الطاهر ساتي يكتب.. المعارك وحضور الدولة

الطاهر ساتي يكتب.. المعارك وحضور الدولة


معارك الجنوب كانت أشرس من معارك اليوم..
وفي التسعينات تساقطت مدن الجنوب مدينة تلو أخرى..
ونُصب في كل حي أكثر من صيوان عزاء و ترملت الكثير من زوجات الشهداء و تيتم الكثير من أبنائهم..
وكان الوضع الاقتصادي منهاراً بالكامل؛ كذلك الخدمي..
لم تكن المشافي و الكهرباء و المركبات و الجامعات و المدارس والشوارع بحجم اليوم..
كانت كل نواحي الحياة بائسة للغاية..
وكان الجيش مهزوماً و محاصراً في أكثر من موقع..

ومع ذلك كانت معنويات الشعب في السماء؛ وكان الشباب يتدافعون نحو ساحات الفداء كالسيل وكانت النساء ينافسن بعضهن في إعداد زاد المجاهد رغم ضنك الحياة..
كان الشعب يقاتل مع جيشه بكل قوة..
عارف ليه؟
كانت هناك دولة و حكومة و قيادة – حتى لو اختلفت معها – تلهم الشعب الصبر و الثبات بالأفعال قبل الأقوال.

الاحباط مصدره ليس مسرح العمليات؛ بل مسرح الدولة..
مسرحية الرجل الواحد لم تعد تُطرب الجماهير

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x