مصطلح الكيزان والحقيقة الغائبة

مصطلح الكيزان والحقيقة الغائبة


بقلم :مبارك الكودة
قوى الحرية والتغيير ولاسباب تعلمها نأت بنفسها عن محاسبة تجربة الاسلاميين الفكرية ، و رأت أن تقفل هذا الباب جملةً وتفصيلًا واختزلت كل تجربة الاسلاميين الهامة والتي كان من الممكن ان تكون فرصةً للحوار الفكري الثر والوصول لكلمة سواء حول مكانة الدين في المجتمع والدولة والسياسة ، ولكنها ولشيء في نفسها توارت خلف مصطلح كوز المبهم لمحاكمة كل التجربة ، واستهدفت في محاكمتها للنظام السابق فقط الذمم علي المستوي الفردي والمؤسسي ، وبالطبع محاكمة الذمم والمؤسسات يمكن ان تطال حتي حقبة صحابة الرسول ( ص ) واصبح مصطلح كوز هو ختم الإدانة لكل التجربة وما عليك إلّا أن تقول ان فلاناً كوز ، وان هذا العمل من ورائه الكيزان
ويكفي هذا ، وطوت قحت بهذا المفهوم البسيط ملف حقبة زمنية استمرت لثلاثين عاماً ، وهذا بلا شك يجافي سنن الاعتبار بالتاريخ ، وبالطبع لا يمكن ان نطوي ملفاً فكرياً بهذا الحجم بصرف النظر عن الصحة والخطأ بهذه الصورة البسيطة ، فالأخوان مشروع فكري له عمقه تأسس في السودان لما يقارب المئة عام تقريباً و لايمكن اختزاله هكذا في مشروع فساد ذمم لحقبة ثلاثين عاماً لمجموعة محددة من الافراد والمؤسسات ، وتهمة الفساد التي سارت بها ركبان لجنة التفكيك قد اعترف بها من قبل الرييس السابق واعترفت بها الجماعة نفسها من خلال اجهزة الاعلام ومن خلال اللقاءات التنظيمية الخاصة بها كما لا يمكن ان نختزل محاكمة الفكرة في مصطلح كوز المبهم لجماعة قد رأينا كيف انها قدمت مئات الأرواح والدماء من شبابها وشيوخها العلماء ومن اساتذة الجامعات وطلابها والاطباء والمهندسين والمهنيين ورجال الاعمال قرباناً لقضية فكرية آمنوا بها ، واذا كان مصطلح كوز يكفي للادانة بهذه البساطة لهذه الفكرة فهل سيقتنع الشعب السوداني ان ذلكم الشاب الفخيم الفهيم علي عبد الفتاح كوز بمعني انه فاسد في اخلاقه وذمته ومفسد لغيره ، ويجب ان تستبدل لافتة تكريمه المنصوبة في أحدي المنشآت الخدمية بلافتة لشهيدٍ آخر ، وهل المهندس القامة محمود شريف كوز بذات المفهوم المنحط لهذا المصطلح ويجب ان ندوسه دوس ، وهل الاستاذ الدولب وابناءه كيزان اطال الله في عمره وتقبل الله شهادة ابنائه ، وهل الشهيد الاستاذ احمد الخير الذي احتفت به هذه الثورة كوز ؟ قطعاً لابد من ان نقف عند هذا المصطلح السطحي والذي قفلت به قحت باباً واسعاً للحوار خوفاً من تبعاته والتى ربما ينال هذا الحوار من فكرها ويؤسس لثورةٍ أخري تطال العمق الحقيقي للتجربة السياسية في هذا الوطن معطوب القيادة ٠
كنت اتوقع ان تحاور الثورة بوعيها النسخة البشرية للاسلاميين التي حكمتنا ولكن يبدو ان المستهدف هو الاصل الرباني للفكرة وليست النسخة الاجتهادية للكيزان ، ولان قحت تعلم ان الدخول في هذا الحوار ربما يحرجها مع الشارع السوداني قفلت هذا الباب واتخذت من مصطلح كوز المبهم والهش حُكماً للتجربة ككل ويقول تعالى : ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) واللهم اهدنا الحكمة وفصل الخطاب ٠

            
       ٩ / اغسطس/ ٢٠٢٢

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x