مقال الدرديري( جر وعر وكر)

مقال الدرديري( جر وعر وكر)

بقلم :يوسف عبد المنان

آثار مقال السفير الدكتور الدرديري محمد أحمد ( رسالة للسفير الأمريكي) جدلا واسعا وسط النخب وعامة الشارع السوداني لما احتوت سطوره من نقدا مقزعا وحروفا حارقة بحق الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت عند البعض فوق النقد ومايقوله قادتها وسفرائها وضباط مخابراتها ممن لايجرؤ من يبتغي مصلحته الشخصية أو مصلحة كيانه التطاول على ( ماما أمريكا)
وكان الدرديري وهو سفير مثقف ورجل دولة اعطي منصب وزير الخارجية في عهد الإنقاذ حقه وأعاد للازهان عطر الوزراء الكبار معنى ورؤية من لدن دمنصور خالد وجمال محمد أحمد قد كتب مقالا انتقد فيه الولايات المتحدة بجسارة لم تعد لها في الساحة مكانا ووضع اصبعه في مكامن الأمراض التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية وهي أمراض قد تعجل برحيلها رغم سطوتها وقوتها المادية وللعالم عبرة في أخذ المرض بروح الاتحاد السوفيتي رغم قوة جسده وامتلاكه لترسانة السلاح والمال وقوت نصف الكرة الأرضية ولكن إرادة الله جعلته ينهار سراعا ويهوي إلى قاع سحيق لم يستفيق منه رغم محاولات قادة روسيا الحاليين
مقال الدرديري الذي وجد هذا الاهتمام في الرأي العام ونقلته المواقع وضجت به الأسافير لا لرصانة لغته فحسب ولكن لشجاعة قلما يستطيع في هذا الزمن أن يقول لأمريكا ( جر) ويقول للإمارات العربية المتحدة ( كر) وبريطانيا (عر) ونترك تفسير جر. وكر وعر للصديق أمام محمد أمام عالم اللغة والبيان
ولكننا في زمن أصبح فيه الخارج يقرر في مصائرنا ويدفع رواتب قادتنا وسفراء الدول يجوبون أرضنا وإذا ضرب معلم بمدرسة في مدني هرع السفير الألماني إلى هناك ولايمضي وقت الا ووجد المعلم نفسه مفصولا عن عمله لمعاقبته تلميذا طغى وجاهر بكفره وردته عن دينه ويقرر الان السفراء الأربعة في مصير المبادرات السياسية وهم من يحدد من يشارك في الحكم ومن يتم اقصائه وباتت الصورة الشائه في الرأي العام مشهد سفراء مشيخات وممالك الخليج يسدون النصائح لقادة بلادنا ويحدثنا السفراء لا سفراء النرويج وسويسرا و بلجيكا عن ضرورة التحول الديمقراطي وتشكيل حكومة تحظى بسند الشعب واحترام حقوق الإنسان في السودان لو طالب قادتنا سفراء هذه الدول ماينبغي لهم أن يفعلونه من أجل الديمقراطية لقبلنا ذلك ولكن ان تتنزل على الشعب السوداني نصائح سفراء مشيخات الخليج عن التحول الديمقراطى في تلك فتلك لاتعدو أن تكون بلبصة سياسية وسلبطه في منهج حكم لاتعرفه حكومات هؤلاء السفراء البائعين والمشترين في الذمم المعروضة في سوق النخاسة
وتعيد للازهان قصة سفير الإمارات الذي قال لاجتماع قوي الحرية والتغير معه ضرورة الانتقال الديمقراطي مثل مسرحية عرضت عام ٢٠١١ في مسرح البقعة بأم درمان للمخرج التشادي عبدالله عبدالكريم وفي مشهد جندي حكومي يسأل( بقاري ساكت) اي رعوي وهو يشير إلى علم الدولة التشادية ويساله عن العلم بقوله دا شنو؟؟ فيقول الراعي البدوي (دا ماجنقور)؛ فيقول العسكري هذه اهانه للدولة ورمزيتها وعلمها فيصدر فرمانا بغرامته عشرة بقرات
تلك هي بلبصة السلطة
اما بلبصة الغرب وسفراء الدول الأربعة هي أن ينصح بلادنا من هو لايملك مؤهلا لنصحها ولكن قديما قيل من يهن يسهل الهوان عليه ومالجرج بميت ايلام وقد ماتت النخوة وسكن الخوف القلوب الواجفة َ وجاء لبلادنا سفير أمريكا الجديد منتفش الريش ظنا بأن هذا الشعب قد بات منكسرا ونسي مخازي الدولة الأمريكية في العالم العربي والإسلامي وكيف لاينصب السفراء أنفسهم اوصياء علينا وصحافيا بقامه محمد محمد خير يكتب أخطر تقرير صحافي عن جهة قال إنها معنية بترتيب أمر السودان والتقرير بشأنه قد استقر رأيها النهائي على الدفع بالشاب مبارك اردول رئيسا لمجلس الوزراء
وكتبت في رسالة لابن العم والأخ مبارك قلت له تستحق المنصب ولكن ليتك جئت بإرادة أهل السودان لابارادة الأجنبي
لو عاش المفكر محمد أبوالقاسم حاج حمد حتى اليوم لمات كمدا وحسرة على حال السودان وهو الذي نفض يده من تحالف المعارضة السودانية بعد مؤتمر اسمرا الذي سميه بمؤتمر القرارات المصيرية ١٩٩٥ وقد تابع كيف تدخلت الدول الأجنبية وعبث السفراء بتوصيات وقرارات المؤتمر وقال حاج حمد قولته الشهيرة ( اليوم أضحى السودان يتيما بلا اما أو أب) وقطع رحلة الخارج وعاد للسودان مسرعا داعما لمبادرة الراحل الشريف زين العابدين الهندي
لو شاهد حاج حمد كيف جلس نقيب صحافي قحت أمام السفير الأمريكي لتلقي النصح والإرشاد وتابع السفير السعودي في النهود بغرب السودان كيف استقبل وقد نشبت الحرب بين مكونات المنطقة بعد أقل من أسبوع لزيارة السفير السعودي لمات حاج حمد
أو حمل قلمه وكتب مقالا حارقا لخصوم هذه البلاد مثلما كتب الدرديري ود محمد أحمد الذي فش غبينة الكثيرين وقال للسفراء المنصبين أنفسهم اوصياء علينا كر وعر وجر

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x