نداء أهل السودان.. البحث عن التوافق الوطني

نداء أهل السودان.. البحث عن التوافق الوطني


تقرير :جسور
أطلق الشيخ الطيب الجد شيخ الطريقة القادرية بشرق النيل مبادرة من أجل التوافق الوطني اطلق عليها نداء اهل السودان للتوافق الوطني ويرى مراقبون ان المبادرة من أفضل المبادرات المطروحة من أجل التوافق لكونها تفتح الباب للجميع.

حضور سياسي كبير
وتلبية لدعوة الخليفة الشيخ الطيب الشيخ الجد الشيخ محمد ودبدر التقى بأم ضوا بان الاسبوع الماضي المئات من القيادات الصوفية والاجتماعية والإدارة الأهلية وقيادات الأحزاب وممثلين من لجان المقاومة والنساء والشباب ومنظمات المجتمع المدني،ودعا الخليفة الطيب الشيخ الجد جميع السودانيين بتوجهاتهم السياسية والاجتماعية والمهنية والقبلية كافة دون عزل أو إقصاء إلى مؤتمر مائدة مستديرة لا يستثني أحد وذلك عقب عيد الأضحى المبارك. وأجمع المشاركون على ضرورة التعالي فوق الأجندة والأطماع الحزبية ، والتسامي لإنقاذ الوطن من المخاطر الكبرى المحيطة به وأقر المجتمعون تكوين مجلس أعلى لنداء أهل السودان يضم كافة القيادات ، ويتواصل مع الجميع للوصول لوفاق وطني جامع ، تساعده تنسيقية تنفيذية ورحب اللقاء بدعوة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للحوار السوداني والتوافق الوطني دون عزل أو إقصاء ، وأكد إعلان أم ضوا بان بأن الدعوة للحوار والوفاق الوطني هو محل إجماع الجميع .كما وجه إعلان أم ضوابان رسالة للمجتمع الدولي والإقليم الافريقي والعربي والآلية الثلاثية بأن رغبة السودانيين في التعاون مع كل الدول على قاعدة المصالح المشتركة وفي إطار السيادة الوطنية التي لا تنازل عنها وتعاهد المجتمعون على رفض الوصاية الأجنبية ورفض الفتنة التي تسعى بها بعض الدوائر الأجنبية الرامية للتفريق بين أبناء الوطن الواحد.
ترحم اللقاء على شهداء الوطن من كل الأطراف ورفع مواساته لأسرهم الكريمة كما احتسب شهداء القوات المسلحة في الفشقة ،وأكد الإجماع على دعم ومؤازرة القوات المسلحة وهى تخوض المعارك وتبذل الأرواح والدماء لحماية البلاد واكد المؤتمر على أن الجيش السوداني منصور ومسنود.
تفاصيل
وقال الخليفة الطيب الشيخ الجد ودبدر رئيس نداء أهل السودان للتوافق الوطني في كلمته ان دعوتهم بقصد التشاور والتوافق على رؤية وطنية تضع حدا لهذه الأزمة المتطاولة، نتواضع فيها جميعا على كلمة جامعة تمكن الوطن من اجتياز المرحلة الانتقالية بتراضي وصولا إلى حكومة يختارها الشعب عبر الانتخابات الحرة النزيهة.
وقال بفضل الله انتظم منذ شهور خلت هذا الحراك الباحث عن حل للمعضلة الوطنية بواسطة مجموعة من شيوخ الطرق الصوفية ، فأطلقت إنابة عنهم نداء أهل السودان، وقد وجد النداء ترحيباً طيباً ، فاستقبل هذا المسيد عشرات الوفود من الكيانات الدعوية السياسية والاجتماعية والقبلية والمهنية ورموز المجتمع كلهم ينشدون حلا لأزمة الوطن ، ويباركون المسعى في هذا السبيل.
ولقد رأيتم كذلك عشرات المبادرات على ذات الهدف النبيل .
وقال جاء نداء أهل السودان للتوافق الوطني استجابة لجملة من الدوافع الشرعية والوطنية والأخلاقية الملحة التي لا تحتمل التأجيل
وتلبية لنداء الله تعالى القائل: (وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ)
واستجابة لأمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : لا تحاسَدُوا ، ولا تناجَشُوا ، ولا تباغَضُوا ولا تدابَرُوا ، ولا يبِعْ بعضُكمْ على بيعِ بعضٍ ، وكُونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا ، المسلِمُ أخُو المسلِمِ ، لا يَظلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ ، ولا يَحقِرُهُ ، التَّقْوى ههُنا – وأشارَ إلى صدْرِهِ – بِحسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ ، كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وعِرضُهُ وقال أتى النداء إدراكا للتحديات والمخاطر التي تحاصر الوطن واجمالها في أن إن الأزمة الوطنية الراهنة قد أخذت بتلابيب الوطن وصارت مهدداً كبيرا لوحدته وسلامة كيانه واستقراره ومعاش أهله وأمنهم ، واستمرارها يعني تهديدا وشيكا لمقدرات البلاد ومصالح العباد ،بل قد تفضي إلى تشظي وتمزيق السودان أرضا وشعبا ،ولات حين ندم .
وقال إن آثار الأزمة الوطنية الراهنة لا تقف عند مظاهرها السياسية وما أفرزته من عدم الاستقرار والتوتر والتشاحن بين أبناء الوطن، ولكنها تتجاوز كل ذلك لتشكل حالة من القلق من نذر تداعيات الحالة الأمنية والمعاشية على الناس ، يتملك الخوف كل عاقل أن تطبق الفاقة والمسغبة والمعاناة على الناس فتؤدي مع الوضع الأمني المتدهور وحالة عدم الاستقرار لفتنة عظيمة لا تبقي ولاتذر ولا تصيب الذين ظلموا من الناس خاصة .
وقال إن الواجب الشرعي والوطني والإنساني والأخلاقي يحتم على كل أبناء الوطني التداعي العاجل للأخذ بيد بلادهم من المصائر السيئة المحتملة ،وذلك دون إبطاء أو تردد أو حساب لمصالح ضيقة حزبية أو قبلية أو عصبية أو مهنية ، فالواجب الأولى والأوحد الآن هو الأخذ بيد الوطن من وهدته ، وبعدها فالوطن يتسع لكل أبنائه مهما تنوعت أفكارهم وأحزابهم وقبائلهم وجهاتهم .وأكد إن الإسلام والأديان السماوية والأعراف الخيرة المرعية في بلادنا ، كلها عوامل قوة وبواعث محبة وسلام ، وأهل التصوف يراهنون عليها عاصما للشعب من التمزق القاتل مهما تعاظمت أسباب الفرقة والشقاق و أشار إن التصوف في السودان عبر تاريخه الممتد لقرون طويلة ظل يعمل على إشاعة قيم التسامح وقبول الآخر والعفو والتعايش السلمي بين الناس وإصلاح ذات البين مهما كانت الصراعات والخلافات وحيل الشيطان بين عباد الله.
إن الدعوة إلى الوفاق والتصالح والسمو فوق الخلافات ظلت هى ثوابت صوفية وسودانية صميمة ، ولأهل التصوف جهود مثمرة ومنهج ناجح ظل فاعلا في إنجاز المصالحات الأسرية والقبلية والمناطقية ، بما في ذلك الصلح في الرقاب والنزاعات كافة .
إن قيم المصالحة والجودية والعفو والتسامح هي التي حفظت السودان قرونا طويلة ، وجعلت شعبه مثالا باهرا بين الشعوب في رعاية القيم والتعايش والمودة ، رغم أن بلادنا الواسعة شديدة التنوع العرقي والجهوي والثقافي ، ولكن الجامع بين شعبها هو رعايتهم لهذه القيم وعدم التنكر لها مهما قست الظروف واشتدت النزاعات .
كما إن ميراث وتجربة أهل التصوف وحكماء السودان في حل النزاعات قادرة أن تسعفهم في تجاوز صراعاتهم ، في تراثنا وتجاربنا ما يعين على الوئام لا الخصام .
إن التصوف بطبيعة تكوينه عابر لكل التكوينات ، فالطريقة الصوفية تجمع السالكين من أحزاب وقبائل وجهات ومهن و أعمار شتى ، وهى بهذا مؤهلة إن أتيحت لها الفرصة أن توحد أهل السودان على مصالحهم الكبرى الجامعة . وقال إن كثافة التدخلات الأجنبية في الشأن الوطني ، وإستسلام بعض السودانيين للوصاية الدولية تمثل خرقا وطعنا في قيم وجدارة وقدرات السودانيين ، فمهما كانت الخلافات فينبغي أن لا تخرج من البيت السوداني الكبير، ذلك أن للأجنبي أجندته وأطماعه ، والسودانيون رحم بينهم ، وفيهم الحكماء والعلماء وأهل الرأى والبصيرة .
وقال إن مرتكزات النداء دعوة لجميع السودانيين بتنوع مشاربهم الاجتماعية والمهنية والقبلية عسكريين ومدنيين ، الأحزاب ، الشباب والنساء ، والجماعات والتكوينات الوطنية المتنوعة إلى كلمة جامعة وميثاق مرعي لإدارة الفترة الانتقالية عبر حكومة كفاءات وطنية مستقلة ، وصولا لانتخابات حرة يختار فيها الشعب قيادته .
كما ندعو للشروع الفوري في إنفاذ المهام العاجلة التي تهم المواطنين و العمل الدؤوب لتخفيف وطأة المعيشة على الناس ، و بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وتأمين حياة الناس من المهددات الأمنية التي روعت الآمنين وانتهكت الحرمات.
و نقترح تكوين مجلس أعلى للنداء يضم قادة الطرق الصوفية والقوى السياسية والاجتماعية والمهنية والرموز الوطنية .
يساعده جهاز تنفيذي تنسيقي مصغر يعمل على توسيع الدعوة والتواصل مع الجميع والإعداد لمؤتمر المائدة المستديرة ، والإشراف على سكرتاريته ومتابعة تنفيذ مخرجاته .
ويمد النداء يده لكل المخلصين من أبناء الوطن كافة ، ويدعوهم للمسارعة لوضع حد عاجل لما يواجه البلاد، ويحثهم على الترفع فوق كل مصلحة حزبية أو شخصية أو قبلية ، ويناشدهم الله أن يكون واجب اللحظة الأوحد هو رعاية الوطن والرحم والمواطنة والشعب ،ونبذ الصراع والاختلاف وإبطال التدخلات الأجنبية ذات النوايا الشريرة الباغية .

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x