ايلا ومدد الشريفة مريم الميرغنية وسنكات

ايلا ومدد الشريفة مريم الميرغنية وسنكات

بقلم :عمار محمد أدم

كان الدكتور محمد طاهر ايلا ومنذ نعومة أظفاره في سنكات متعلق بالشريفة مريم الميرغنية وكان يزور مقامها الكريم ويهفو اليها قلبه الصغير .فمن عطرها الفواح يستمد كل أهل سنكات المدد الروحي والتوفيق الألهي ولعل أمه قد ذهبت به رضيعا الي المقام فتنزلت عليه الفيوضات من لدن الشريفة مريم المبرغنية ومسه المدد الالهي من حيث سر الشريفة مريم الميرغنية (فهي الشريفة الحافظة الفقيهة السيدة مريم بنت السيد هاشم بن الإمام السيد محمد عثمان الميرغني الختم شيخ الطريقة ومعدن الحقيقة .
المولد والنشأة :ـ
ولدت رضي الله عنها بمدينة سنكات ، حفظت القران الكريم ودرست الفقه والتوحيد واللغة وغيرها من العلوم الشرعية على أيدي علماء أجلاء ، ثم نالت قسطا وافرا من الثقافة العامة ، وذلك لأنها كانت عالية الهمة كثيرة الإطلاع ، وقد جمعت مكتبة ضخمة تشهد لها بذلك .
تصوفها :ـ
أخذت الطريقة الختمية على يد والدها السيد هاشم الميرغني رضي الله عنه ، واشتغلت بالرياضة الروحية والذكر والأوراد والتدريس وإطعام الطعام في بواكير شبابها ، فظهرت عليها لطائف النفحات وهواطل البركات وعجائب الكرامات فأحبها العام والخاص .
دورها الديني :ـ
إشتغلت رضي الله عنها ببناء المساجد وخلاوى تحفيظ القران الكريم الخاصة بالنساء ، حيث أسست مسجدا بمدينة جبيت وثانيا بمدينة طوكر وثالثا بمحطة السلوم ورابعا ببلدة تهاميم وخامسا بمدينة سنكات وهو المسجد التي دفنت فيه ، كما قامت يتأسيس خلوة نساء ملحقة بكل مسجد من المساجد التي ذكرناها بالإضافة إلى خلوتين أخريين بمدينة سنكات وأخرى بمدينة سواكن ، وذلك امتدادا لما خطه جدها الإمام الختم رضي الله عنه الذي أسس أول معهد لتعليم النساء العلوم الدينية بمدينة سواكن سنة 1360 هجرية كان الأول من نوعه في السودان ، وقد أشار إلى ذلك في مذكراته الشيخ بابكر بدرى رائد تعليم المراة في العصر الحديث ، فكان من بركات ذلك أن انتشر العلم وحفظ القران الكريم بين نساء شرق السودان إلى يومنا هذا ، وكل ذلك كان بفضل هذه السيدة البرة التقية ، فجزاها الله خيرا عن الإسلام والمسلمين واجزل لها العطاء والمثوبة .
دورها الاجتماعي :ـ
بالإضافة إلى ما ذكرنا فقد اهتمت رضي الله عنها بقطاع الفقراء والمساكين اهتماما منقطع النظير ، حيث قامت بإنشاء تكية لإطعام الطعام بجوار كل مسجد وزاوية وخلوة تخصها في وقت كان الفقر والعوز منتشرا في تلك المناطق ، هذا بالإضافة إلى قضاء حوائج الناس حتى سميت رضي الله عنها بلغة أهل الشرق ( باقد بسيت ) اي السيدة التي لا ترد أحدا .
كما يحفظ التاريخ للسيدة مريم رضي الله عنها أنها شجعت التعليم المدني ، حيث ساعدت الجهات العاملة في هذا المجال إلى أقصى مدى ممكن لاسيما جانب تعليم المرأة ، وقد شهد لها بذلك البروفسير الأمريكي جون فول حيث قال في رسالته لنيل درجة الدكتوراه : ( وجد تعليم البنات في شرق السودان تأييدا حارا من الشريفة مريم ) .
كذلك أقنعت أهل الشرق بمسالة إرسال بناتهن إلى مدرسة القابلات ، ومعروف أن أهل الشرق لديهم موقف متشدد ـ في تلك الفترة ـ تجاه تعليم المراة وعملها ، ولكن توجيهات الشريفة كانت عندهم بمثابة التعليمات .
دورها السياسي :ـ
أما عن دورها السياسي فهذا مما لا يمكن تفصيله ، ويمكن أن نجمل ذلك في وقوفها الصلب مع مولانا السيد على الميرغني رضي الله عنه ومؤتمر الخريجين والحركة الوطنية والاتحادية بصفة عامة .
وفاتها :ـ
هذا وبعد حياة مباركة وحافلة بالعطاء توفيت الشريفة السيدة مريم رضي الله عنها إلى رحمة مولاها بعد عودتها من مصر سنة 1371 هجرية الموافق 1952 ميلادية ودفنت بسنكات بجوار مسجدها ومسيدها العامر في جنازة لم يشهد الشرق لها مثيلا ، وقيل في رثائها القصائد الكثيرة وتأسف الناس على وفاتها في مشارق الأرض ومغاربها) هذه سيرة الشريفة مريم الميرغنية التي خطتها اقلام طاهرة بمداد من نور .وتحت ظلال مقامها كانت طفولة القائد البجاوي محمد طاهر ايلا ومن لدنها ومن عطرها الفواح تتنسم مدينة سنكات وكل البحر الاحمر عبير النصر الميرغني .ليكون التاريخ حاضرا يسجل ويروي للاجيال قصة رجل من سنكات قد نال المدد فأمطرت السماء حبا له وترحابا.فلتخرس السنة الأعداء ولتصم آذان الخاسئين الحاسدين فالدكتور محمد طاهر ايلا سيقلب استقباله المعادلة السياسية في البلاد راس علي عقب لتعود الأمور الي نصابها.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x