يسرية محمد الحسن تكتب : زينة !..

يسرية محمد الحسن تكتب : زينة !..

نسيبتوا قالت شويه وحرمان مابدخلن عليا !
(يا السجمانه يا الما درستك امك وما فهمتك حبوبتك) !! (قومي فطين واسيا جهزن الحفره) !!!.
كان الزمان اواخر ستينيات القرن الماضي واحمد الشاب الوسيم قد خطف قلوب العزاري في حله فوق المشهوره ببناتها الجميلات احمد مزارع بسيط ككل شباب القريه يعمل مع بن عمه في حواشه عمه السر وكانت حسان حله فوق يردن الحفير لجلب المياه لمنازلهن وجوار الحواشه غدوهن ورواحهن ! غير مسموح ابدا لاي من الشباب ان يحادث فتاه في الطريق فقط هي لغه العيون !!. تعلق قلبه بزينه بنت عثمان مزارع البطيخ ميسور الحال وكانت زينه تبادله مشاعره في صمت خجول !
مر الزمان واحمد يحلم باليوم الذي تصير فيه زينه زوجه له كان يسر امره لابن عمه الذي كان يقف بجانبه لجمع المال الذي يفي بمتطلبات الزواج حيث المتعارف عليه في ذياك الزمان من عادات وتقاليد سمحه وبسيطه ان يكون الرجل عاملا يكسب رزقه بعرق جبينه وبالبركه والفاتحه !! تقدم احمد لطلب يد زينه وعمه وابنه صديق احمد ورهط من رجال الحله ولم يبد عثمان والد زينه اعتراضا ف احمد شاب مشهود له بالاستقامه والورع عكس بعض من شباب حله فوق الذين كانت حبوباتهم تعايرهم بعدم اكتمال رجولتهم ان لم يشربن العرقي! وهذا النوع من مغيبات العقل كان في ذاك الزمان وماقبله احد مؤشرات اكتمال رجوله الشباب والا فالذي تتأفف نفسه عنه فهو بنظرهن طفلا صغير (عاد ياولدي كيفن ماش تبقي راجل وسط الرجال وات عرقي وزنوو لي يوم الليله لسانك ماضاقوا) !!
مبروووك قالها عثمان لاحمد وعمه وهلل الرجال الله اكبر مبروووك احمد الله يتمو ليك. والده زينه وبما ان حالهم بافضل من حال الكثيرين فانها بدءا رفضت احمد حين دخل عليها زوجها ليخبرها بطلبه يد ابنتها وهي تري ان زينه صغيره السن وجميله جميلات المنطقه باسرها لا يستاهلها احمد البسيط ! ولكنها صمتت حين زمجر عثمان بوجهها قائلا…. والله اخر زمن دايره تمرقيني همبول وسط رجاله الحله !.. هووووي يا مره علي بالطلاق تفتحي خشمك ده تاني الا تطلقي بالتلاته..!! وسوست قمر لوالده زينه حين بان غضبها من شيله احمد البسيطه (انتي يا الما درسوك اهلك وما فهموك يا الغبيانه)!انتشر خبر زواج احمد وزينه في الحله والحلال المجاوره وتسابقت الحسان في تجهيز انفسهن لليله العرس حيث الميدان الشاقي المزارع مكان اقامه ليالي الزواج وتدافع الرجال للمساهمه في كشف احمد المتوفيان والديه وفي كفاله عمه منذ صغره وعمل شباب الحله بجد ونشاط في تجيير غرفه احمد وعروسه وتبييضها وجلب السريرين والدولاب ضلفتين من مبارك نجار الحله بعد ان تم تجهيزهم وعواطف الخياطه ابدعت في حياكه الستاره علي شباك الغرفه الوحيد وملاءات السريرين وقد زينتهم بالورود.
زغاريد الفرح انطلقت تملأ عنان السماء ومرجانه بت وزنوو ست العرقي يجلجل صوتها طاغيا علي صوت الدلوكه التي زادت من حماسه الشباب والشابات الذين جميعهم في مكان واحد لحضور قطع الرحط ورقيص العروس وتلك هي السانحه الوحيده التي يسمح فيها بتواجد الجميع حيث امتار قليله تفرق بين الرجال والنساء الكل مبتهج والكل فرح واحمد يكاد يطير فرحا لنيله مبتغاه وتحقيق حلمه الذي طال انتظاره جيئ بالعروس علي برش السباته وقد غطت بالكامل بفركه القرمصيص الشهيره واحمد يهز بسيفه علي الحاضرين وسط تكبيرات وتهليلات شباب الحله والحلال المجاوره وقد بدا في احلي حله وهلال الذهب معقود بناصيته وقد ضمخت يداه وقدماه بالحناء وجلبابه الابيض ناصع البياض يزيد من وسامته ! دقت مرجانه وفرقتها وغنن ياعديله يابيضا وبدا احمد في رفع فركة القرمصيص عن وجهه زينه بدءا لقطع الرحط كما هو متبع في حفلات الزواج وما ان كشف وجههه عروسه حتي صاح وباعلي صوته دي ما زينه !! دي ما عروسي ! وفي لمح البصر طوقه عمه وابنه ورجلين جيران لهم اثبت ياجنا ماتفضحنا اقطع الرحط !! قفز احمد بعيدا والعروس في مكانها لاتتحرك وقد وضعت كفيها الاثنتين علي وجهها واحمد كالذي مسه جان دي ما مرتي !! مرتي زينه وعمه وابنه يحاولان جره نحو علويه الاخت الكبري لزينه والتي تكبرها بسبع سنوات ولم تنل حظا في الزواج كالبنات اللائى في سنها وسمتها نسوه الحي علويه البايره !! رفض احمد توسلات عمه وصديقه بن عمه وجذب شريط السيتان الحمر المثبت عليه هلال الذهب من علي جبينه والقاه ارضا ووسط دهشه ودموع علويه وامها اطلق احمد ساقيه للريح وغاب مع غياب اخر شعاع ضوء لقمر اربعه عشر الذي كان نوره يغطي المكان .!!.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x