخين بتعقيداتها التأريخية والقانونية، فما بالك بى كوادرومنيم..! اى تعاسة وكارثة تلك التى المت بشعبنا وبلادنا..!

هؤلاء ناقلون حتى في تقسيمهم للشعب السودانى..! فكما نذكر، فقد اشتهر عن الجبهجية تقسيمهم للشعب السودانى (اهل بدر، وفتح مكه، والطلقاء، والتابعين) الخ… ثم جاء وقت على الناس فخرج عليهم هؤلاء المقلدين او الناقلين ليقسموا الشعب الى ثلاث فئات، فهم – حسب تقسيم الجبهجية- اهل بدر ، او بتعبيرهم (قوى الثورة التى يقفون هم على سنامها) اما البقية فغالبهم من الطلقاء والتابعين باحسان.. المهم في هذا هم من يحدد للاخرين مواقعهم. فمثلا من رأيهم ان قادة الحركات المسلحة من الطلقاء، اما الاخرون مثال عسكورى والتوم هجو واردول والجاكومى وجلاب والامين دواؤد فمن الاعاجم الذين اسلموا ولم يحسن اسلامهم ولذلك ليس لهم موقع في دولتهم…اما ما يسمونهم الفلول فلهم الويل والثبور وعظائم الامور… تستباح حرماتهم وتباح دمائهم…!

ذلك هو تصنيف جماعة المركزى لشعب السودان الذى سطوا علي ثورته.

اكثر ما يلفت النظر في هولاء هو النفي والتأكيد لذات الشىء فى وقت واحد…! اذدردوا لاءتهم الثلاث وعادوا منكسرين للعساكر يتواصلون معهم بالليل وتحت جنح الظلام وذلك فعل معروف في السودان نعتذر عن تسميته، يعتقدون مخطئين ان الجنرالات سيسلمونهم السلطة…هكذا.. ونسوا ان ليس ثمة مسوغ يتيح للعساكر تسليم السلطة لهم!

يريدون – دون تفويض- اعادة صياغة الدولة السودانية بكاملها…..!
نسوا ايضا ان الاسلامين قد سبقوهم الى ذات الفعل فجنوا وبال امرهم.

اغلب ما اعلنوه في برنامجهم هو من صميم عمل حكومة منتخبة لها تفويض شعبي، لكنهم … يا لبؤسهم… اعتقدوا ان بوسعهم اعادة تركيب الدولة السودانية حسب مزاجهم دون تفويض من احد…!
ما اعلنوه عبارة عن احلام زلوط في اقوى جموحها وشطحاتها.

في الختام أريد ان اهمس (لاحظ اهمس) في اذنهم انهم لن يحكمونا في الشمالية ونهر النيل، ولن يحكموا شرق السودان، ولن يحكموا دارفور، ولن يحكموا الوسط، ولن يحكموا جنوب كردفان ولن يحكموا النيل الازرق، وحتى في الخرطوم لن يحكموا ابعد من شارع الجامعة… ولتأتي الرباعية بجيوشها لتخضع لكم الشعب السودانى لتحكموه…!
افيقوا من سكرتكم يرحمكم الله…!

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x