السودان يزلزل الأرض ويحذر و يرد الدين والصاع صاعين

السودان يزلزل الأرض ويحذر و يرد الدين والصاع صاعين


بقلم د. محمد عثمان عوض الله

الخرطوم تنتفض. البرهان، ياسر العطاء، الجيش، المخابرات، الخارجية. خطة متكاملة وتوزيع الأدوار، على النحو التالي:
???? البرهان يزور أثيوبيا وأريتريا قبيل إندلاع الحرب الوشيكة بينهما، ويعزز موقف السودان وخطورة الدور الذي يمكن أن يفعله.
???? البرهان يطرد حجر و إدريس والولاة والوزراء.
???? أريتريا تطرد السفير الأماراتي، متزامنا مع الإتهامات التى وجهها السودان للإمارات..
???? الخارجية تطرد فولكر وتطرد بعثة اليوتاميس.
???? الجيش استلم السلاح النوعي الجديد، وأغلق الإنترنت، وأدخل الف طيار الى الخطوط الأمامية في المعركة، وإشتغل تنظيف كاسح على الأرض في ولاية الخرطوم.
???? الجيش ينسحب من دارفور، وتقوم حركات دارفور بواجبها لحماية أهلها من جرائم الجنجويد وتبدأ المواجهة الحقيقية، للدفاع عن انسان دارفور. والنتيجة اغلاق الحدود مع ليبيا وزوال حكومة الزغاوة في تشاد (كما توقع د. الوليد مادبو).
???? ياسر العطاء كشر عن أنيابه من منصة المخابرات، ضد الأمارات وتشاد وحفتر، ورؤساء آخرين، باعوا مواقفهم بمال الأمارات.
???? المخابرات تستعد لرد الدين والصاع صاعين حسب تعليمات ياسر العطاء، وحسب الخبرات السابقة.

هذا المجهود الضخم، لم يكن صدفة، ولم يكن موجها لجهة واحدة، ولم يكن مصدره من شخص واحد.

هذا المجهود وبهذا التزامن، موجه الى جميع الفاعلين، وفق خطة للمعالجة، داخلية وخارجية، تم توزيع الأدوار بين مؤسسات الدولة وقادتها، كل يؤدي مهمته.

الان لنناقش، هذه المهام، وماهي الأدوات المتوفرة لتنفيذها؟

أولا الأمارات:
الان دخلت الحكومة السودانية في معركة اعلامية، سياسية وديبلوماسية ضد الأمارات. لن تستطيع الحكومة، تهديد مصالح الامارات المباشرة. ولكن لابد للحكومة أن تشرح موقفها الجديد لجامعة الدول العربية، ولابد أن تسند اتهاماتها للأمارات بالأدلة الثابتة، وفي ذلك فضح كبير وقوي للأمارات ولأجندتها، و لعمالتها لإسرائيل. ومع ذلك فان أقصى ما تقوم به الحكومة السودانية هو التصعيد الاعلامي والشعبي وتقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي. وقد يتدخل الأجاويد من الدول العربيه. الان الحكومة السودانية ملكت الراي العام المادة الأولى.

ثانيا تشاد:
أكثر الدول التي يمكن أن تتضرر من عدائها للسودان.
وهي البادئة بالعداء والبادئ أظلم. تعقيدات الموقف القبلي، والتداخل القبلي والعداء التاريخي بين القبائل واسقاط كل فريق لحكومة الفريق الآخر، كل ذلك كفيل وحده بالإطاحة بحكومة تشاد، كما يحدثنا التاريخ.
ولن تحتاج الحكومة السودانية هذه المرة لبذل الكثير من المجهود.

ثالثا أثيوبيا
قصر نظر الحكومة الاثيولية، وسيلان لعابها على حفنة قليلة من دولارات حميدتي والأمارات أفقدتها الوعي وبعد النظر، من ان تفهم أن طلقة واحدة من معارضيها واندلاع الحرب مع اريتريا، متزامنا مع عدائها للسودان، كفيل بهز عرشها واقتلاعه. وحينها ستكون الخاسر الأكبر. الترتيبات شبه المعلنة لإندلاع الحرب الوشيكة بين أريتريا واثيوبيا، معلنة وليست في الخفاء. ومن الغريب أن أثيوبيا هي من بادرت وأعلنتها، عازية السبب للصراع حول المواني في البحر الاحمر. وهنا لن يجد القارئ عناء في تحسس الطريقة الأماراتية المحببة للتلاعب في كل المنطقة.

رابعا الجنحويد في الخرطوم
استعملت الحكومة في الخرطوم أسلحة نوعية وجديدة وكافية. وصرح ياسر العطاء بتخريج ألف طيار جديد. أغلقت الحكومة جميع شبكات الإنترنت في الخرطوم. ودون اعلان او اعلام او تصريحات نزل الجيش الى جميع ساحات المواجهة في ولاية الخرطوم. في معركة نوعية منذ ثلاثة أيام.
المعارك التي دارت في الأيام القليلة الماضية ابانت للجنجويد مالم يخطر على بالهم. قتل. جثث ممزقة ومنتشرة. خروج وهروب. دك جميع الارتكازات. عمل عسكري مكثف ومنتشر وشامل وعنيف. الاعلام الشعبي، يلتحم مع الجيش، يوثق وينشر القليل ولكنه الدليل الكافي الذي يوضح النتائج على الارض.

خامسا الجنجويد في دارفور
تفاجأ الرأي العام بانسحاب الجيش من حاميات دارفور، عدا الفاشر. هذه الخطة قلبت جميع الموازين، رأسا عن عقب. في دارفور، وفي تشاد، وفي ليبيا، وبين القبائل، وحركات دارفور المسلحة. اصبحت المواجهة بين العدو الحقيقي والضحية الحقيقي.
من الفاشر أعلنت كل من حركة مناوي، وحركة جبريل، وحركة عبدالواحد نور، وحركة مصطفى تمبور، أعلنت جميعها عن تشكيل قوة مشتركة لحماية المواطنين ضد جرائم الدعم السريع. وأول النتائج هو تحكم هذه القوى في شريط الحدودي بين السودان وليبيا. كما أن هذه القوى تستطيع أن توقفت كل أنواع العلاقة والدعم من تشاد الى الدعم السريع. من ناحية أخرى اندلع الصراع داخل مكونات الدعم السريع نفسه، أي بين القبائل التي تدعمه. السلامات، البني هلبه، الهبانية، الرزيقات… الخ. هذه المعطيات تؤكد بوضوح أن مهددات وجود الدعم السريع في دارفور أكبر بكثير من مهددات بقاءه في الخرطوم. وأن الخرطوم التي دمرت قوة عتاده الصلبة، و قتلت منه قاعدة جيشه الصلبه، حتى سماها الراي العام مقبرة الجنجويد، فان معركة دارفور ستكون أقسى عليه وأشد.

سادسا مستقبل السودان
مهددات كبيرة داخلية وخارجية تتربص بالسودان. ذكرها ياسر العطاء في حديثه كأوضح تصريح حكومي يتحدث عنها بجرأة. مستقبل السودان في ظل هذه التحديات، يحتاج الى:
حكومة قوية قادرة على الفعل، غير عاجرة، فقط تنتظر رد الفعل.
ويحتاج الى شعب قوي واعي، ومساند للحكومة في وجه التحديات وقد قدم الشعب 250 ألف متطوع كما قدم القوافل والدعم المعنوي والمادي رغم ظروف التشرد والجرائم.
ويحتاج الى جيش وطني قوي يستطيع الدفاع عن وطنه وقد قدم الجيش السوداني العظيم كل المستحيل، ما يشبه المعجزة، لإفشال مخطط التمرد الرئيسي وأهدافه الاولى، وهجماته ونعاركه، والإمداد الخارجي بالمال والاعلام وبالمرتزقة وكل أنواع السلاح.
ويحتاج الى استخبارات قوية وذكية تستطيع أن تتعامل مع المهددات الداخلية المتمثلة في الطابور الخامس وفي التحديات الخارجية الواضحة للعيان.
ويحتاج الى علاقات خارجية تسند الحكومة والشعب في وجه اللوبي الخارجي وتجد للسودان موطئ قدم بين الأحلاف الدولية التصارعة.
ويحتاح الى طاقم رئآسي مبتكر وخلاق.
ويحتاج الى رئيس شجاع، واضح مع شعبه صادق غير متردد ولا متذبذب ولا خائف ليس عليه كروت شخصية، يستطيع اتخاذ القرارات القوية والمصيرية، يفرق بين الاستراتيجي والتكتيكي، يقود جيشه وشعبه وحكومته، لا يتأخر عليهم لا في القرارات ولا في التخطيط ولا في التنفيذ والمتابعة.
هكذا يُبنى مستقبل السودان بالرغم من كل التحديات والظروف.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x