الإرادة غلّابة .. إضرب عدوك لا مفر

الإرادة غلّابة .. إضرب عدوك لا مفر

شهادتي لله
الهندي عزالدين

في كل تجارب البشرية، ظلت إرادة الشعوب غلّابة، تنتصر دوماً بصلابة الموقف الوطنى، فلا يجد الأجنبي ثغرةً للدخول، فيسارع إلى الخروج.

في التاريخ المعاصر ، انسحبت كل القوات الأمريكية وحليفاتها في (ناتو) من أفغانستان نهاية أغسطس 2021، بعد احتلال استمر 20 عاماً ، بموجب اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان برعاية الدوحة في فبراير 2020.

مع كل الصلف الأمريكي وتطاول أمد الاحتلال ، خرج كل الجيش الأمريكي ومَن خدموه مِن مدنيين أفغان وغربيين مُهرولين ، وتركوا البلاد بما فيها ومَنْ فيها لحركة طالبان الموصومة بأنها (متطرفة وإرهابية) !!

إرادة طالبان وعزيمة قيادتها وصلابة مواقفها هي التي فرضت إنهاء الاحتلال بشروط طالبان التي عادت للحكم في “كابل”، كأن لم يكن في البلد أمريكان !!

في النيجر استلم ضباط من الجيش السلطة وأطاحوا بالرئيس المنتخب ” محمد بازوم” في يوليو 2023 ، ورغم أن هذا الانقلاب العسكري قوبل بعاصفة من الرفض والوعيد والتهديد من فرنسا ودول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (ايكواس) التي أمهلت المجلس العسكري في النيجر أسبوعاً واحداً لإعادة النظام الدستوري في البلاد، وإطلاق سراح الرئيس المعزول “بازوم” ، بعد أن فرضت عقوبات اقتصادية على الدولة ، إلا أن ضباط النيجر لم يأبهوا لتهديدات التجمع الذي يضم 15 دولة، كما تحدوا التهديدات الفرنسية رغم وجود قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية على أراضي النيجر، بل طردوا السفير الفرنسي !! ومضى أسبوع ثم أسابيع وشهور ، ولم تستطع فرنسا ولا دول (ايكواس) غزو النيجر، لأن الإرادة غلّابة والموقف ثابت والقيادة صامدة.

مؤخراً .. في السودان ، ورغم ما يبدو من اضطراب القرار السياسي بعد الحرب وقبلها، اتخذت الدولة موقفاً صارماً بتجميد عضوية السودان في منظمة (ايقاد) وعدم التعامل معها في ملف الوساطة مع التمرد، إثر جملة من التصرفات الطاعنة للسيادة في السودان وعدم احترام قيادة الدولة والجيش ، حتى في اجراءات المراسم والبرتوكول خلال زيارة الفريق أول “البرهان” الأخيرة لكينيا، فإن صلابة الموقف السوداني ، جعل (ايقاد) التي كان رؤساؤها يتبجحون وصايةً على السودان، وكأنها بالونةً منتفخة بالهواء ، لم تحتمل شكة دبوس الخارجية السودانية !!

أين هي (ايقاد) الآن وأين مبادرتها ؟ وعمّا تمخضت زيارات قائد التمرد وحلفاؤه في (تقدم) لعواصمها ؟ ماذا كسب “حميدتي” و”حمدوك” من التقاط الصور التذكارية مع “موسيفيني” و”روتو” و”أبي أحمد” و”سلفاكير” ؟

بل ماذا جنت دولة الإمارات من انفاقها على (ايقاد) وحضور وزيرها “شخبوط” لقمة جيبوتي في ديسمبر الماضي ، وظهوره وسط رؤسائها متبسماً منتشياً وكأنه كسب رهان إرغام جيش السودان على شروط مليشيا (دقلو أخوان) ؟!

لا شيء .. انتهت (ايقاد) إلى العدم وخانة النسيان ، وليس أمام “روتو” و”موسفيني” و”أبي أحمد” ما يفعلونه تجاه السودان ، سوى تسقط أخباره على نشرات CNN.

إذن لا أمريكا ولا الاتحاد الأفريقي ولا الأوروبي يستطيع فرض روشتاته على شعب السودان إذا صمدت قيادته و ركزت.

وأختم مع “درويش” :

قتلاكَ .. أو جرحاك فيك ذخيرةٌ فاضربْ بها
اضرب عدوَّكَ… لا مَفَرُّ
أَشلاؤنا
أسماؤنا
حاصرْ حصارَك بالجنونِ ..
وبالجنونْ ذهبَ الذين تحبُّهم، ذهبوا فإمَّا أن تكونْ أَو لا تكونْ.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x