كتبت قبل خمس سنوات … خاطرة صباح

كتبت قبل خمس سنوات … خاطرة صباح

:
قمة الوعي هو وعي ذاتك بأنها مخلوق مكرم من عند الله وبقدر وعيك بهذا المقام الراقي والقيمة المطلقة يتحقق عندك مقام الإنسانية والذي بموجبه سجدت لك الملائكة ، وبهذا المقام ستتجاوز منزلة الأنعام ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ٠
ولن نترقي في مقام الإنسانية المطلق إلا إذًا تجاوزنا بوعي الذات لمحطة (الأنا ) الي محطة (الآخر ) فالآخر هو أنا ( هو الذي خلقكم من نفسِ وآحدة ) ( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )٠
حبك للإنسان (مطلق الأنسان ) بلا تقييم ودون النظر الي من هو !! وما هي صفاته !! مؤمناً تقياً كان أو كافراً فاجراً هو الثيرمومتر الذي تقيس به مقام الإنسانية عندك ، فالذي يحب الأنسان التقي ويكره المجرم فعليه مراجعة موقفه من الإنسانية ، فالإنسانية تقتضي أن نحب ونكره سلوك الأنسان وليست ذاته( لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )والحديث الشريف يقول لأخيه ولا أعتقد أن هنالك خلافاً علي أن الأخوة المراده في هذا الحديث هي الأخوة في الإنسانية
فليتنا جعلنا من الإنسانية مرجعيةً لنا ومنصةً نتجاوز بها حدة خلافاتنا الاجتماعية والسياسية التي أقعدتنا طويلاً ٠

                 مبارك الكوده

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x