أهل الميت أُكلوا ناركم

أهل الميت أُكلوا ناركم

شـــــــوكة حـــــــوت

ياسرمحمدمحمود البشر

حتى وقت قريب كان المجتمع السودانى يشهد تظاهرة إجتماعية تعتبر مدرسة من مدارس التكافل ولا سيما فى مناسبات الأتراح والمآتم حيث تقوم الأسر بمشاركة أهل المتوفى من شاى الصباح ووجبتى الفطور والغداء بما تيسر وحسب إمكانية المشاركين وهذا بدوره يندرج تحت حديث سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم (أصنعوا الطعام لآل جعفر فإنه نزل بهم ما يشغلهم) وبذلك التكافل الإجتماعى يكون المجتمع قد ساهم بصورة كبيرة وبشكل تكافلى فى تخفيف أعباء المأتم على أهل الميت مع أن مناسبة الوفاة لا تكون لها إستعداد مسبق مثل بقية المناسبات الأخرى هذا من جانب ومن جانب آخر قد تكون الأسرة غير قادرة على القيام بواجبات هذا المأتم وعلى كل تشكل مساهمة المجتمع بما يزيد عن ال ٩٠% من منصرفات المأتم وهناك من يحضرون معهم الذبائح ومواد عينية كمساهمة فردية يكون لها قدر وافر فى سد الإحتياجات.

بدأت هذه الظاهرة الإجتماعية فى الإضمحلال والتراجع خاصة فى كبريات المدن حيث أصبحت أسرة المتوفى تقوم بكل مستلزمات أيام العزاء وهناك أسر تبالغ فى الصرف على المأتم حتى أصبحت المآتم محل إشادة من المعزين الأمر الذى جعل المأتم بند من بنود الصرف التى كان يقوم بمعظمها المجتمع وتراجعت عملية المشاركة الإجتماعية بصورة تامة فى مجتمع المدن وآخذت فى التناقص فى بقية الحواضر والمدن الصغيرة والمتوسطة وأصبح المعزين يأتون الى مكان العزاء من دون أن يحضروا معهم سرامس شاى الصباح أو وجبتى الفطور والغداء الأمر الذى جعل المواطنين أن يقوموا بتقليص أيام تلقى التعازى على المتوفى الى يوم واحد تقليلا للنفقات وإختصارا للصرف على المأتم.

يمكن القول أن إضمحلال عملية المساهمة الإجتماعية فى المأتم قد وصلت معظم مجتمعات الريف حيث أصبح الأمر يعتمد برمته على أهل المتوفى وإنحصرت المساهمات الإجتماعية على المشاركة المادية (الكراس) وهناك بعض القرى ما زالت تحافظ على هذه السنة أما على مستوى المدن والحضر فقد إختفت هذه التظاهرة الإجتماعية الحميدة التى تعبر تعبير صادق على مدى التكافل الإجتماعى بين مكونات الشعب السودانى ورغما عن هذا يمكن القول أنه لا زال المجتمع السودانى بخير على الأقل فى حضور التشييع والصلاة على الميت وحضور أيام المأتم ولو (مدلدل إيدك).

يعلم الجميع أن الظروف الإقتصادية قد أثرت على معظم قطاعات الشعب السودانى لكن يجب على الشعب أن لا يقتل هذه الحالة الإجتماعية بفعل الظروف فلتكن المشاركة فى حدود الإمكانيات (الجود بالموجود وعيب الزاد ولا عيب سيدو) حتى لا يكون لسان حال المجتمع مع أهل المتوفى (أكلوا ناركم) أين تكمن المشكلة لو شاركنا ب(كسرة وملاح أم رقيقة عصيدة بملاح بربور) أو أى مشاركة حفاظا على هذا الإرث من الإندثار ولتكن المشاركة على قدر المستطاع ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

نـــــــــــــص شـــــــوكــة

ما زال المجتمع السودانى على مستوى الأتراح والأفراح يواصل المشاركات ولابد من الحفاظ على الموروثات الحميدة منها ولم يتبق منها إلا القليل .

ربــــــــــع شـــــــوكـة

ويبقى الأمل فى إعادة المشاركة فى المأتم بقدر المستطاع.

yassir.mahmoud71@gmail

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x