كيكل، رحلة السقوط ما بين السهل والنهر

كيكل، رحلة السقوط ما بين السهل والنهر


مهدي مبارك
من سهول البطانة الي عمق عاصمتها القومية الخرطوم، جاء ابوعاقلة كيكل بآمال وطموحات عراض، حقق منها الكثير وكان بمقدوره المسير الي أعلى درجات السلم بذات الخطي لكنه تعثر في خاتمة المطاف قبل الوصول إلى قمة الهرم فكان سقوطه مدويا بعد انضمامه طائعا مختارا الي مليشيا الدعم السريع .
مما لا شك فيه ان كيكل القائد السابق لقوات درع الشمال قد ادخل نفسه في جحر ضب، إذ لم يعد باستطاعته مواصلة المسير الي الامام مع تلاشي الآمال في ان يتمكن الدعم السريع من تحقيق اي انتصار في حربه ضد الجيش، وفي المقابل فان طريق العودة إلى الخلف بات محفوفا بالمخاطر بعد أن أصبح هدفا وصيدا ثمينا للأجهزة الأمنية المتحفزة للنيل منه متى ما سنحت لها الفرصة المناسبة لاقتناصه.
في الواقع ان كيكل قد احرق كل مراكبة في مغامرة انتهت بفشل ذريع كونه لم يستطع ادراك عواقبها الوخمية وهذا نابع من طبعه الذي ينزع الي التمرد علي واقعه وطموحاته غير المحدوده دون أن يكون له القدر الكافي من المؤهلات والامكانيات اللازمة والتي تمكنه من تحقيقها.
كان بإمكان كيكل الذي برز إلى السطح منتصف العام الماضي، ليعلن عن حركة “قوات درع السودان” في مناطق البطانة والجزيرة ونهر النيل وسط السودان، كان بامكانه تحقيق أحلامه وطموحاته لو انه استمر في قيادة قوات درع الشمال وتمسك باهدافها المعلنة والتي تتمثل في انتزاع حقوق الأقاليم المظلومة لمواطني وسط وشمال البلاد على خلفية اتفاق جوبا لسلام السودان خاصة إذا كان قد قدر له الانضمام إلى القوات المسلحة في حربها ضد التمرد لكنه ويا للمفارقة بات يخدم في مشروع الدعم السريع الذي يأتي علي راس أولوياته القضاء علي سكان الشريط النيلي بوسطه وشماله بما ذلك اهله وعشيرته التي تبرأت مما يقوم به وهو تحول اخرق عصي عن التبرير.
ولان الأسوأ لم يأت، فإن كيكل الذي بات متنقلا متخفبا بين القري والفرقان في أطراف العاصمة عله يوفر لنفسه حماية ولو مؤقتة لدي شيوخ الطرق الصوفية، لم يبق أمامه الكثير من الحلول للنجاة بنفسه ومن معه مما يحدق بهم من اخطار، فلا الشمال والوسط يمكنهما تقبله، ولا دارفور التي بات الوصول إليها أصعب من الوصول القمر قادرة، ان تمكن من الوصول إليها، علي توفير الحماية له، وهي التي باتت خطرا يهدد حياة حتى قائده في الدعم السريع.
كيكل بات محاصرا،الأزرق امامه والأبيض خلفه وبينهما سليل الفراديس ،عوم كنتقدر.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x