محمد قسم السيد … يكتب فى (هذا ما حدث) الفوضى وهيبة الدولة

محمد قسم السيد … يكتب فى (هذا ما حدث) الفوضى وهيبة الدولة

في مقابلة مع الإذاعة السودانية، الجمعة ،قال نائب رئيس مجلس السيادة ، قائد قوات الدعم السريع ، الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي إن الأجهزة الأمنية ،لا تقوم بدورها في فرض الأمن في الولايات  ، و قال ،  أن الاعتصامات والفوضى في العاصمة الخرطوم ،تؤثر على هيبة الدولة ، وكشف عن ظهور بعض البوادر الغير قانونية ،من بعض الحركات الموقعة على السلام،من خلال ترخيصها وتقنينها للسلاح ، تلك النقاط التى لفتت انتباهى فى حديث نائب رئيس مجلس السيادة، لابد ان نذكر هنا ،ان نائب رئيس مجلس السيادة ،هو الرجل الثانى فى الدولة، ثم لابد ان نذكر كذلك ،بالهجوم والانتقادات التى ظل يوجهها المكون العسكرى ،على المكون المدنى، ايام حكومة الدكتور عبد الله حمدوك، وتحميلها كل ما يحدث فى المشهد السياسي والاقتصادى من ازمات، وحينما توجه ذات الانتقادات للمكون العسكرى باعتباه السلطة السيادية وجزء من الحكومة، يكتفوا بالقول ان مهمتهم ( تشريفية ) ، و للذكرى والتاريخ، الهشاشة الامنية ،اخذة فى التشكل و التنامى، منذ سقوط  النظام السابق ،وحتى تاريخ اللحظة، اتخذت اشكال و ابعاد ،ما كان لاحد ان يتصور ان تصل لهذا الحد ،ولا احد توقع ان تتفاقم الازمات الاقتصادية لهذه الدرجة، ولعل فى ذلك رسائل مبكرة ،تحمل فى مضامينها ما نراه اليوم من تأزم سياسي مفتعل ، ادخل البلاد فى مفترق طرق ، اقول، اكبر كوارث الفترة الانتقالية ، تداخل الادوار و الاختصاصات والمهام ، وصراع السلطات ، الكارثة التى فى تقديرى ،اوصلت البلاد الى هذا الوضع الخطير ، مهمة (الامن) فى اى زمان ومكان ،هى مهمة القوات الامنية بكل مسمياتها وتشكيلاتها ،و ما اُنشئت اصلا الا لهذا الدور ،(حفظ امن المواطنين والدولة ) ،فاذا لم تمارس هذا الدور ،كما قال نائب رئيس مجلس السيادة (الأجهزة الأمنية لا تقوم بدورها في فرض الأمن في الولايات) فهذا يعنى ان الهشاشة و السيولة الامنية، فعل مقصود ومتعمد ، وعدم ممارسة هذا الدور ، يكشف سر (العداء ) بين ما هو مدنى ،وما هو عسكرى ، فالملاحظ ان الهشاشة الامنية ،متلازمة للحكومات المدنية الانتقالية ، على قلة فتراتها الزمنية فى السلطة،  و للبيان بالعمل ،لابد من اظهار الحكم المدني كالعاجز والمتسبب فى السيولة الامنية، وهذا ما يحدث الان بالضبط ،والسؤال هل الفوضى التى تضرب الخرطوم وكل ولايات السودان، نتاج تلك الاعتصامات والمظاهرات السلمية ؟ هل انتشار النهب المسلح و الجريمة بكل مسمياتها، و ادخال المخدرات عبر مطار الخرطوم ،و انتشار السلاح و التهريب ،هى كذلك نتاج للاعتصامات والمظاهرات السلمية ؟ هل التفلتات التى تمارسها قوات الحركات الموقعة على السلام ، هى كذلك نتاج للاعتصامات والمظاهرات السلمية؟ هل بعض البوادر الغير قانونية من بعض الحركات الموقعة على السلام، ،هى نتاج للاعتصامات والمظاهرات السلمية ؟ اين هيبة الدولة من كل تلك الجرائم و التفلتات و التجاوزات، لتنحصر الفوضى فقط فى الاعتصامات و المظاهرات السلمية ؟ ثم أين الاجهزة الأمنية من كل ما حدث ويحدث ؟ دعونا نشرح اولا  الازمات الامنية بصدق و عمق، و نعترف بشجاعة بالأخطاء التى صاحبت الفترة الانتقالية ،و اتفاقية السلام ،منذ التوقيع عليها وحتى دخول الحركات المسلحة، بقواتها الى قلب الخرطوم ،وحتى الان ،من السهل جدا صناعة المبررات ،لكن من الصعب جدا هضم المبررات إن جافاها المنطق .

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x