حوار مع سائق تاكس في القاهرة

حوار مع سائق تاكس في القاهرة


بقلم:مبارك الكودة
شاب أنيق في الثلاثينات تقريباً من عمره ، وكعادة إخوتنا المصريين دخل معنا دون إستئذان وبأريحية في حوار تتخلله بعض القفشات والنكات علمت مؤخراً أن القصد منها كان في تقديري تهيأتنا لنقدٍ قاسٍ سيوجهه لنا كسودانيين ، وكنا ثلاثة تحركنا معه من مصر الجديدة إلى الهرم !! مهد هذا الشاب لحديثه بأنهم شعب رغم عيوبهم الكثيرة والواضحة جداً للعيان إلّا أن الوطن عندهم خط أحمر ، وحدثنا كذلك عن ظروف مصر التي جعلت عدداً كبيراً منهم في أرض المهجر من أجل تحسين وضعهم الإقتصادي ، وركز بقوة علي أنهم في المرتبة الأولي وبلا منافس في تربيتهم الوطنية وحبهم لمصر مقارنة مع الشعوب العربية الأخري !! ولكي يصل لخلاصة موضوعه طلب منا بأدبٍ جم ألّا نزعل منه لأنه سيقول كلاماً ربما لا يُرضينا ولكنه في تقديره حقيقة يجب أن تقال رغم مرارتها لأنه يعتبر نفسه واحداً منا و مصر والسودان دولة واحدة واضاف : نحن أخوات ٠
كانت رسالته التي أراد أن ينقلها للسودانيين عبرنا أنه غير راضٍ من الشباب السوداني الذي خرج من وطنه هرباً من ويلات الحرب وجاء لمصر بلا هدف وبلا عمل
وبسلوكيات لا تشبه السودانيين الذين كانوا يزورنهم من قبل الحرب وأضاف : وكان من واجب هولاء ان يبقوا لصد العدوان عن وطنهم !! وقال إنه متأكد أن هذه الحرب لو حدثت في مصر فلن يخرج شبابها هكذا وبذات الصورة التي رأها عندنا !!
حمدت الله كثيراً أن آخر كلماته كانت مع نهاية الرحلة فنزلت وشكرته وعدت الى غرفتي حزيناً لأني لم أجد ما أقوله !! وعزائي قوله تعالى ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ) ثم عزائي أيضا أنه لازال فينا أمثال الشاب المجاهد الأمة ودالعمدة لهم مني جميعاً وللقوات المسلحة والقوات الأمنية الأخري والشباب المستنفر من الرجال والنساء عموماً ولكل سوداني صبر ولم يخرج كل حب وتقدير ونسأل الله ان يهدينا سواء السبيل ٠

               

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x