حاج ماجد وقليل من كثير بلال!!

حاج ماجد وقليل من كثير بلال!!


كتب:
الأستاذ يوسف عبدالمنان.

*في مدونته الشخصية رسم حاج ماجد ود الفكي سوار صورةً قلميةً رائعةً، لرحلته من ثغر البلاد وعاصمتها المؤقته الجديدة بورتسودان، إلى بلاد السافل ديار الشايقية والجعليين، ونحت حاج ماجد على الصخر حروفاً ناطقةً في حق منطقةٍ ظلت ملجأ لكل مكروب، وداراً لمن ضاقت علي دياره ..
*وحاج ماجد تمتد جذوره من كردفان إلى دارفور، وكلها أرضٌ استباحتها خيول دولة العطاوة، الحلم الخائب، والتي تضيق بأبناء تلك المناطق كما يضيق السجن بالاحرار. وأرض الشايقية والجعليين استقبلت آلاف من أبناء السودان، وكذلك ديار النوبة الأعاجم من كثير من ابناء السودان، ونعني بها هنا أهلي الدناقله والمحس والسكوت، والكاتب تمتد جذور جدته لأبيه للدناقلة، وقد وهب المهدي عليه السلام احدي بنات عمومته لجدي الأمين تقديراً له كعالم فقيه نوراً بين الناس، فلا العجمةُ منقصةٌ عندي منقصة، ولا العروبة شرفاً يفخر بها الناس.. وإنما الشرف في التقوي.
* ومابين مروي والدبة كتب حاج ماجد بقبله، ونبضه واحساس، بالمكان والزمان، وهو في رحلته عائداً من ضيافة صديقه الوفي عبدالله ودبلال، وحاج ماجد رجل مواقف صارمة لايعرف التلجلج ولا التبضع من القبلية، صادق الانتماء وقف في وجه المليشيا بقلمه وبلسانه، ولو لم يقعده داء السكري لحمل سلاحه( ودقش الوادي) فهو مثل الطيب ود ضحوية يقول لحابسه في السجن:
ماتنترنا ياالعاني اب خلقة شينه ..
غلطانه الحكومة الادتك مرتينه ..
وحات الرسول البندور يشفع لينا ..
بيعتك عندي زي ضحكة ولعب كشتينه ..
* وان أقعد ماجد عند القتال مُقعد، فإنه استل قلمه منافحاً عن القوات المسلحة، ولم تحدثه نفسه يوماً بارتداء ثوب الوسطية، مثل آخرين فُجع أهل السودان في مواقفهم المتماهية مع المليشيا، واختاروا لأنفسهم مكاناً مخزياً، الجيب مع الحبيب، والقلب مع المليشيا !!
*واقرب الناس لسوار قائد عمليات المليشا عثمان عمليات، لكن الرجل اختار طريقاً لايليق به، طريقاً غيره وهو يقاتل بضراوة ويكتب في مدونته يومياً ينذر ويبشر ولايصغي له إلا من يعرف قدر الرجل ومواقفه على مر الزمان،
خص حاج بالشكر رجلاً يبغض أن تقول له (ماقصرت) العميد عبدالله محمد علي بلال، شيخي في تلو الثانوية ورفيق صباي في ( الوعرة ام سحاباً دكة) وعبدالله بلال يمثل أشراقة في عتمة السودان الحالي، اختطفته حركة العدل والمساواة، فأضاف إليها الكثير، ولم يأخذ منها إلا رتبة العميد.. رمزية عبدالله بلال في كردفان كبيرة لعميق انتمائه لجنوبها وشمالها وغربها، وقد خسر المؤتمر الوطني وكسب في ذات الوقت بانضمام بلال لحركة العدل والمساواة لفقدان قيادي شاب يستطيع حجز مقعده في البرلمان القادم عن دائرة ارياف ام روابة وهناك الوفاء لأهل العطاء فمثلما أوفى الجوامعة للشايقي الإنسان الوزير ميرغني عبدالرحمن الحاج سليمان دون النظر لبطاقته كحزب اتحادي ديمقراطي، ولكن ميرغني كان رجل عطاء بازخ وسخاء في خدمة الناس مثل سيد أحمد الحسين، لكن بكل أسف الحزب الاتحادي بوسطيته وسماحة الطبقة الوسطى التي يمثلها قد جار عليه الزمان وصار يمثله جعفر حسن ودالفكي منقه وتلك الأيام نداولها بين الأحزاب.
*والمنطقة اكثريتها أنصار لن يدخر الجوامعة صوتا لبلال في معركة سلاحها صناديق الورق، وكسب المؤتمر بلال الذي مد جسور الوصل بين اخوان الأمس واذاب كثير من تراكمات السلطة والدم بين العدل والمساواة والمؤتمر الوطني، ولم تقف انفتاحات العدل والمساواة على عبدالله بلال وحده فقد كسبت الحركة شباب آخرين مثل ابن النوبة وحامل مفتاح مدينة كادقلي في جيبه العميق المعز مجذوب الخليفة والدكتوره اسيا تيه وشباب من حجر ألمك والحركة التي دفنت أحزانها ومراراتها مع جثمان مؤسسها د. خليل إبراهيم دخلت مرحلة الانفتاح الكبير بهذه الاستقطابات النوعية يقودها سياسيا شاب يجمع بين الصرامة في المواقف والمرونة في تقبل الآخر انه بشارة سليمان القلب النابض لحركة العدل والمساواة التي لم تفقد شيئا ببيع بعد محاربيها القدامى الخنادق والبنادق..
*وبالمال والفنادق هؤلاء خسروا الحركة واحترام الناس وينظر إليهم قادة المليشا بازدراء وتعالى لأنهم مجرد (إجراء) في مشروع دولة العطاوة.
خسر أحمد تقد لسان تاريخه وخسر سليمان صندل مواقفه السابقة من الفساد في دولة الإنقاذ، واختارو الركوب في عربة الفرملة في قطار الجنجويد الذي بات على شفا السقوط
*فامثال ودبلال يمثلون تيار عريض من قدامي المقاتلين وبقايا المعارك العسكرية إذا مامضت حركة العدل والمساواة في انفتاحاتها على مكونات الشعب حتى من قاتلونها بالسنان، وطريق النضال شاق وطويل وقد تساقط من قطار العدل منذ النشأة الأولى كثيرون، ولم تخسر الحركة شئيا، ولكن قليل من الوفاء كان حرياً بأن يجعلنا لانقول لجبريل إبراهيم:

كثير الفيهم أحسنت وعليك اتباهو..
جاهم ريش تقو وكفك نسو الاداه ..
ود الدابي صاح بلدغ الرباه ..
وابو قنفد حقيقةً بجرح الحباه..
متى يكتب حاج ماجد السطر الأول في قصة حصوله على وظيفة مرموقه في دولة الإمارات العربية المتحدة أو إمارة الشر وكيف استطاع العمل في مركز للبحوث والدراسات واغلب مثل هذه المراكز في الدول التي لاتعرف شئ عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ماهي إلا واجهات لأجهزة المخابرات وظل وجود حاج ماجد في الإمارات محل جدل وسط المجاهدين ورفقاء الدرب حتى قطع الرجل علاقته بالإمارات وعاد للسودان مثل عودة طائر الشفق، ولم يكتب بعد عن تجربة ربما لم تضيف إليه شيئا إلا بقدر معرفته بخبايا الإمارة التي آلت على نفسها مهمة وكيل الغرب في حربه على الإسلام والمسلمين. ولكن ربما اقتدي ماجد بأخلاق الفرسان وآثر الصمت، ربما تادبا والنظر للملح والملاح، وهو يعرف عن دولة الإمارات الكثير والمثير، ولكن الأدب الذي يتحلى به جعله يرفض البصق على إناء اكل منه، حتى ولو كان مال الإمارات مال سحت وغسيل قذر باعتبار دبي واحدة من أكبر المغاسل للمال الحرام، عطفا على صفتها التي اكتسبتها من بانكوك ماخورة الشرق في الزمان القديم، قبل أن تطل دبي للوجود ويحترف مواطنو الإمارات لعبة البيسبول بدلا عن حلب النوق وركوب الحمير.
من الساسة الكبار الرافضين للبصق على أواني اكلو منها اللواء م الهادي بشرى بعد عودته من المعارضة هرعت إليه لإجراء مقابلة لصحيفة القدس العربي وقال في البدء لو بتسالني عن المعارضة التي تركتها وراء ظهري فلن اجيبك لأنهم رفاق الأمس الطعن فيهم يخصم مني ولايضيف شيئا حقا في السودان رجالا تعرفهم بمواقفهم .

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x