من العار أن يبقى التاريخ في الصدور. لابد من توثيق الأحداث أياً كانت سياسية أو إجتماعية أو رياضية. هذا دَين في أعناقنا للأجيال القادمة لتنهل من خبرات الأجيال التي قضت نحبها.
عند إلغاء الرياضة الجماهيرية تم تعيين مجلس لإدارة نادي الهلال برئاسة الرائد زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر وزير الشباب والرياضة وقتئذ وشرفت بعضوية ذلك المجلس. كان مجلسنا المعين بعد إلغاء الرياضة الجماهرية في ١٠ يناير ١٩٧٧م قد سلم الأمر إلى المجلس المنتخب في ١ سبتمبر ١٩٧٧م برئاسة الزعيم الطيب عبدالله وسكرتارية الأستاذ علي إلياس المحامي. لم أنضم لقائمة الزعيم الطيب عبدالله لأنني كنت أستعد للسفر لإنجلترا في بعثة دراسية من قِبَل المؤسسة العامة للقطاع التجاري (المؤسسة العسكرية لاحقاً)
أول حدث واجه مجلس الزعيم هو طلب وزارة الشباب والرياضة من ناديي الهلال والمريخ الإستعداد للسفر لجوبا ولعب مباراة شرفية هنالك بمناسبة إفتتاح جامعة جوبا. أقيمت المباراة في يوم الخميس ٦ أكتوبر ١٩٧٧م وإنتهت بفوز المريخ على الهلال والحصول على الكأس المقدمة بتلك المناسبة. الجدير بالذكر أن هدف الفوز اليتيم أحرزه نجم المريخ الصاعد سامي عز الدين.
كان الهلال وقتئذٍ في قمة توهجه وكان يضم عدداً من النجوم البارزين في الساحة السودانية كالدحيش وعلي قاقارين وغيرهم، بينما كان المريخ في طور التجريب لعدد من نجومه الجدد وعلى رأسهم سامي عز الدين. كانت كل التكهنات تُرجح فوز الهلال. قاد الإمبراطور الراحل حسن أبو العائلة بعثة المريخ إلى جوبا لحنكته الإدارية المعروفة. وقاد بعثة الهلال السكرتير علي إلياس المحامي الذي لم يمض على دخوله المجلس سوى شهر و ستة أيام فمُني الهلال بهزيمةٍ لم تكن في الحسبان على الرغم مما قدمه السكرتير من حوافز لكباتن الهلال.
كانت الصدمة للجمهور وللمجلس الجديد عنيفة وللسكرتير الجديد أعنف خاصة وأنه ولج العمل الإداري في نادي الهلال لأول مرة. قوبل بهزيمة لم تكن متوقعة؛ وسبقتها أحداث طاولت التمرد من اللعيبة مستغلين طيبة وسماحة السكرتير الجديد الخلوق الأستاذ علي إلياس المحامي…..أواصل
عبدالله مسعود
دبي – الإمارات
٧ مارس ٢٤م
